انتبهى يا عزيزتى المشاعر تنتقل بالعدوي 

كتبت :أميرة اسماعيل

المشاعر تنتقل بالعدوي.. هذا ما توصلت إليه احدي الدراسات الي استغرقت ابحاثها سنوات لتؤكد أن مشاعر الآخرين تشع وتنتقل إليك من حيث تدري أو لا تدري.. حتي لو لم تكن تعرف هؤلاء الآخرين بنحو مباشر..!

أجريت هذه الدراسة على ما يقرب من أربعمائة شخص على مدى عشرين عاماً قام بها عالم اجتماع مع استاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد بروفيسور د. نيمورس كريستاس وطاقم من الباحثين، وقد نشرت هذه الدراسة فى المجلة العلمية بريتيش جورنال جامعة سانت.

- من هذا المنطلق تستعرض من خلال الموضوع الآتى مفهوم العدوى المزاجية والى أى مدى يستطيع الشخص تفادى الطاقة السلبية وتوجيه طاقاته نحو الايجابية والاستفادة منها..

فى البداية توضح د. ناهد نصر الدين عزت- دكتوراه الفلسفة اليونانية واستشارية التنمية البشرية- أن الكون كله مكون من طاقة وكل من حولنا يتكون من موجات (ألوان- نغمات - أشعة كونية- إنسان- جماد- مشاعر- أفكار..الخ) واكتساب الشخص للطاقة يساعدة على أن يكون أكثر فاعلية ويستطيع الحصول على الطاقة من خلال ذاته أولاً ومن خلال الآخرين وثالثاً من الكون.

وعلينا هنا تحديد الطرق المستخدمة لاعادة التوازن فى توزيع الطاقة داخل الجسم، فإما أن يتم ذلك من خلال الاستماع الى الموسيقى التى تساعد على اخراج الشحنات سواء كانت هادئة أو صاخبة أو عن طريق العطور والبخور أو اتباع بيولوجيا البناء التى تهيئ لمسكن صحى سواء باختيار الوان الحوائط أو وضع الأثاث باتجاه الشمال (لان ذلك يجذب الطاقة الايجابية) أو عن طريق استعمال الألوان وهى بالتفصيل كالآتى: فالاحمر يسبب النشاط- القوة- تقوية المناعة- تنظيم العواطف.

والبرتقالى: منشط عام للجهاز الهضمى والقولون ويحارب جميع المشاعر السيئة ومقاوم للتعب والارهاق.

الاصفر: ينشط الذاكرة والاحساس بالأمل والدفء والطاقة واحترام الذات.

الأزرق: تخفيف الآلام ويساعد على الاسترخاء ويعالج ضغط الدم ومحبط للشهية ومهدئ .

الأخضر: يريح القلب والاضطرابات العصبية ويهدئ الآلام (خاصة السرطان).

البنفسجى: مهدئ للامراض العصبية والنفسية والصداع النصفى والتخسيس (محبط للشهية).

الوردى: علاج للادمان وعنف الأطفال والعدوانيين ومهدئ والنيلى: يساعد على الاسترخاء وتخفيف الخوف ويساعد على وضوح الرؤية ويشفى اضطرابات التنفس. ويشير الأبيض إلى النقاء والصفاء والبنى إلى الشتت وعدم الاستقرار والتفكير المادى والسلبى.

الزهرى: الحب والحنان والرأفة.

ويشير الأسود الى الحكمة والكمال وذروة الأخلاق، ويؤكد د. فيصل يونس- استاذ علم النفس بكلية الأداب جامعة القاهرة- أن انتقال الحالة النفسية أو ما يسمى (عدوى الحالة المزاجية) لها أساس علمى وهو أن خلايا المخ تنشط وفقاً للحالة التى يستقبلها المخ سواء انفعال أو حركة وهو ما يسمى بالخلايا المرائية لانها تشبه المرآة فمثلاً إذا عانى شخص ما من الاكتئاب وإن الشخص الذى أمامه من الوهلة الأولى تنشط لديه خلايا انفعالية معينة داخل المخ تجعله يحاكى الحالة التى امامه، وهناك أيضاً سلوك التعاطف فإذا وجدت صديق لك فى حالة ضيق فاتك ولا ارادياً تجد نفسك عشت معه هذه الحالة.. ولكن المجتمع قد أكد بشكل أو بآخر أن التعاطف مع الآخر هو أمر ضرورى وقد تربينا عليه منذ الصغر أن تتعاطف مع من حولك أو تتقمص حالتهم الى حد ما.

