جولة بأرض الفيروز
سيناءأهلها أمانة وإهمالهم خيانة
كتبت :أميرة اسماعيل
سيناء جزء غال من أرض مصر وكذلك أهله ..فقد صنعوا حضارة علي أرضه ومن حقهم علينا أن نُحيي تراثهم العظيم من النوبة إلي طابا،وهناك مثل سيناوي يقول "احفظ قديمك ولو الجديد أغناك".
ومن هنا نري مجتمعا له نظم وقوانين وعادات وتقاليد وحياة متميزة .."حواء" تعرض الحياة السيناوية حديثها وقديمها وكل ما يستجد عليها خلال حلقات متتابعة نبدأها بالإنسان السيناوي وجانب من حياته خلال السطور التالية>>
فى البداية يقول الدكتور«عبد الرحيم ريحان» مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى : إن القضاء العرفى بسيناء هو السائد بين أبنائها الآن رغم وجود المحاكم والذى لا يلجأ إليها أبناؤها إلا نادراً إذا كان أحد أطراف الخصومة من غير أهلها .
وجميع الأحكام العرفية أحكام واجبة التنفيذ والقضاء العرفى شديد الشبه بالقضاء العادى من حيث درجات التقاضى "ابتدائى،واستئناف،ونقض"،وهناك قضايا النفس والعرض والمال والأحوال الشخصية والجنايات وكذلك فى حق الدفاع والأدلة والشهود ومصاريف وأتعاب القضايا وضمان تنفيذ الأحكام،ويختلف نوع واسم القاضى العرفى حسب نوع القضية والجرم.. ففى جميع الأحوال يكون من بين البارزين من أبناء قومه والمشهود له بالكفاءة والخبرة ورجاحة العقل والنزاهة .
وقد يتدخل عامل الوراثة فى اختيار القاضى فى بعض الأحيان..إلا أن هناك عائلات اشتهرت بالقضاء العادل وتتمتع بالسمعة الحسنة ومع ذلك ليس من بينهم أى قاض.. فعامل الوراثة ليس شرطاً..فلابد أن يكون القاضى له مكانة اجتماعية بين قبيلته أولاً وبين القبائل الأخرى وصاحب سيرة ذاتية طيبة ويكون من قبيلة كبيرة قوية لها هيبتها والقاضى نفسه يجب أن يكون ملماً بقواعد العُرف وأن يتصف بسمة العدل حتى ولو على حساب قبيلته ولا يسير وراء العاطفة.
المسائل الشخصية
ويستطرد د.ريحان قائلا: يتكفل بالمنازعات فى سيناء رجال يحكمون بالعرف والعادة ومنهم المنشد الذى يحكم فى المسائل الشخصية الخطيرة كمس الشرف والإهانة الشخصية والقصاص ،وهو قاضى العقوبات ..والعقبى وهو قاضى الأحوال الشخصية ..والزيادى وهو قاضى الإبل يقضى فى أمور سرقتها وكل ما يتعلق بها..والمبشع وهو قاضى الجرائم المجهولة التى لا شهود لها.
السياحة البيئية
ويضيف مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى : كل مدن سيناء ساحرة ولديها مقومات سياحية ربما تفوق شرم الشيخ،فسيناء بصحرائها الممتدة وجبالها الشاهقة المتنوعة منها البيض والحمر والسود وطيورها وحيواناتها النادرة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية وآثارها الخالدة ووديانها التى مرت عبرها كل الحضارات تعتبر واحة أحلام لكل المصريين الذين يتمنون زيارتها والاستمتاع بجمال طبيعتها .
فمن على قمة "جبل موسى" الذى يبلغ ارتفاعه 2242مترا فوق مستوى سطح البحر تتكشف معالم البيئة بسيناء حيث تظهر خريطة سيناء بخليجيها "السويس والعقبة" علاوة على منظر الشروق الفريد الذى لا يتكرر إلا من على قمة هذا الجبل،ومن المهم إدخال مصر ضمن منظومة السياحة البيئية وفقاً للمعايير العالمية مثل تايلاند وكينيا لامتلاكها كل مقومات السياحة البيئية بسيناء..مؤكدا أنه رغم كل هذا الثراء البيئى بسيناء إلا أن مصر لاتحقق دخل دولة مثل تايلاند تعتمد على السياحة البيئية فقط.
الصناعات البدوية
واستكمالاً لمنظومة التفاعل بين أهل سيناء والبيئة المحيطة تضيف الدكتورة «ناهد عزت» أستاذ علم الجمال بجامعة القاهرة..أن أهل سيناء قد استغلوا نباتات سيناء المتعددة فى العلاج ومنها "اللصف" الذى ينبت فى شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلى أوراقه وتبخير المصاب بها و"العاذر" وهو يشبه الزعتر لعلاج المغص ،وشجرة "المن" والتى كانت طعام بنى إسرائيل فى سيناء ولعنادهم وجحودهم رفضوا هذا الطعام وطلبوا من نبى الله «موسى» طعام أفضل..، و"الشيح" يبخرون به منازلهم لطرد الثعابين وتستحم به النفثاء ،ويدخل كبهارات فى الطعام.
وتشير الدكتورة ناهد إلى وجود صناعات بدوية عديدة بعضها موجود حتى الآن وبعضها فى طريقه للاندثار ..منها غزل الصوف والحياكة والصباغة وشباك الصيد ..والمعروف عنهم أنهم مهرة فى صيد البحر والبر وصيد البر والمتمثل فى صيد الغزال والأرانب البرية لأجل لحمها وجلدها وقرونها ويجعلون صيدها صناعة لهم ،وصيد الطيور المختلفة كالسمان وغيره وفى موسم البلح ينزعون النوى من البلح ويضعون مكانه اللوز
ساحة النقاش