احتفالات .. انتصارات رمضان.. بالعمل والحب


كتبت : ايمان حمزة

مع جلال الأيام المباركة لشهر رمضان وروحه السمحة التي يتسابق الناس فيها الي البر والخيرات.. فتعاون الناس فريضة وتبادل الخدمات بينهم
ضرورة ومساعدة بعضهم بعضا واجب واستمرار للحياة.. فالله تعالي جعل حياة البشر بين ما يصح البدن ويقوي الروح.. نجمع بين الدين والدنيا
والعبادات وحسن المعاملات بين خلقه.. ولهذا أصبح الإنسان مطالباً بالعمل والسعي والتمتع بطيبات الله مع مراعاة شرع الله من الإنفاق بدون تقتير
أو تبذير ولنوفي حق المحتاجين والفقراء من بيننا بالزكاة والصدقات فقال تعالي: «لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون» (سورة آل عمران)
فلنعد تقييم حياتنا ومعاملاتنا من خلال هذا الشهر الكريم ونعطى أنفسنا فرصة لمحاسبة النفس فيما نفعله بأنفسنا وما نقدمه لكل من حولنا..
ولنتذكر الانتصارات العظيمة التى يضمها هذا الشهر الكريم رمضان من انتصارات بدر التى توحد فيها المسلمون قوة فى وجه الكفار بقوة الإيمان،
مع التجهيز بالخطط العسكرية من جمع المعلومات ورسم الخطط بالمباغتة للعدو، ومن قبل توحيد صفوف المسلمين من المهاجرين والأنصار والتى
جمع رسولنا المصطفى قيادة لواءات الجيش من بينهم أيضا. وبالعزم والإرادة حقق الله وعده ونصر عبده وتحقق المستحيل لتنتصر قوة مؤمنة قليلة
على جيش كبير من الكفار ومن جديد يتحقق النصر العظيم للمصريين فى هذا الشهر الكريم فى العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر سنة
1973 . ولهذا أصبح علينا أن نستفيد من هذه القيم الجميلة التى حققت هذه الانتصارات من روح التلاحم والتعاون والإيثار والتضحية والعمل،
والعزيمة والإرادة من أجل استرداد الكرامة بعد الهزيمة واسترداد الأرض التى اغتصبها العدو ليتحقق المستحيل بالإيمان القوى بأن الله معنا، مع
تسلحنا بالقوة المدروسة لصناعة النصر بالأخذ بالأسلوب الجديد للتغلب على كل التحديات والعوائق التى صنعها بخط بارليف المنيع الذى لا يقهر
كما أشاع الإسرائيليون ولكن بفكر وعقول علمائنا ومهندسينا مع المعدات الحديثة تم اختراق قناة السويس بالكبارى العائمة التى عبرت فوقها
الدبابات والمدرعات وأكثر من 150ألف مقاتل من الجيش الثانى الميدانى، مع خراطيم المياة التى أذابت خط بارليف المنيع يحميهم حائط الصد
المصرى من الصواريخ والدفاع الجوى.. وبعنصر المباغته تحقق النصر الذى صنعه التحام الجيش مع الشعب المصرى النبيل الذى وقف بكل دعمه
لجيشه من ربط الأحزمة على البطون ليتوجه أغلب الدخل القومى للتجهيز لحرب الكرامة الإصرار على استرداد أرض مصر كلها تحقق النصر الذى
شاركت فيه كل أطياف الشعب، ولنتذكر معاً جهود المرأة المصرية المشرفة التى سارعت بدفع كل من تحب إلى ميدان القتال.. بزوجها وابنها وأخيها..
بحبيبها وخطيبها.. وبكل حبها لوطنها أسرعت للتبرع بالدم والتطوع للطب والتمريض لإنقاذ ودعم الجنود على الجبهة، وشاركت بل دفعت بكل
طاقاتها عجلة العمل والإنتاج فى كل المصانع ومؤسسات الدولة، مع الزراعة والصناعة كفلاحة وعاملة ومهندسة وعالمة، وشاركت بالفن والأغانى
الوطنية مع باقى الفنانين لإشعال حماس الجنود والشعب ودفعت كل أفراد أسرتها للتبرع بكل ما لديهم لدعم الجنود المصريين الشجعان على
الجبهة.. فكان النصر الذى أذهل العالم بقوة الإنسان والجندى المصرى فكان النصر من عند الله لينصر شعب تلاحم مع جيشه وتعاون وتكاتف فى
وجه كل التحديات التى كان العالم من حولنا يؤمن أنها مستحيلة.. ومن جديد أذهل الشعب المصرى والمرأة المصرية العالم بثورته السلمية التى
انتصر بها على التحديات التى حالت كل السنوات الماضية من إسقاط النظام الفساد من جديد، تلاحم وضحى بكل ما يملك وبأرواح ودماء شهدائه
من أجل الحرية الغالية .. ليحقق بقوة اتحاد الشعب بكل أطيافه المسلم والمسيحى الغنى والفقير، المرأة مع الرجل الشباب مع الكبار مع الاطفال،
الشعب والجيش وقف قوة واحدة يرفع شعار «كلنا مصريين» لتتفجر من جديد روح الانتماء لمصر من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش
والكرامة والحياة الكريمة لكل المصريين.. من هنا علينا أن نتذكر كل هذه الانتصارات العظيمة التى حققناها على ما كان مستحيلاً.. فلنبدأ من
جديد نبذ خلافاتنا ونعبر بنا وعصرنا فوق التحديات بالعمل والتصميم والإرادة والايمان القوى بأن الله سينصرنا. فقط علينا أن نستعيد أخلاقنا
وقيمنا التى وحدتنا من الحب والإيثار وضبط النفس وعدم التمييز والتكاتف والتكامل ونبذ الكره النفوس بالحرية المسئولة والواعية لنحافظ جميعاً
على حققناه من انتصارات بجهود كل أبنائنا ودماء شهدائنا، أن نعيد الثقة وبناء الجسور بيننا من جديد، أن نقف جميعاً فى وجه أعداء الداخل
والخارج ممن لا يريدون لنا خيراً. فلنبدأ بالعمل كل من بيته وأسرته يعلم أبناءه ويحثهم على عدم التكاسل بحجة أننا صائمين حتى لا نضيع حقوق
الناس ونوقف حالهم.. فى جهات العمل.. علينا أن نتحكم فى أعصابنا ونسيطر على غضبنا، فهذا أحد أهم دروس صوم رمضان والحكمة منه، فلا
ننفث براكين غضبنا فى وجوه الآخرين فى العمل والبيت والشارع.. أن نتعلم الحكمة من الصوم بأن نشعر بحاجة الآخرين بجوعهم وعطشهم، ونمد
أيدينا لمن يحتاج إلينا وهم كثيرين مع هذا الغلاء والأحوال الاقتصادية الحالية.. ولنعلم أبناؤنا على العمل والتعاون على الخير.. لنسعد جميعاً بهذا
الشهر الكريم وننال رضاء الخالق وبركاته علينا جميعاً.. ويعيننا على أحوالنا

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 518 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,877

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز