حواء تكشف عنها..

كبسولات السعادة بين يديك

كتبت :سمر الدسوقي

الكثيرون منا قد يعانون من اليأس وربما القلق والاحباط، وقد يتسرب لنفوسهم أيضا الخوف من المستقبل، وغيرها من المشاعر السلبية العديدة التي خلفتها الاحداث المتلاحقة التي عشناها على مدى ما يقرب من عامين منذ إندلاع ثورة يناير وما أعقبها من تغييرات ومراحل إنتقالية عديدة، وفي وسط كل هذا تهرب السعادة من بين أيديهم ودون أن يعرفوا السبيل الصحيح لإعادتها خاصة وان البعض قد يلجأ للبدائل الطبية أو الإستشارات النفسية لتحقيقها ، على الرغم مما يكشفه لنا الخبراء من ان الطريق لتحقيق السعادة أسهل وأبسط من هذا بكثير ..وتعالوا نتعرف على كبسولات السعادة التي يقدمها لنا نخبة من الخبراء في جولتنا التالية...>>

وأولى الكبسولات يقدمها لنا أ. د.عادل المدني استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر قائلا: لا شك أن تحقيق السعادة بل والشعور بها يبدأ من الداخل ، أي من الشخص نفسه فلا يوجد هنا ما نبحث عنه لدي الاخرين ، وبالتالي فالاستماع للنصائح التي توضح لنا ما قد يسعدنا كاختيار مكان جديد للإقامة أو العمل بمجال مختلف، إلى غيرها من النصائح قد لا تحقق أيه نتيجة أذا لم يكن هذا ما نريده بالفعل، ومن هنا ينبغي علينا ان نختار لحياتنا ما يسعدنا دون أن نستمع للاخرين لأنهم لا يدرون بصورة حقيقية ما يمكن أن يمنحنا هذا الشعور، كما أن التغيير يعتبر أيضا إحدى الوسائل التي تمنحنا هذا الشعور فمثلا إذا كنت لا تشعر بأية سعادة فيما تدرسه أو تعمله ،فلتقم فورا إذا أمكنك هذا بتغيير هذا العمل وهذه الدراسة ودون أن تخاف أو تتردد ، فالتغيير يمنحك شعورا بالسعادة بل ودفعة من النشاط، لان كل شيء جديد يساعد على الحركة والعمل بل والتجديد والإنسان بطبعه يعتبر كائنا ملولا بنسبة تتفاوت من شخص لأخر ولذا فأي نشاط جديد يكسر حاجز هذا الملل. إيجابيات

أما ثاني كبسولات السعادة فتقدمها لنا د..يمنى القاضي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس قائلة: لاشك أن اللجوء للعلاج النفسي للهروب من اليأس أو الاحباط أو الحزن ومحاولة تحقيق السعادة ، لا يكون فعالا في بعض الحالات، فتحقيق السعادة ينبع من داخل الإنسان نفسه، وهذا قد يتم بوسائل بسيطة ولكنها تحتاج إلى تدريب ذاتي ،ومنها مثلا ضرورة النظر للإيجابيات في كل شيء، بمعني إذا كنت أعمل عملا لا احبه ولا اجد له بديلا، فعلي وأن أنظر للإيجابيات في هذا العمل ،كأن أقنع نفسي بأن كثيرين يحتاجون إليه ، وأن لدي فرصة قد لا تتوافر للآخرين، أو أن ساعات العمل به محدودة أو أنه لا يحتاج لوقت طويل لإنجازه وهكذا، وبنفس الصورة على أن أبحث عن الإيجابيات في علاقتي بالأخرين أيضا ، ففي كل منهم شيء جميل يسعدني كمساعدتهم لي ووقوفهم لجواري ودعمهم لي في وقت الشدة ،وحتى مجرد إستماعهم لمشكلاتي يعتبر إضافة تحقق لي السعادة ،خاصة وانها تساعدني على إفراغ ما لدي من طاقات سلبية.

أشياء بسيطة

وتحقيق السعادة لا يتوقف عند حد هذه الكبسولات فكما يشير د.وهبة عطية أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، فهناك أشياء بسيطة تحقق السعادة ، ولذا فأي مريض نفسي يقدم على زيارة عيادة طبيب لأنه يعاني من حزن أو إحباط، تكون أول نصيحة من الطبيب له هو أن يحاول القيام بما يسعده ودون خوف، حتى لو كانت سعادته هذه نابعة من أشياء بسيطة وصغيرة كأكل الشيكولاتة أو القيام برحلة صغيرة أو مشاهدة فيلم في السينما ، أو حتى شراء ملابس جديدة فكل هذه الأفعال البسيطة تسعد وتنعش بل وقد تكون مقدمات لتحقيق حالة كاملة من الإستقرار والرضا بل والشعور بالسعادة التامة ، ومن أهم مجلبات السعادة والتي نعتبرها كالدواء أيضا التواصل مع الاخرين ولكن الأخرين الذين يمنحوننا الشعور بالرضا والإستقرار والبهجة كالأصدقاء والاهل والجيران، فهؤلاء ينقذوننا من السقوط في بئر الإكتئاب، لذا كلما كنت حزينا حاول ان تخرج بصحبة شخص تحبه أو تتحدث معه تليفونيا أو تزوره في منزله، وعليك أن تحاول خلال هذه الزيارة ان تسعد نفسك بقدر الإمكان فلا تقضي الوقت بصحبته في الحديث عما يحزنك أو عن المشكلات التي تضايقك ، ولكن تحدث معه في شيء جميل تحبه ، أو عن نشاط تحلم بالقيام به ، أو شاركه في القيام بنزهة لمكان تحبه ، فهذا كله كفيل بمنحك الشعور بالإستقرار والراحة النفسية.

الثقة بالله

وأخر كبسولات السعادة يقدمها لنا د.يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ،من خلال كتابه "القرآن يزيل هموم النفس"وكما يقول: إذا حاولنا النظر لأولى أسباب الإكتئاب على وجه الخصوص كمرض ، هذا بخلاف غيره من الامراض والأعراض النفسية التي تنتج عن الشعور بعدم السعادة كالخوف والقلق وغيرهما، لو جدنا انه البعد إلى حد كبير عن الإعتماد والثقة بالله ،وعدم المداومة على الصلاة أو قراءة القرآن لذا فبجانب العلاج الدوائي الذي يمنح لمريض الإكتئاب نجد أن من النصائح التي نوجهها إليه من خلال العلاج النفسي هو أن ننصحه بضرورة التقرب لله بشتى الطرق ، فهذا يبعث على الشعور بالطمأنيننة والهدوء والسكينة ، بل والقبول بالكثير من الاوضاع التي تتعسنا وتسبب لنا الحزن والخوف ،هذا بجانب أن التقرب لله يمنحنا نوعا مختلفا من الثقة بأن هناك تغييرا ما سيطرأ على حياتنا وأنه سوف يكون نحو الافضل ، خاصة لأنه يبث في أنفسنا شعورا بأن الله لن يتركنا بل سيساعدنا على تغيير حياتنا نحو الأفضل والتخلص من العديد من المنغصات التي تؤرقنا، وبالتالي فأولى كبسولات السعادة هي في نظري كبسولة الإعتماد على الله والتقرب منه والثقة في مساعدته لنا ، وهذا كله كفيل بتحقيق الإستقرار والهدوء لأي مريض بالحزن أو الإكتئاب

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,698,776

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز