الفرق بين العمرة والحج ومخالفات المحرمات

كتبت :الداعية و الباحثة الإسلامية هدى الكاشف

من مظاهر عبادة المسلم لخالقه سبحانه وتعالى أن يكون على بصيرة ، بحيث يكون مدركاً كل الإدراك لعبادته التى يؤديها بأركانها وشروط صحتها .

فالحج والعمرة لكل منهما حكم شرعى خاص وكيفية يؤديان بهما ، الحج أحد أركان الإسلام ومعلوم من الدين بالضرورة قال تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين ) (آل عمران 97) وقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا ، فقال رجل : أكل عام يارسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً فقال المصطفى : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم)ll أما العمرة فهي فرض عند الشافعية والحنابلة كالحج لقوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله ) (البقره 196) ،وسُنة مؤكدة عند غيرهما ، والحج لا يتكرر فى العام الواحد لكونه له ميقات زمانى قال فيه تعالى ( الحج أشهر معلومات )

(البقرة 197) وهى أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة ، أو العشر من ذى الحجة عند بعض العلماء ، أما العمرة فتتكرر على مدار العام وليس لها ميقات زمانى ، كذلك يرتبط الحج بالوقوف بعرفه لقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الحج عرفه ) ولا ترتبط العمرة بذلك .

كما يختص الحج برمى الجمار يوم النحر ( العاشر من ذى الحجة) وأيام التشريق الثلاثة ( الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذى الحجة ) ولا ترتبط العمرة بشئ من ذلك .

وجه التشابه

و تلتقي العمرة مع الحج فى الإحرام لكل منهما من الميقات المكانى ، وتختلف هذه المواقيت المكانية باختلاف البلاد كما بينها ـ عليه الصلاة والسلام ـ فجعل ميقات أهل المدينة " ذا الحليفه " المسماه أبيار على ، ولأهل الشام ومصر " الجحفة " وهى رابغ ، ولأهل اليمن " يلملم " ، ولأهل نجد " قرن منازل " ، ولأهل العراق " ذات عرق " ، كما تلتقى العمرة مع الحج فى الطواف حول الكعبة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والحلق أو التقصير ، واجتناب محظورات الإحرام ومخالفاته .

المخالفات

وسأخص بالذكر فى هذا السياق مخالفات تقع من بعض المحرمات من النساء اللاتى يجب عليهن مدارسة كيفية الإحرام وسننه ومحظوراته قبل أداء العمرة والحج ، وخاصة ما يتعلق بأمور الحيض والنفاس والعدة وغير ذلك من أمور تخصهن، فإذا أصابها حيض أو نفاس قبل إحرامها أو أثناءه تفعل كما فعلت ـ أسماء بنت عميس ـ عندما كانت فى طريقها أثناء حجة النبي ، فولدت محمد بن أبى بكر ـ رضى الله عنهما ـ فأرسلت إلى المصطفى كيف تصنع ؟ فقال لها

( اغتسلي واستنفري بثوب وأحرمي )

وليس لها طواف الكعبة حتى تطهر لقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم - لعائشة أم المؤمنين - رضى الله عنها - حينما حاضت فلم تطف طواف الإفاضة ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفى بالبيت )، إلا إذا كانت مرتبطة برحلة عودة و لم تتم عمرتها أو حجتها ، ففي هذه الحالة لها أن تتحفض جيداً لمنع الدم وتطوف ، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ، كما لها أن تحتاط لحيضتها بإستشارة طبيب لتناول دواء يمنع الحيض مدة إحرامها ما لم يضرها ذلك .

الجدال في البيع

كذلك نجد في بعض النساء من تغفل عن قوله تعالى ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ) (البقره 197) فنجد منهن من تشترى بعض حاجاتها وتجادل في السعر وهى محرمة ، كذلك الجدال الذي يقع من بعض النساء على مكان للجلوس أو الإقامة أو غير ذلك ،فلا يدركن هؤلاء النساء أن ذلك كله من محظورات الإحرام.

كما نجد بعض النساء التى انتهت من عمرتها و تريد أداء عمرة للغير فى غير وقت الحج ، فيتجهن إلى التنعيم لتجديد إحرامهن ، فيسلكن سلوكا خاطئاً ، بترك الاغتسال للإحرام في مكان إقاماتهن بمكة لأداء تلك العمرة للغير، وتعتقد أنها

التزاحم على الاغتسال

ويجب عليها الاغتسال في دورات المياه المخصصة للنساء بمسجد التنعيم ، فنجد التقاتل بينهن على هذا المكان مستمراً ، وبدون وعى حيث أن المقصد هو الخروج من مكة الحرام إلى مكان الحل فى التنعيم ، ثم الرد إلى مكة الحرام مرة أخرى لأداء العمرة، ولا علاقة لهذا بضرورة الاغتسال في التنعيم ما دام هذا ميسر لها عند إحرامها من مكان إقامتها .

طلاء الأظافر

ومن المخالفات أيضاً أن نجد بعض النساء تضع على أظافرها مقوى الأظافر عديم اللون وهى تجهل أنه يمنع وصول الماء لأظافرها أثناء الوضوء، وأن هذا يخل بإحرامها، وأخريات تستخدم بعض الكريمات أو الطيب أو ما شابه أثناء إحرامها وهى لا تعلم أنها يجب أن تتجرد تماماً عن رفاهيات الحياة لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا تلبسوا من الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس ) .

آداب الطواف

وعند الطواف يستحب الطواف على طهارة ، ويكره تدافع الأخبثين ( البول والغائط ) وكذلك الريح، فإن أحدثت توقفت عن الطواف و توضأت ، ثم تبنى على عدد ماطافت فتكمل السبع أشواط ، كذلك لا يجوز الكلام أثناء الطواف إلا بذكر أو دعاء ، وذلك كله لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( الطواف بالبيت صلاة ، ولكن الله عز وجل أحل فيه الكلام ، فمن تكلم فلا يتكلم الإ بخير).

كما أنه لا ينبغى للمرأه أن تزاحم الرجال أثناء الطواف أو في محاولة لاستلام الركنين ( اليمانى والحجر الأسود ) أو تقبيل الحجر الأسود ، بل عليها التكبير عندهما والإشاره إليهما فقط عند الزحام ، كما أن "الرمل" فى الثلاثة أشواط الأولى للطواف ، و" الهرولة " بين الميلين الأخضرين عند السعى بين الصفا والمروة خاص بالرجال دون النساء ، فليس عليهن فعل ذلك لإجماع أهل العلم وقول أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ( يا معشر النساء ليس عليكم رمل بالبيت ولكن فينا أسوة ).

وأن تيسر للمرأة صلاة الركعتين بعد الطواف خلف مقام إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ صلتهما لقوله تعالى ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ، وإن لم يتيسر لها بسبب شدة الزحام صلتهما فى أى مكان من المسجد الحرام .

كما أنه ليس عليها التقاط اللقطة إلا لأجل تعريفها أو تركها كما قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا يلتقط لقطته إلا من عرفها ) .

نوعية الثياب

كما أن للمرأة أن تلبس من الثياب الشرعية الفضفاضة التى لا تصف ولا تشف ما شاءت،ومن الألوان الوقورة ولا يخصص اللون الأبيض مع استحبابه، ولكنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين لقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم- ( لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين ) ولها أن تفعل كما روى عن أم المؤمنين - رضى الله عنها - ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات فإذا حازوا بنا ، أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزنا كشفناه )

 

المصدر: مجلة حواء -هدي الكاشف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1134 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,407

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز