بلاش فلول اوعى الإخوان إيه العمل

 

 

كتبت : سمر عيد

تتصاعد نبرة ووتيرة حالة الخوف من المستقبل داخل شرائح عريضة من المجتمع المصرى الذى تدفعه حالة من الاستقطاب الشديد إلى الانقسام والتناقض تزيد من وطأة قلقه من غد مشرق قد يراه غير قابل للتحقق.

وتحول الصراع السياسى علي كرسى الرئاسة الذي انعكس فى محاولة المتنافسين إشاعة حالة من القلق لدي مؤيدي الطرفين، فيحاول كل منهما تخويف الناس بما يراه من مساوئ فى الآخر، فهل تتأثر بوصلة ووجدان الشعب المصرى بهذه الدعايات، وهل ستؤثر فى تصويته وما هو أثرها على يوميات حياته؟ هذا ما حاولنا رصده خلال السطور التالية

يبدأ د. يحيى الرخاوى - أستاذ الطب النفسى - بتعريف الفوبيا قائلاً: الفوبيا كلمة أجنبية يقابلها الرهاب باللغة العربية والرهاب من الرهبنة على وزن فعال مثل «صداع، جذام، سعال، .. إلخ» وهو يشير عادة إلى خوف محدد من مثيرات أو موضوعات محددة، وهذا الخوف يصاحبه زيادة فى نشاط الجهاز العصبى الذاتى «السيمباثاوى» بالذات، وهو المسئول عن الخفقان «زيادة ضربات القلب» وعرق اليدين وعسر النفس، ويصاحب كل ذلك الشعور بخطر داهم على التوازن بل وعلى الحياة ذاتها وكأنه الموت.

أما بالنسبة للفوبيا السياسية التى يعيشها الناخب، فلا يوجد ما يسمى بالرهاب السياسى، ولعل المقصود إشاعة الخوف من موضوع أو تيار سياسى معين، وهو نفس الأسلوب الذى تروج له دوائر السيطرة الغربية والمالية والسياسية سواء فى السياسة أو فى الاقتصاد أو فى الثقافة، فيما يسمى الإرهاب الإسلامى الذى بدأ تضخيمه إعلامياً منذ حادث اسقاط برجى التجارة العالمى فى نيويورك.

أما ما نعيشه الآن الخوف من الفلول أو الحكم الدينى هو خوف مشروع له مبرراته لدى الأطراف، وهو مبنى علي سوابق فعل رصدها الناس من الطرفين.

مبررة

وتؤكد الكاتبة الكبيرة فتحية العسال أن خوف المصريين مبرر، ولكن لا يمكن أن نصنفه بأنه وصل إلى الفوبيا المرضية وتقول: المصريون يعانون من فقدان الثقة وليس الخوف، خاصة فيما يعرف بالإسلام السياسى، وهذا الخوف لم يكن موجوداً من قبل والدليل على ذلك أن الناس قد صوتت للإخوان والسلفيين فى مجلس الشعب، ولكن خوفهم من الإسلام السياسى مبرر بأداء أعضاء البرلمان بعد انتخابهم وما يدلون به من تصريحات غريبة اصطدمت بالمجتمع، وأيضاً الخوف من الفلول مبرر، حيث شهد عصر مبارك قيد الحريات وصعود الطبقة الرأسمالية على حساب الشعب الفقير، وعلاج هذا الخوف فى يد الشعب نفسه وبديل كل هذا الهراء هو الحركة الوطنية الشعبية.

لماذا؟

وترد سهام الجمل - عضوة مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة - على الخوف من الإسلام السياسى قائلة: هذا هو خوف غير مبرر على وجه الإطلاق، وبعض وسائل الإعلام هى المسئولة عن هذا الخوف بنشرها بعض الشائعات الكاذبة، نحن كإخوان فى حرب سياسية و إعلامية، وأؤكد للشعب المصرى أن مصر لن تعود للحكم الدكتاتورى مرة أخرى، وأن الدين الإسلامى لا يخيف أحداً.

أزمة صدق

وترى فاطمة على خليل - عضوة حزب الوفد - أن الناس بدأت تخاف من كل الأنظمة عندما رأوا عدم الصدق وتقول:

لقد كره الناس وخافوا من النظام السابق، نظراً لكذبه الشديد عليهم، والآن رأى الشعب المصرى أن الإخوان أيضا غير صادقين، والإخوان إذا وصلوا إلى السلطة فلن يغادروها ثانية، والمشكلة أنهم سوف يتهمون من يصوت لمنافسهم بتهم دينية كالفسق والإثم، بل والكفر.

أكثر إثارة

وتؤكد نجوى كامل - أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة - أن التصريحات الغريبة المتواترة أصبحت أكثر المواد الإعلامية جذباً وإثارة وتقول:

عندما يظهر شخص فى التليفزيون ويقول الإخوان هم أسياد الشعب أو أنه لا بد من عودة الختان لابد وأن تستفز هذه الكلمات بعض الناس، ثم يعود الإخوان ويعتذرون عن هذه التصريحات، ومصر منذ عام «1805» دولة مدنية، والناس قد تعودوا على ذلك، ومن الطبيعى أن يقلقوا إذا ما عرفوا أنها سوف تصبح دولة دينية. وأؤكد للناس أننا فى فترة انتقالية وعادة ما تكون الفترات الانتقالية مشوشة فى حياة الشعوب.

فعل الناس

وترى د. هدى زكريا - أستاذة علم الاجتماع - أن بعض الناس هم الذين خلقوا الخوف من الإسلام السياسى وتقول:

«اللى بيخاف من العفريت يطلعله»، ولكن الخوف من المجلس العسكرى غير مبرر على وجه الإطلاق، لأنه حمى الثورة وهو الذى أجبر مبارك على الاستقالة، وتاريخه يؤكد انحيازه للشعب فى أصعب المواقف، وأنا شخصياً ضد كلمة فلول فليس كل من تبوأ منصبا فى عهد مبارك كان فاسداً.

فلقد علمنا أبناءنا أنه من جد وجد ومن زرع حصد، ولكن انتشار المحسوبية والرشاوى أكد للشباب أن من جد لايجد ومن زرع لا يحصد، وسرق من الشباب الغد وهددهم بموت المستقبل وقتل فيهم الأمل، فخرجوا يدافعون عن حياتهم وحريتهم وقيمهم التى تربوا عليها، وتوحد الضمير الجمعى على ضرورة عزل هذا النظام واختفائه فوراً من السلطة.

الفساد الإعلامى

ويؤكد د. محمد حسن - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - أن الإعلام هو المسئول عن حالة الخوف والقلق التى يعيشها المجتمع، بل قد يدفع البلاد إلى حرب طائفية وتقسيم الناس إلى مسلم ومسيحى وإلى رجل وامرأة يضرب المجتمع ويهدد استقراره.

سقط القناع

وتؤكد د. إيمان سرور - استشارية الطب النفسى وزميلة الكلية الملكية بلندن والأستاذة بالجامعة الأمريكية- أن القناع قد سقط عن بعض الجماعات الإسلامية مضيفة:

لقد أعطى الناس ثقتهم للإسلام السياسى فى مجلس الشعب حين صوتوا له، ولكن تصريحاتهم وأداءهم الغريب مسئولان عن حالة التوجس والخوف وأراه خوفاً مبرراً، فالمجتمع الآن فى مرحلة انتقالية، والمشكلة الحقيقية تكمن فى تطويع الدين لأجل السياسة 

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,693,304

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز