على مائدة المناقشة
السعوديات ينتزعن الحقوق
كتبت : سمر الدسوقي
بالرغم من محاولاتهن الجادة لإثبات ذواتهن والدخول إلى معترك الحياة بل والعمل في كافة المجالات من عالم الأعمال إلى الإستثمار فالطب والرياضة وأخيرا الفن، لكن حواجز العادات والتقاليد مازالت تعترض مسيرة المرأة السعودية بل وتحد من طموحاتها وهو ما وضح جليا فيما تعرضت له مؤخرا اللاعبة السعودية "وجدان شهرخاني" من هجمات مجتمعية حينما أصرت على المشاركة في أولمبياد لندن ،على الرغم من مشاركتها وهي ترتدي الحجاب، فتعالوا نستعرض معا كافة مفردات هذه القضية...
لبداية تأتي من قضية قيادة المرأة السعودية لسيارتها والتي انطلقت مؤخرا حملة لدعمها تحت مسمى "حقي كرامتي"مطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة سيارتها بنفسها في شوارع المملكة على أثر توقيف الناشطة السعودية منال الشريف منذ عام وهي تقود سيارتها بنفسها،وبالرغم من هذه المحاولة فقد واجهت الحملة هجوما واضحا من قبل الكثيرين والغريب أنه كان من بينهم العديد من النساء حيث شارك بعضهن في حملة معارضة على شبكة التواصل تويتر تحت مسمى"حنطوري كرامتي" كنوع من السخرية أو الرد على الحملة الأولى، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فبالرغم من نفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرلما اثاره البعض من قيامها بمنع الفتيات البالغات فوق سن 12 عاما من اللعب بمدن الألعاب الترفيهية والأ تعرضن للعقاب،إلا أن البعض يؤكد أن هذا ماحدث بالفعل على أرض الواقع وتعرضت له العديد من الفتيات ،وهوما يعد إكمالا لما تواجهه الفتيات السعوديات من صعوبات تتعلق بمنعهن من ممارسة الرياضة في المدارس الحكومية والتدريب في النوادي الرياضية، كما اثارت هذه القضية لاعبة كرة السلة السعودية "ميساء مأمون" على أثر مهاجمة الكثيرين للاعبة"وجدان شهرخاني "بعد اصرار والدها على مشاركتها في أولمبياد لندن الاخير وتمثيل المملكة طالما انها سترتدي الحجاب.
واخيرا تأتي في نهاية الحلقة وليس أخرها المخرجة السعودية "هيفاء المنصور" والتي نجحت مؤخرا في تمثيل المملكة لأول مرة في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي ال 69 بفيلمها "وجدة" حيث تعرضت وفقا لقولها لصعوبات بالغة أثناء تصويرها له بشوارع مدينة الرياض وبخاصة فيما يتعلق بالمشاهد التي تتطلب تصوير رجال في شوارع المدينة، إذا تمنع العادات والتقاليد ذلك، إلى غيرها من القضايا التي ما زالت عادات وتقاليد المجتمع السعودي تحد من بروز بل وتواجد المرأة في مجال أنشطتها.
وعن هذا يقول الكاتب والباحث "عبد الله الغامدي" لا شك أن هناك جهدا واضحا تبذله بعض الناشطات السعوديات للدفاع عن حق المرأة السعودية في ممارسة بعض الأنشطة الحياتية بصورة طبيعية ودون أي قيود،وبخاصة أن المرأة السعودية قد نجحت بالفعل في إثبات ذاتها في العديد من المجالات العملية، إذ تتناول هؤلاء الناشطات قضايا السماح بسفر المرأة للدراسة بدون محرم، وحقهن في قيادة سيارتهن بأنفسهن ،وكذلك حقهن في ممارسة الرياضة وكافة فنون الإبداع.
وينبغي علينا وأن نعترف أن جهودهن تلك أسفرت عن تقدم واضح في بعض هذه الموضوعات العالقة، ولكن المشكلة أن القضايا المجتمعية المتعلقة بتغيير بعض العادات والتقاليد المجتمعية في أي مكان أو التعامل معها بصورة مختلفة تحتاج لجهد مستمر وغير متوقف كذلك لوقت ليس بالقصير، هذا بجانب أن بعض النساء أنفسهن يشكلن حجر عثرة في طريق هذه القضايا إذ كثيراً ما يرفضن وبأنفسهن فكرة تغيير ما أعتدن ونشأن عليه من عادات وتقاليد، وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً بل ووقتاً أطول، ولكن القضية تحتاج لاستمرار وعدم توقف
ساحة النقاش