وضاع شبابى هدراً ! «2»

كتبت :سكينــة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من قصة قارئتى ميرفت وهى آنسة فى الثانية والأربعين من العمر لم تتزوج رغم أنها جميلة وميسورة الحال ومن أسرة كبيرة وجامعية، وتجيد لغتين أجنبيتين إجادة تامة، وقد بدأت حكايتها بعد تخرجها فى الجامعة والتحاقها بالعمل فى شركة خاصة ولأنها تجيد اللغات فقد اختارها صاحب الشركة ورئيسها سكرتيرة خاصة له ونجحت فى عملها وصارت الكل فى الكل فى الشركة .. إلى حد أن صاحب الشركة كان يوفدها وحدها لإتمام الصفقات فى الخارج ويتابعها تليفونياً، وانتقلت الشركة ومشروعاتها بفضلها نقلة كبيرة ونجحت وحققت أرباحاً هائلة، ولم يكن رئيسها يبخل عليها بالمكافآت والهدايا والكلمات الدافئة التى استشفت منها أنه يحبها كثيراً رغم أنها فى سن أولاده وكان متزوجاً من سيدة فاضلة تحتل منصباً كبيراً فى الحكومة وأولاده الثلاثة الذكور يدرسون فى ألمانيا.

وقالت ميرفت .. ضغطت علىّ والدتى فقبلت خطبة أحد أقاربها والواقع أنه كان عريساً لا عيب فيه وكان جاهزاً ومحترما لكنها اكتشفت أنها لا تحبه وأنها تحب الرجل الكبير الذى كان يمطرها بكلماته الرقيقة الحانية!

وعندما أقترب تحديد عقد القرآن، أصيب الرجل الكبير بالاكتئاب الشديد وسافر فى رحلة طويلة عاد منها سعيداً ومرحا كما كان قبل أن يقع فى هواها وتقع فى هواه.. فماذا حدث !

 

واستطردت ميرفت.. فرحت لأنه عاد إلى طبيعته السمحة وروحه المرحة - أقصد رئيسى ومحبوبى - وسألته عن السر فقال لى..

ميرفت.. لم أطق أن تتزوجى وتصبحى لرجل آخر ولا كنت استطيع حتى أن أظلمك وأفكر فى الزواج منك فقد ارتبطت بسيدة ألمانية كنت أعرفها من زمان قبل أن أراك وذلك عندما كنت أدرس فى ألمانيا وهى ترعى أبنائى هناك وارتحت نفسياً بعض الشىء فقد كنت لا استطيع أن أفكر فى وحدتى النفسية بعد زواجك القريب !!

وتقول ميرفت.. وكأننى هويت من عاشر دور ولا أعرف تماما لماذا انفجرت فى البكاء وأصابتنى الكآبة وانصرفت عن الطعام ولاحظ خطيبى حالتى فقال لى :

ميرفت .. أنت لا تحبينى يا بنت الحلال ولا يمكن أن أرغمك على الزواج منى كل واحد يروح لحاله !!

وراح خطيبى فى حاله وتركنى وأنا فى حالة إنهيار فسرها أهلى وأهل خطيبى أنها نتيجة اقتراب موعد عقد القرآن !!

- واستطردت ميرفت

أخذت إجازة طويلة وابتعدت عن الناس وكان رئيسى يعتقد أننى قد تزوجت ولم أنكر ولم أخلع (الدبلة) بل وضعتها فى اليد اليسرى حتى يعتقد أننى تزوجت بالفعل!!

وكنت أتألم وأتمزق كلما سافر إلى ألمانيا بدعوى رؤية أولاده الذين يدرسون هناك حتى كان اليوم الذى قابل بعض أقاربى صدفة وعرف منهم أننى لم أتزوج وأننى كنت مصابة بالاكتئاب وكنت أعالج وعاتبنى عتاباً شديداً بل وعنفنى وانهمرت دموعه وهو يقول لى..

لو كنت أعرف أنك تحبينى كل هذا الحب لما ارتبطت بأية امرأة ولأخذتك وطرت بك إلى آخر الدنيا .. لماذا لم تصارحيننى ؟ ولماذا أفهمتنى أنك تحبين خطيبك وسوف تتزوجينه وأن الشقة قد جهزت تماما ولم يبق إلا حفل عقد القران ؟ لقد جنيت على نفسك وعلىَّ !!!

واستطردت ميرفت - ومرت السنوات وأنا آنسة وتقدم لى العشرات لكننى لم أقبل أحداً لأننى مازلت أحبه هو فقط واكتفى بعطفه وحنانه فقط.. أليس ذلك هو الحب القاتل الذى أهدر شبابى ؟

 

طبعا أنا مشفقة عليك وعلى أحاسيسك المرهفة، ولكن كل شىء قسمة ونصيب ولا يدرى أحد ماذا تخبئه له الأقدار، يكفيك نجاحك فى عملك وصداقاتك.. وماذا أقول بعد ذلك.. من الحب ما قتل

 

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 508 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,746,500

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز