طفلي تاخر في الكلام

كتبت : سمر عيد

ينتظر كل أبوين أن ينطق ابنهما بأول كلمة، لكن قد يتأخر الطفل فى التحدث فيتجاوز السنة الأولي من عمره دون أن ينطق بـ بابا أوماما ممايثير القلق لدي الوالدين.

فمتى يتحول تأخر نطق الطفل إلى حالة مرضية، وهل هذا مؤشر لإصابته بمرض يعوقه عن النطق، وفى أى سن تبدأ الأمهات فى التفكير فى استشارة الطبيب، وماهى الوسائل المثلي للتعامل مع الأسباب الاجتماعية والنفسية والعضوية وراء تأخر الكلام عند الأطفال؟ ..وحول هذه التساؤلات وغيرها كانت السطور التاليةl

عن أسباب تأخر الكلام عند الأطفال يحدثنا الدكتور محمد بركة أستاذ أمراض التخاطب بكلية الطب جامعة عين شمس قائلاً: تنحصر أسباب تأخر الكلام عند الأطفال فى ثلاثة أسباب رئيسية وهى: الإصابة الدماغية المسئولة عن 70% من حالات تأخر الكلام ، ثانياً : الضعف السمعى وهو مسئول عن 10% من الحالات وأخيراً التأخر بدون أسباب عضوية أو قد يعود إلى أسباب نفسية أو اجتماعية ونسبته 20%، وإذا ما حللنا كل سبب على حدة نجد أن الإصابة الدماغية لها نوعان: إصابة دماغية عامة أو منتشرة وهى تشتمل على القصور الفكرى أو التخلف العقلى وعادة مايتم اكتشافها وتحديد درجاتها من خلال قياس معدل الذكاء لدى أخصائى نفسى إكلينيكى يعمل مع طبيب التخاطب ويقاس باختبارات لفظية وأدائية واجتماعية والنوع الآخر من الإصابة الدماغية النوعية يؤثر على أحد أنظمة الجهاز العصبى المركزى وعلى حسب هذه المنطقة التى أصيبت تكون الإصابة الدماغية، وقد تصيب القشرة الدماغية.

النوع الثالث من الإصابة الدماغية الطفل كثير الحركة ويظهر هذا الطفل بحركات استكشافية للمكان ويغلب عليه العناد أو يكون خجولاً فى المدرسة وعنيفاً فى المنزل وإذا لم يعط مايريد يضرب رأسه فى الجدار أو الباب. أما السبب الثانى فى تأخر النطق عند الأطفال فهو الضعف السمعى وهو مسئول عن 10% من حالات تأخر الكلام وقد يكون ضعفاً سمعياً توصيلياً مثل الذى ينتج عن التهابات وارتشاحات الأذن أو ضعفاً سمعياً حسياً عصبياً وهذا النوع هو الأخطر على اكتساب اللغة حيث إنه يؤثر على ترددات أخرى وغالباً ما يأخذ الترددات العليا وقد يكون ضعفاً سمعياً مزدوجاً يعتبر توصيلياً وحسياً عصبياً.

ونأتى للفئة الأخيرة التى يتأخر فيها الطفل فى الكلام دون أية أسباب عضوية ونسميه تأخر الكلام النوعى، وغالباً ما يستمر حتى 4 سنوات وهنا لابد أن نركز على دور الأم،الحضانة، الأطفال المحيطين به.

مراحل التكلم

لابد أن تراعى الأم أن الطفل ينتبه لصوتها وعمره ثلاثة أشهر وفى عمر الستة أشهر تبدأ مرحلة المناغاة وفى الثمانية أشهر تأخذ المناغاة إطاراً لحنياً كالغناء وفى عمر عام تخرج الكلمة الأولى للطفل وفى العام الثانى تزداد الحصيلة اللغوية للطفل من 200 - 400 كلمة ويربط الطفل فى عمر عام ونصف كلمتين ويستخدم صيغة ويميز بين الأصوات الفمّية والأنفية الفمية مثل بابا والأنفية مثل ماما، وفى العام الثالث تزداد الحصيلة اللغوية من 900 إلى 1000 كلمة ويستطيع الطفل عمل ثلاث وحدات للجملة ويبدأ فى استخدام أدوات الربط مثل «آكل بالملعقة» والتذكير والتأنيث وظرف الزمان وظرف المكان .

