من أمنيات الشباب

فيزا كارد الحب..قريبا فى الأسواق !

كتبت : إيمان عبدالرحمن

  " تمر علي أوقات، أحس بالملل لدرجة تجعلني أحيانا أنهض من فراشي شتاء لأنفث ثاني أكسيد الكربون من رئتي لأرسم دوائر علي زجاج غرفتي، بلا هدف ، أو تجعلني أدقق النظر في هاتفي لساعات أنتظر أحدا لا أعرفه ليحدثني، فقط لأحكي له عن روتين يومي ، حالة من الجفاف العاطفي أعيشها، أتمني لو يمكنني أستعير هذا الكائن المسمي بالحب، ولكن كيف آتي به فقط لأجد من يشاركني في تفاصيل يومي العادية، يجعلني أثرثر فقط ويسمعني، وأحيانا يملؤني الحب لكل من حولي ولكن لا اجد اي صدي له في قلوب المحيطين...فهل من طريقة لاستعارة الحب ولو لمدة قليلة؛ قليلة فقط أحيانا أتمناها؟

  الكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع يقول " ليس فقيرا من يحب،ولو كان من المعدمين،وليس غنيا من لا يحب أحدا، ولو كان من أصحاب الملايين " ، فهل حقا نشعر بثراء الحب، أم أحيانا نحس بالحاجة اليه ؟ فماذا لو أعطيناك كارد فيزا للحب ، يمكنك السحب من رصيد الحب لاستخدامه في الحياة ، فلنتخيل ، هل سيكون للحياة طعم آخر، كيف سنستخدم هذا الرصيد ، أو السؤال الاهم هل نحن في حاجة الي هذه الفيزا ؟

رنا مصطفى صيدلانية تقول :" بالطبع أنا في حاجة ملحة إلي هذه الفيزا، تمر علي أوقات أحس فيها بالاختناق، والوحدة ففي هذه الحالة سأذهب لأقرب ماكينة وأسحب بالفيزا رصيدا كبيرا يكفيني مدة طويلة ،وأتمني بالفعل لو توجد هذه الفيزا ، كنت استخدمتها يوميا ، لأوزع هذا الحب علي من حولي في العمل وأسرتي وأصدقائي ، أتخيل شكل حياتي والحب يحيط بي ، ستكون الحياة رائعه جدا.

ندى جمال الدين -22 سنة- تضحك قائلة :" وما هو البنك الذي سيعيرني هذا الحب ؟ بنك الحب ؟ رائع ولكن كيف سأسدده ؟ أكيد بالحب.لذا فأعتقد أنني لست في حاجة الي هذه الفيزا، فالحب رصيده في القلوب من خلال المعاملات والعلاقات الانسانية، وفي أوقات شدتي سأجد الحب آتيا الي ممن حولي لاننى تركت رصيدا كافيا عندهم ، فأنا مؤمنة بالمقولة التي تقول :

" السعادة التي نضعها في جيوب الآخرين،ستعود يوما ما لتختبئ في جيوبك عندما تحزن ".لذلك فأنا لست في حاجة الي هذه الفيزا.

"مؤلم أن تشتاق لمحادثة شخص يعني لك العالم بأكمله ولكن تصرفاته معك تجبرك علي التراجع عن المحادثة" ،لذلك ترى نهال جميل -24 سنة- انها في هذه الحالة ستستخدم فيزا الحب ، لتمكنها الاتصال بهذا الشخص دون خوف وسيكون معها رصيد كاف من الحب ليجعله يرد عليها ايضا، فالحب مثل الماء في اليد صعب أن تحبسه أو تحتفظ به كثيرا دون ان ينساب من بين أصابعك دون ارادة، أتمني لو أملك هذه الفيزا.

مصطفي علي محام يقول : " إن كنت سأسدد الحب بالحب فلا مانع ، يمكنني استخدام هذا الكارد ، ولكن لو سأسدده بالمال، فأنا أرفض تماما ، الحب لا يباع ولا يشتري بالمال، أحيانا يحتاج الشخص الي حب والتفاف من حوله، واحيانا يمر بمواقف يتمني لو شخص يقف بجانبه ، في هذه الحالة سأستخدمها،لكن في غير ذلك فلا ،لن استخدمها لأجبر أحدا علي أن يحبني.

مستحيلة!

علي الطرف الآخر تستبعد عازفة البيانو مشيرة عيسي وجود فيزا للحب فعليا قائلة : لا اتخيل وجود مثل هذه الفيزا ، فالحب حالة خاصة ، فلا يمكن استعارته او رده، والسؤال الأهم هنا، كيف سأستخدم هذا الحب ؟؟ هل سأفرضه علي شخص معين؟ في هذه الحالة لن يكون حبا بل كابوسا، وتختم حديثها قائلة: اعتقد ان هذه الفكرة لن تكون مناسبة في ظروفنا.

وتتفق معها الكاتبة وفية خيري موضحة أن الحب قضية كبيرة، تحكمها ظروف، فأولا يجب ان يكون الشخص مهيئا لذلك، بجانب أنه يعتمد علي طرفين، وأيضا السن يجب ان تكون مناسبة، فلنفترض ان هذه الفيزا وقعت في يد فتاة مراهقة مثلا ؟ماذا ستكون أضرارها ، او شخص في سن لا تسمح له بالحب، أو الطرف الثاني لا يبادله الحب.

وتختم حديثها قائلة: ولكن ستحل هذه المشكلة في حالة امكانية ان اعير الطرف الاخر جزءا من هذا الحب الذي سأسحبه بالفيزا، ففي هذه الحالة " أستلف وأسلفهم " يمكن ان نحل جزءاً من المشكلة، وتضيف وفية خيري ضاحكة: ولكن ستظل المشكلة قائمة كيف سأرد هذا الحب مرة أخرى ،لانه يتوجب علي رده فى موعد محدد

المصدر: مجلة حواء -إيمان عبدالرحمن

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,616

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز