الثانوية العامة .. رالي الجامعات

كتبت : ماجدة محمود

تظل شهادة إتمام الثانوية العامة "بعبع البيوت المصرية " لأن القائمين عليها مصرين على تضخيم وتهويل الأمور المتعلقة بها، فمثلا قبيل الامتحان يطل علينا المسئولون بتصريحات ساخنة من شاكلة، اللجان مؤمنة بالمدرعات وسيارات الإسعاف تحسبا لحالات الإغماء، وسوف يتم نقل أوراق الأسئلة وسط حراسة أمنية مشددة، وستحلق الطائرات فوق اللجان حتى لا يسطو "السوبر مان" عليها، مختطفا الأوراق من أيدي الطلاب مسببا حالة من الفزع والخوف والتوتر! وبعدها بيوم نفاجأ بتصريحات رئيس لجنة الامتحانات بأن الأسئلة في مستوى الطالب المتوسط بخلاف بعض الأسئلة التي توضع لتحديد المتفوق من غيره، هذا هو السيناريو السنوي الذي نسمعه منذ وعينا على الثانوية العامة، ولا أعرف السبب وراء كل هذه الضجة الإعلامية والتعليمية للثانوية، وهى الشهادة العادية مثلها مثل أى شهادة تعليمية أخرى، بالعكس أرى أن الشهادة الإعدادية قد تكون الأصعب لأنها على المستوى التعليمي أول اختبار للطلاب في مرحلة عمرية فيصلية "مرحلة المراهقة" بكل ما فيها من تغيرات بيولوجية وسيكولوجية ، بالإضافة إلى التمرد الذي نعيشه ونعانى منه كأولياء أمور في هذه السن المتقلبة ، اما التهويل الذى نراه والاهتمام الواصل الى درجة المرض بالشهادة الثانوية، فيضر بأبنائنا وبمستقبلهم وهو ما لا يقبله أحد، ولهذا علينا إعادة التفكير في كيفية التعامل مع هذه الشهادة بشكل مختلف، وأعتقد أن العودة بالثانوية العامة لنظام العام الواحد هي بداية الطريق الصحيح، وهو أمر محمود يحسب لمجلس الشعب لا عليه، ورغم اعتراضي على الكثير من قراراته إلا أن هذا القرار أراح عدداً كبيراً من البيوت ماديا وعصبيا ، وعن قرب شاهدت وتابعت تجارب أشقائي وصديقاتي ومنهم من ظلوا لثلاث سنوات في بيتهم ثانوية عامة ! وبحسبة بسيطة أنفقوا على الدروس الخصوصية خلال هذه السنوات ما يقارب من ثلاثين ألف جنيه لأن الطلاب لا يذهبون إلى المدارس ولا المدارس تسأل عنهم ، ولهذه القضية وقفة أخرى معها خاصة بعد عودة نظام العام الواحد، أما بعبع الامتحانات فلابد وأن ينظر له نظرة موضوعية لأن السبب الوحيد لهذه الضجة والقلق من قبل الأهل هو سباق الجامعات ليس إلا، شهادة المرور من العزوبية إلى الحياة الاجتماعية، عقدة الشهادة كما عقدة الخواجة ، وأتصور أنه كما نظرنا إلى أهمية تعديل نظام الثانوية علينا ان ننظر أيضاً في نظام الالتحاق بالجامعات ، على أن يلتحق الطالب بالكلية التي تتناسب وقدراته وميوله لا أن يلتحق بالجامعة التي تقبل مجموعه فقط ، وكفانا تعظيماً فى كليات بعينها ولنتجه إلى تعظيم الكليات العملية وأيضا التعليم الثانوي الفني فهو ما تحتاجه مصر الآن، ويكفى أن هناك الآلاف من خريجي الجامعة مكدسون على المقاهي وبعضهم يعمل في مهن لا علاقة لها بشهاداتهم، فإلى متى نظل كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمال ونلهث وراء المظاهر الكاذبة 

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,860,308

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز