وراء كل حادثة ضمير غائب
كتبت :ماجدة محمود
هذا الأسبوع كنت انتوى مناقشة مسألة مهمة ألا وهى العلاقة بين المعلم وتلميذه وأطرح السؤال الذى يفرض نفسه على كثير من مناقشاتنا نحن أولياء الأمور وهو أين ذهبت هيبة المعلم ؟ ولماذا تراجعت علاقة الاحترام المتبادلة بين المعلم و ولى الأمر؟ إلا أن الحادث المروع الذى وقع لأوتوبيس المدرسة الأزهرية بأسيوط والذى هز مشاعرنا صغارا وكبارا دفعنى لتأجيل مناقشة هذه القضية إلى الأسبوع القادم إن شاء الله على أن نناقش مسألة الإهمال وغياب الضمير الذى صار يطاردنا أينما ذهبنا نعم لقد غاب الضمير، هو الآن فى إجازة مفتوحة لايعلم إلا الله وحده متى تنتهى ، وتفشى الإهمال بكل صوره ودرجاته وأصبح مرضا خبيثا لا يغادر الجسد البشرى إلا بالموت ، إذن ما هى الأسباب التى أوصلتنا إلى هذه الحالة المرضية المزمنة ؟ الفقر، الجهل ، الإحباط واللامبالاة.. كلها أسباب قوية لهذه الحالة المرضية المتردية ، وبالمناسبة حادثة أسيوط لن تكون الأخيرة وهذه ليست نظرة تشاؤمية بل واقعية بكل المقاييس .. لماذا ؟ لأن حادثتى القطار الأخيرة يكمن ورائهما إهمال واضح وصريح ، الخفير نام فى وقت عمله فوقعت الكارثة ، ولماذا نام ؟أليست هذه ورديته التى اعتاد عليها ، وعليه أن يلتزم بعمله وأدائه فيأتى من بيته وهو على أهبة الاستعداد لعمل لا يحتمل الخطأ بل اليقظة الشديدة لأنه يتعلق بأرواح البشر وعليه تصبح مهمته غاية فى الأهمية والخطورة ، لكن قد يكون هذا العامل جاء لورديته من عمل آخر منهك ، متعب ، وبالتالى قد تغفو عينيه ، فتقع الكارثة ، وقد يكون كما ذكر أحد أولياء الضحايا أن هؤلاء العاملين يتعاطون المخدرات ليلا أو أثناء العمل ، والمخدرات الآن فى متناول الجميع وبأسعار بسيطة، ونتيجة للتعاطى يصاب بعدم التركيز والتشتت ، فنرى كل هذه الكوارث التى أصبحنا نراها الآن ، وآخر أنهكته مطالب الأبناء والزوجة والحياة ، بداية من أنبوبة البوتاجاز ،و رغيف الخبز ، ومصروفات المدرسة والدروس الخصوصية ، فتاه بفكره وهو يفكر كيف له أن يدبر كل هذه المتطلبات وأجره الشهرى لايكفى طعام الصغار وإيجار المنزل الآيل للسقوط ولا يستطيع أن ينجو بعمره وأسرته منه فلا مأوى ولا أمل فى حياة آدمية ، وهو ما أدى إلى الإحباط الذى يعيشه هو وأمثاله، والذى يؤدى بدوره إلى مانشاهده الآن من كوارث ذكرت ..إنها لن تكون الأخيرة للأسباب سالفة الذكر ، والتى بسببها نام خفير المزلقان ، وغفا عامل التحويلة ، وسوف ينام ويغفو كل صاحب ضمير ميت ، وعقل غائب ، وعليه يجب أن نقدم حلولا رادعة نطمح أن تصل إلى الإعدام ونظرة إلى صغار العمال والمهمشين والفقراء ، بعدها علينا تطبيق القانون بحزم وشدة حتى لاينام العمال أثناء عملهم ، ولا يتعاطون المخدرات ليمنحوا ضمائرهم إجازة مفتوحة ، وعقولهم استراحة من التزامات أوجدتها ظروف الحياة الصعبة التى فرضت عليهم ، ولنترحم جميعا على شهداء حوادث الطرق التى صرنا نستيقظ وننام علي أخبارها..
ساحة النقاش