هوت دوج بالمصرى

كتبت :ماجدة محمود

بينما كنت أسير في أحد أحياء نيويورك وبالتحديد " مانهاتن " استوقفني صوت الفنان المصري المشهور عالميا "عمرو دياب" وهو يشدو بأغنيته الرائعة " تملى معاك" وبنظرة
سريعة لمصدر الصوت وجدته ينبعث من داخل عربة " هوت دوج " بدوري أيقنت أن صاحب العربة مصري أصيل ، فأشرت إليه بيدي علامة النصر ورددت " تحيا مصر " .
فدائما وأبدا وأنا بالخارج أينما تواجدت والتقيت مصريون .. فعلت ذلك ، وبدوره ردد نفس التحية ،بعدها بدأت أتابع عربات الهوت دوج ، خاصة وإنني في زيارتي السابقة إلى
نيويورك لاحظت نفس الملاحظة وهى عمل المصريين على هذه العربات ، هذه المرة العدد زاد بشكل لافت للنظر ، وهذا ما دفعني إلى الدردشة معهم لمعرفة أسباب هذا التواجد
المصري الكبير خاصة من محافظات بنها، الإسكندرية، الشرقية، والصعيد، وعرفت أن العمل بالبلاد العربية لم يعد ذا جدوى لا ماديا ولا أدبيا ولهذا يفضلون العمل فى الدول
الأجنبية ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يجدون ضآلتهم بالعمل على عربات الهوت دوج بعد أن يمروا باختبارات مستترة من قبل صاحب العربة وبعد التأكد من الأمانة،
وتحمل الوقوف لساعات طوال في الشارع بظروفه المختلفة والصعبة، يتم اختياره للعمل لأنه ليس صاحب العربة الفعلي، لكنه مؤمن تماماً بتأمينات ودفع ضرائب، ورغم ذلك
وجدت بعضهم غير راغبين فى الاستمرار لوقت طويل لأن الغربة بكل ظروفها صعبه، ورغم رأيهم هذا إلا أن نظرتهم لمسألة العودة مشكوك في أمرها ، أما ما لاحظته عدم
وجود أسرهم برفقتهم وعندما بحثت في الأمر علمت أن هناك بعض الزوجات خرجن عن التقاليد المصرية وتأمركن وصار من حقها أن يكون لها "boy friend " أي صديق
وان اعترض الزوج أبلغت عنه الشرطة ووفقا للقانون الأمريكي يتم حمايتها ، وقد تعرض بعض المصريين لهذا الموقف ومن هنا اتجه الكثير منهم لعدم اصطحاب أسرهم معهم،
من الدردشة أيضاً علمت من الشاب " احمد عبد الحافظ " أنه جاء لأمريكا بحلمين الأول أن يصبح رجل أعمال شريف، والثاني أن يتبنى مشروعا خيريا لإنقاذ فقراء العالم
فقط مطلوب من كل إنسان على الأرض التبرع " بسنت واحد فقط " أي قرش، وأشار إلى الأرض، وقال:- أنظرى الى الارض وستجدينها مفروشة بالكثير من السنتات، وبدلا من
إلقائها نستثمرها في مشروع خيري لإحياء دول مثل " الصومال، وإثيوبيا وغيرها" الفكرة إنسانية رائعة ، لكنها بالطبع تحتاج للكثير من العمل والجهد ، هكذا أجبت احمد
عندما سألنى عن رأيي ، ثم تركته وذهبت بعيدا إلا أن حديثه ظل يطارد مخيلتي ، وقلت لنفسي ماذا لو تكاتفنا جميعا من اجل الإنسانية أنها أعظم ما على الأرض ، وحتى
يتحقق حلم احمد فلنتعاون لإنقاذ فقراء مصر ونحن على أعتاب الشهر الكريم بمشروع الجنية وبدلا من إعطائهم شنط رمضانية ممتلئة بالمواد التموينية نعطهم مبلغا من المال
لإقامة مشروع صغير يدعمهم طوال حياتهم ويغنيهم عن السؤال أو الاستغلال من قبل البعض فى صفقات انتخابية سيبدأ الترويج لها قريبا

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 694 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,881,449

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز