قرار غلق المحلات يثير جدلا واسعا
كتبت :إيمان عبدالرحمن
رغم تراجع الحكومة عن قرار غلق المحلات الساعة العاشرة مساء وتأجيله إلى شهر ديسمبر مع امتداد فترة العمل إلى منتصف الليل فما زال القرار يثير جدلاً واسعاً علي مستوي أصحاب المحلات وخصوصا المقاهي و روادها ،وفتح الكثير من الملفات مثل عودة الأمن والمساواة في غلق كل المحلات والنوادي ،وكانت المشكلة الأكبر لرواد المقاهي حيث يقضي روادها وقتا كبيرا ما بين شباب لم يحالفهم الحظ بعمل مناسب وموظفين علي المعاش والمقاهي ملتقاهم الوحيد ..وما بين مؤيد ومعارض للقرار ومطالب وتفاصيل أخري في السطور القادمة
في البداية استنكر العديد من الناشطين هذا القرار فعلق "علاء عبد الفتاح" الناشط السياسي علي صفحته بتويتر قائلا: "جربوا كده نقفل المحلات 9 بالليل والشوارع تبقى هس هس، وشوفوا الانفلات الأمني اللي بيخوّفكم هيبقى عامل إزاي، إللي مأمن البلد إنها مبتنامش".
أما الإعلامي "باسم يوسف"كتب أيضا عبر حسابه على "تويتر"،: "وديني لأنيمك من المغرب يا صين " ساخرا من هذا القرار .
أصحاب المقاهى
محمد موافي صاحب مقهي بالزيتون يستنكر بشدة القرار قائلا :"أنا لا أوافق على هذا القرار لأن شغلنا بيزيد أكتر بعد الساعة 5 لأن أكتر الناس يعملون فى هذا التوقيت والشباب بكلياتهم والقرار ده هيكون خسارة كبيرة لينا".
ويوافقه في الرأي أيضا محمد صبحي صاحب مقهي قائلا :"أعترض علي هذا القرار لأنه وقف حال ، فأكثر الأوقات التي يمتلئ بها المقهى بعد الساعة الخامسة فكيف يجبروننا علي غلق المحلات التي ندفع بسببها ضرائب ويتركون الباعة الجائلين والنوادي الليلية تعمل طوال الليل ، هذا غير عادل" .
ويتفق معه حسن المصري قهوجي قائلا :أنا أعمل ليلا ،في شيفت الساعة التاسعة حتي الفجر ، ماذا سأفعل إذا تم تطبيق هذا القرار ، "كدة هيتقطع عيشي "
أين سنذهب ؟
المشكلة لا تتعلق فقط بأصحاب المحال والمقاهي ولكنها تتعلق أيضا بمرتادى هذه المقاهي ..وكان لهم وجهات نظر أخري محمد عبدالفتاح سائق يقول: أعمل سائقا بموقف عبود ونسافر ليلا ويتطلب الأمر أحيانا أن أقف في منتصف الطريق من أجل الركاب عند أحد المقاهي التي تقدم مأكولات ومشروبات وخدمة دخول دورة المياه. لذلك أرفض رفضاً تاماً هذا القرار لأنه غير إنساني بالمرة ، ولابد من مراعاة ظروف الناس ، هذا بجانب أننا نجلس علي المقهي داخل الموقف سواء فى المحافظة التى نسافر إليها أو في عبود ننتظر دورنا.
أما محمد عبده موظف علي المعاش 69 عاما يحكي: لي أربع بنات تزوجن ، وزوجتي توفيت منذ سنوات ، وأقيم بمفردي والمقهي هو متنفسي الوحيد ، أحيانا أذهب للإقامة عند واحدة من بناتي ، لكن هذا لا يتعدي ايام معدودة وأعود إلي حيي بحلمية الزيتون ، الحي الذي عشت فيه أربعين عاما من عمري وأقضي معظم وقتي علي المقهي.
وحدى بالمنزل
وأذهب لبيتي للراحة فقط ، فحياتي تقريبا أقضيها على هذا المقهي وهؤلاء الناس هم خير ونيس لي ، حتي أقابل وجه رب كريم ، و لا أعرف فعلا لو تم تنفيذ هذا القرار ماذا سأفعل ؟سأضطر إلي الجلوس بمفردي في المنزل .
إياد سمير 25 سنة محامى بإحدي الشركات ومتزوج يقول :" عملي يتطلب أن أكون في المحكمة صباحا وليلا في مكتبي بالشركة لذلك أعود في وقت متأخر ، ولا أخرج إلا يومي الخميس أو الجمعة أنا وأصدقائي ونذهب إلي الكافيه حتي منتصف الليل لأننا لسنا من أعضاء النوادي ، فلو تم غلقه سنذهب إلي بيوتنا أو سنضطر للخروج علي فترات متباعدة والذهاب إلي أماكن غالية لن تغلق (السياحية )والتي لن يتضمنها القرار .
أما صديقه كريم رأفت 25 سنة يعمل بالمحاماة أيضا يقول غاضبا :" وهل تعتقد الحكومة أنها بهذا القرار ستوفر الطاقة ؟؟ بل بالعكس لن يتغير أى شىء لأن الاستخدام سيزداد معدله في البيوت ، فمن كان يجلس علي المقاهي سيذهب إلي بيته وستستهلك الكهرباء بنفس المعدل بل وأكثر أما الشىء الثانى المهم فهو أن المقهي هو أكثر مكان نذهب إليه وخصوصا عندما يكون هناك مباراة كرة قدم.
عدالة اجتماعية
محمد عبد ربه طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس يقول : أطالب بالعدالة الاجتماعية ، فلو تم تنفيذ هذا القرار ، فيجب تنفيذه في كل الأماكن على السواء لأن المتضررين هم أصحاب المحال والمقاهي من الطبقة المتوسطة ، أما أصحاب المنشآت السياحية فلن يطبق عليهم وهذا قمة الظلم، و يضيف ضاحكا : المقهي هو بيتنا الثاني.
ويوافقه الرأي عبد السلام محمد "موظف" قائلاً : لو تم تنفيذ هذا القرار هل سيتم رفع الأجور؟؟ حيث إن الكثير من الشباب والموظفين يعملون بأعمال أخرى فى الليل لمواجهة أعباء الحياة .
أزمة المرور
وعلي العكس من الأراء السابقة يؤيد احمد عبد الظاهر محاسب بأحد المصانع هذا القرار بشدة مبررا ذلك بقوله :لأنه سيحل أزمة ازدحام المرور ، عملي بالعاشر من رمضان وأسكن بالعبور وعند عودتي من العمل أقضي وقتا كبيرا بسبب الزحام وخصوصا يوم الخميس ، ولكن لو تم تنفيذ هذا القرار سيعمل علي الانسياب المروري لاضطرار الناس لعدم النزول من بيوتها لو أغلقت المحلات مبكرا وسيقتصر الأمر علي العائدين من أعمالهم فقط .
عودة الأمن
وتطالب السيدة نانسي محمد ربة منزل بعودة دوريات الأمن بكثافة لو تم إغلاق المحلات مبكرا لأن المحلات هي من تعطي إحساسا بالأمان ، وتضيف أسكن بحلمية الزيتون ولي ابنة بالثانوية العامة وتذهب للدروس عند صديقتها في نفس الشارع وأحيانا تتأخر حتي التاسعة والنصف أو العاشرة ، ولأننا نسكن في شارع به محلات كثيرة يعطيني إحساساً بالأمان عند عودتها ، لكن هذا القرار سيجعلني أنا أو والدها نذهب لنأخذها من الدرس ، مع أنها ستكون في نفس الشارع لأنْ المحلات لو أغلقت سيكون الشارع مظلماً ،فالمحلات ومن يمشى فى الشارع يجعلون "فيه حس في المكان " وتختم حديثها قائلة: في نفس الوقت سأفرح بهذا القرار لأن ذلك سيجعل زوجي يقضي معنا وقتا طويلا ، لأنه يذهب علي المقهي يوميا بعد رجوعه من عمله ليجلس مع أصدقائه ، فأنا أحيانا أشعر بأنها " ضرتي التاينة "
ساحة النقاش