على مائدة المناقشة
المرأة العربية فى الأولميبياد !
كتبت : سمر الدسوقي
معوقات بل وعقبات عدة مازالت تقف أمام مشاركة المرأة العربية، بل ونجاحها فى إثبات ذاتها والتميز من خلال المنافسات الرياضية الدولية، هذا هو ما أثاره «أوليمبياد لندن» الأخير من مناقشات، على الرغم من مشاركة العديد من الدول العربية بلاعبات عربيات به ولأول مرة، كما هو الحال فى المملكة العربية السعودية ودولة قطر، هذا بجانب مشاركة الإمارات العربية المتحدة بالرباعة «خديجة الخميس» لتكون بهذا أول امرأة عربية تصل إلى الأولميبياد فى هذه الرياضة
البداية تأتى من أول مشكلة أثيرت حول مشاركة بعض اللاعبات العربيات الخليجيات فى الأوليمبياد، وكانت تتعلق بارتدائهن الحجاب، حيث أصرت اللاعبة السعودية «وجدان شهرخانى» على المشاركة فى منافسات الأوليمبياد وهى ترتدى الحجاب، ولنفس الأسباب جاءت مشاركة اللاعبة القطرية «آية محمد» بشكل متأخر زمنياً فى المنافسات، فكلما أشارت لاعبة كرة السلة السعودية «ميسان مأمون» أن هناك قيوداً مجتمعية كانت ومازالت تحجم من مشاركة المرأة السعودية بشكل علنى فى ميدان الرياضة، وتتعلق بالكثير من العادات والتقاليد التى تمنع هذا.
بينما أشارت اللاعبة والعداءة القطرية «نور المالكى» إلى أن المشكلة بالنسبة لها ولغيرها من اللاعبات القطريات تتعلق أولاً بضرورة ارتداء الحجاب، وكذلك الخجل وعدم التعود على الظهور والمواجهة والمشاركة أمام جمهور كبير، وذلك أيضاً وفقاً للعادات والتقاليد.
وبالرغم من كل هذه العقبات إلا أن لاعبات عربيات من مصر وتونس والمغرب ولبنان وقطر وسورية كـ منى شعيتو و دينا مشرف، و إيمان جابر و سارة البكرى، و ريا زين الدين كان لهن تواجد ملموس فى رياضات كالسباحة وكرة السلة والعدو وغيرها، لدرجة أن أقيم معرض يضم أكثر من 50 صورة فوتغرافية ترصد لمشاركتهن فى هذه الدورة، وهو ما يدل على نجاحهن فى التواجد والمشاركة بصورة ملحوظة على المستوى الدولى.
وعن هذه القيود والتى تحد من مشاركة المرأة الخليجية على وجه الخصوص فى المنافسات الرياضية الدولية، تقول الباحثة القطرية بشرى ناصر: بالنسبة لقطر فصحيح أن مشاركتها بفتيات أو أوليمبياد لندن تعد الأولى، ولكنها قد شاركت من قبل بثمانى راميات فى منافسات الرماية بدورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشر فى «يوسان 2002»، كما كانت هناك مشاركة نسائية قطرية ملموسة فى البعثة الرياضية القطرية لدورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة، ولكن المشكلة لا ترتكز هنا على مشاركة دولة دون غيرها،المشكلة فى بعض العادات والتقاليد المجتمعية التى مازالت موجودة فى المجتمع الخليجى بل وترى من تواجد المرأة وتمثيلها لبلدها فى محفل عام نوعاً من العيب أو كسراً لحدود العادات والتقاليد، وهو ما يبدو جلياً أيضاً ليس فقط فى الرياضة، ولكن فى معظم ميادين الإبداع، فقيود عدة تفرض على المرأة عند الكتابة والتعبير، والأمر فى رأيى يستدعى عن المحاولة وكسر هذه القيود مرة تلو الأخرى إلى أن يتقبلها المجتمع ويرضخ.
وتضيف الكاتبة السعودية نولة رشيد: مازالت المرأة الخليجية تعامل من قبل البعض على أنها كائن لابد أن يحاط بإطار زجاجى ولا يسمح له بالخروج منه، على الرغم من نجاحها فى غزو العديد من ميادين العمل كطبيبة وسيدة أعمال ومعلمة، بل وإثبات ذاتها فيها، والأمر هنا لا ينطبق على الرياضة فقط، بل هو يحتاج لحملة مجتمعية تهدف لتغيير وجهة نظر المجتمع العربى ككل تجاه المرأة ودعمه لها بدلاً من تحجيمها، وهى حملة لابد وأن تنسق بالتعاون مع وسائل الإعلام المختلفة
ساحة النقاش