وتبدأ مرحلة جديدة فى العام الرابع وهى الإطار التحدثى مثل الاندهاش والاستغراب وتبدأ مرحلة المحادثة والكلام المسترسل وفى العام الخامس يحدث تطور فى المخارج الصوتية ويكتسب الطفل صيغة التمييز.

وفى العام السادس يكتسب الطفل مزيداً من النضج فى المخارج الصوتية عالية التردد مثل حروف: س، ش، ف، ز، ر، ويكتسب الطفل لغة الاستثناء مثل كلمة (إلا).

وهذا الجدول ثابت لكل الأطفال ولاينبغى أن يتأخر الطفل عنه وإذا حدث يعتبر متأخراً لغوياً وعلى الأم مراجعة الطبيب

السمع

وتحدثنا الدكتورة أمانى السعيد -استشارية السمع والاتزان قائلة: على كل أم أن تلاحظ ما إذا كان ابنها او ابنتها يسمع جيداً أم لا فالطفل يبدأ ينتبه للصوت من عمر ثلاثة أشهر ومن أربعة إلى خمسة أشهر يبدأ فى الالتفات إلى مصدر الصوت وعندما يستطيع الجلوس فى سن سبعة أشهر يبدأ المناغاه، وإذا لم يفعل الطفل ذلك لابد أن نقوم بعمل مقياس سمع له بالكمبيوتر عن طريق جذع المخ ونقوم بعمل هذا المقياس عن عمر سنة.

والبيت عليه عبء كبير فالطفل الثانى غير الطفل الأول ولابد أن ننظر أيضاً إلى الجينات فهناك عائلات يتكلم الطفل فيها مبكراً وعائلات يتأخر الأطفال فيها عن الكلام، وإذا اكتشفنا أن الطفل ضعيف السمع نقوم بوضع سماعة فى أذنه ونبدأ معه فى جلسات التخاطب وهناك قوقعة يمكن أن تزرع فى الأذن إذا كان الطفل ضعيف السمع ولكنها مكلفة جداً قد تصل إلى 160 ألف جنيه لذا فالحل الأمثل هو وضع السماعة ولو كان الطفل معاقاً ذهنياً فعلى الأم التوجه إلى الطبيب المختص.

أمراض نفسية

وتقول الدكتورة زينب بشرى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس: علينا أن نسرع فى علاج الطفل نفسياً بأن نتأكد أنه سليم عقلياً وسمعياً، فإذا ما تأكدنا من ذلك نبدأ فى البحث عن الأسباب النفسية التى تؤدى إلى تأخر نطق الطفل وهناك أمراض نفسية تصيب الأطفال قد تؤدى إلى تأخرهم فى الكلام أو إلى قلة الكلمات لديهم مثل الاكتئاب، وصعوبة الحكى والتعبير وقد يعود ذلك إلى أن هذا الطفل قد يكون وحيداً وغير محاط بأطفال أو ليس لديه من يلعب معه وعكس الاكتئاب وهو المرح الشديد الذى يجعله منطلقا جداً وسريعاً جداً ويتحدث بسرعة إلى درجة أن من أمامه لا يفهمه وهذا يصيب الأطفال الذين لديهم إفراط حركى، وهناك مرض آخر ألا وهو التلعثم أيضاً يتم علاجه نفسياً.

ونؤكد للأم ضرورة أن تتحدث مع الطفل المتأخر فى الكلام وأن تلعب معه بالمكعبات وأن تجعله يلعب مع أطفال آخرين لعبة تعتمد على السمع مثل الكراسى الموسيقية وأن تشركه فى ألعاب تعتمد على روح الفريق مثل كرة القدم، وهناك مقولات خاطئة تقول: إن التليفزيون يساعد الطفل على الكلام مبكراً وهذا خطأ فلقد اكتشف أن التليفزيون قد يكون سبباً لتأخر الأطفال فى الكلام خاصة إذا كانوا يشاهدون أفلام الكرتون الصامتة، كما أن التليفزيون يزيد من حالات التوحد لدى الأطفال المصابين بالمرض، أهم شىء أن يجد الطفل من يحدثه ويتكلم معه وعلى الأم أن تنتبه إلى استيعاب طفلها ومدى استجابته للأصوات المحيطة به وإذا ما حدث تأخر فى الكلام فعليها مراجعة طبيب التخاطب الذى سيوجهها لطبيب السمع أو إلى الطبيب النفسى إن دعت الضرورة إلى ذلك .

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,456,764

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز