ابي وأمي
على جناح الرحمة
كتبت : اميرة اسماعيل
من حق أبي وأمي أن أكون إلي جانبهما في الكبر.. من حقهما عليَّ أن أرعاهما واحتضن شيخوختهما، فقد ربياني صغيراً واحتضناني طفلاً وشاباً ومدا لي يد المساندة والمساعدة رجلاً مسئولاً.. فهل من مكافأة أرقي وأسمي من العرفان بصنيعهما وحمايتهما والحفاظ عليهما في تلك المرحلة الخطرة من حياتهما «الشيخوخة».
«حواء» ذهبت للمتخصصين بحثاً عن الطرق أو الوسائل المثلي لتحقيق شيخوخة آمنة وكريمة ومستقرة لآبائنا وأمهاتنا.
فى البداية يقول د. أحمد كامل مرتجى - أستاذ طب المسنين بكلية طب عين شمس-: إن الأمراض العضوية التى تصيب كبار السن مثلها مثل الأمراض التى تصيب صغار السن ولكنها تختلف فى الأعراض، وكذلك الأمراض النفسية التى يكون سببها التغييرات النفسية لدى كبار السن سواء كانت فى الذاكرة أو التصرفات الشخصية، وهذا أمر طبيعى بحكم التقدم فى السن.
والشخص المسن بشكل عام كلما تقدم فى العمر يشعر بعدم الأمان وخاصة لو كان وحيدا نتيجة فقدان شريك حياته وبالتالى فهو بحاجة ماسة لاهتمام ورعاية كل من حوله.
الحب قبل الرعاية
من ناحية أخرى أشارت د.سوسن فايد - أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - إلى أن المسنين ليسوا فى حاجة لرعاية طبية خاصة فحسب، بل هم بحاجة للبهجة والشعور بالاهتمام، فأين أبسط اهتماماتنا بهم؟؟ لقد أعطونا الكثير طوال حياتهم ومن حقهم علينا المعاملة الطيبة حتى آخر العمر من خلال احتوائهم ومعرفة ما يحتاجونه بالفعل، مع مراعاة الفروق الفردية بين كل شخص وطبيعة شخصيته وسلوكياته، كذلك احتياجات الرجل المسن أو المرأة المسنة على حد سواء تكون متشابهة.. وبالتالى فالمسن الذى لا يمل الحديث، سواء كان شيقاً وممتعاً أو كان عن أشياء خيالية أو تجارب حياته الماضية، فالأفضل التعامل معه بدون إهانة من خلال إخباره أن حديثه رائع ويحتاج إلى جلسة أخرى، فإذا لم يتوقف لا تتأفف منه، وترجع الأنانية لدى بعض المسنين إلى فقد الثقة بالمحيطين بهم وعدم تلبيتهم لاحتياجاتهم، وحينها يجب أن نشعر المسن بأن كل من حوله يعطونه الاهتمام والرعاية وأنه محل ثقتهم، ويجب أن نشعر المسن بأن كل من حوله يعطونه الاهتمام والرعاية وأنه محل ثقتهم، ويجب حل مشكلاته أولاً بأول سواء كانت هذه المشكلات مرتبطة «بالأكل، الملبس، الحديث»، والعمل على إيجاد وسائل لشغل أوقات فراغه. وقد يميل المسن إلى نقد أولاده أو أحفاده بسبب المعايير والقيم الاجتماعية، فيجب احترام هذه الجوانب ومحاولة تحليلها وتوضيح المواقف التى يدور حولها النقد للمسن بأسلوب بسيط دون تعصب أو رفض لكلامه، أما المسن الذى يصاب بخرف الشيخوخة حيث يصبح المسن أقل استجابة وأكثر تمركزا حول ذاته، ويميل إلى تكرار الحكايات القديمة، وتقل الذاكرة لديه فى الوقت الحاضر، ويشعر أنه مهمل مما يؤدى إلى قيامه ببعض السلوكيات مثل العناد وإهمال مظهره وممارسة بعض السلوكيات التى قد تثير الكراهية تجاهه فهو بحاجة إلى رعاية طبية، وإلى رعاية أسرية مكثفة حتى يشعر أنه مهم وأنه إنسان مازال محط اهتمام أفراد أسرته وأصدقائه.
وهناك المسن الحكيم ذو الخبرة الذى يحبه الجميع وهذا يجب استثمار جهوده فى أنشطة تفيد الأسرة أو المجتمع الذى يعيش فيه.
أمراض شائعة
وعن الأمراض التى تصيب كبار السن يتحدث ويقول د.أحمد كامل مرتجى: يعد الاكتئاب النفسى من الأمراض النفسية الشائعة لدى المسنين، فالرجال عادة بعد سن المعاش يصابون بالاكتئاب لشعورهم بالفراغ بعد ترك العمل، وبالتالى يشعرون بعدم السعادة فيبدأون بالانعزال عن الآخرين والإضراب عن الطعام، وهنا تظهر أهمية الرعاية النفسية والطبية لكبار السن فهم بحاجة للحنان والاهتمام والمشاركة الجماعية للخروج من الحالة النفسية السيئة التى يعيشون بها، ويتم ذلك فى دور المسنين وبمساعدة أطباء نفسيين متخصصين فى وضع برنامج علاجى متكامل يساعدنا فى التواصل معهم بشكل أفضل.
ويؤكد د. أحمد كامل مرتجى أن المرأة العجوز لديها استعداد كبير لتقبل العلاج والتواصل مع الآخرين، ولديها استجابة عالية للإقبال على الحياة بكل حب وسعادة إذا ما شعرت بحب وعاطفة من حولها.
وعن ضرورة رد الجميل وحسن معاملة كبار السن من الآباء والأمهات الذين ضحوا كثيراً وأحسنوا فى تربية أبنائهم تقول د. سهير لطفى- أستاذة علم الاجتماع - : إن كل كبار السن قد أعطونا الكثير طوال حياتهم ومن حقهم علينا المعاملة الطيبة حتى آخر العمر وإذا طرأ على الشخص المسن أى شىء غير مألوف أو طبيعى، علينا باحتوائه ومعرفة ما يحتاجه بالفعل، فقد يحاول الشخص المسن لفت الانتباه من خلال أى تصرفات غير طبيعية ليثبت أنه مازال موجودا وذلك فى حالة تجاهل من حوله له .
ساحة النقاش