وعن طريقة تحويل الطاقة السلبية الى ايجابية يضيف د. فيصل يونس أن الشخص الحزين أو من لديه طاقة سلبية انفعالية أو غيرها لابد أن يدمج نفسه فى أنشطة عديدة وهذا ما يحدث فى بعض حالات الحزن مثل الوفاة فنجد الأسرة منهمكة فى اعداد الطعام الفاخر لمن جاء لتقديم واجب العزاء ويبحثون عن أعمال الفراشة والمقرئ وغيرها من الانشطة التى تلهيهم تدريجياً عن الحالة المزاجية السائدة.

ويؤكد د. فيصل أن كثرة ترديد الأشياء الايجابية أو المقولات الايجابية تحسن من الحالة الذهنية وتعطى انطباعاً ايجابياً فى حين يحدث العكس اذا ما ردد الشخص أشياء سلبية وأفعالاً سلبية فإن ذلك سينعكس عليه بالضرورة لذلك.. أنت من تهيئ الجو المناسب وتعطى لنفسك الايحاء الذى ترغب به.

ويضيف وائل الكميلى -خبير التنمية البشرية- أن عدوى الحالة المزاجية قد تنتقل إليك من خلال أحد الاشخاص المحيطين بك والمقربين وقد يحدث هذا فى وجود مسافات بعيدة عن الشخصين وهو ما يسمى بالتواصل الروحى والذى يحدث بين الأحباء والأصدقاء المقربين وأفراد الاسرة كلما زادت العلاقة بينهم، وكل ما يحدث فى هذه الحالة أن الشخص الأول الذى قد أصيب بواقعة أثرت على حالته المزاجية سلباً تشبع بهذه الحالة لدرجة أنه تقمصها ودون أن يقصد أو يدى يسترسل فى نشر ارسال الطاقة السلبية عن طريق اشارات غير ملحوظة تصدر منه وتصل للطرف الآخر وهو ما نسميه بعملية اتصال للطاقة السلبية. وعن كيفية بناء طاقة ايجابية تقول د. ناهد نصر الدين عن طريق العبادات التى تشحن الطاقة الروحية وشرب ماء زمزم أو الماء المتردد عليه بعض آيات القرآن (القوة الروحية) بالاضافة الى التنفس (من الأعلى إلى الأسفل) والقدرة على التخيل والتأمل والحب والعمل على تقوية الذاكرة من خلال المعالجة الداخلية للمعلومات (تعزيز الايجابيات والقضاء على السلبيات) كذلك الرياضة والاسترخاء والتعرض لأشعة الشمس وخاصة منطقة الظهر حتى يستفيد الجسم بأكمله وتشعر بالنشاط والحرص على استنشاق الهواء النقى (وخاصة وقت الفجر) فهو توقيت مناسب للمذاكرة والاستنشاق وكل العمليات الحيوية المهمة.

وأخيراً الغذاء الصحى الطبيعى المتوازن مع التقليل من المنبهات- مسكنات الألم التقليل من السكريات واللحوم وأخذ بدائل مثل العسل بديل السكر والخضروات أكثر من اللحوم ويضاف لمن سبق ذكره العديد من العناصر التى تسهم على تشتيت الطاقة السلبية وهى شرب المياه فى الصباح الباكر لاكساب الجسم الطاقة اللازمة له ومنحه الليونة والطراوة التى تولد الطاقة لديه والعمل المستمر للحصول على النجاح الذى يصنع الجمال والتوازن فى حياة الانسان والايمان بقدرة التغيير التى تحقق لدينا النمو والتطوير الذاتى، وبالتالى علينا تعديل خطواتنا وأهدافنا حسب متغيرات ما حولنا لان الحياة تتغير باستمرار، بالاضافة الى تعديل اسلوبنا فى التعامل مع الاشياء مثلاً التفاؤل بدلاً من اليأس، الاسترخاء بديلاً عن الشد العصبى والتوتر، المشى بديلاً عن ركوب السيارة.

وأخيراً.. تذكر أهم نتائج البحث الذى توصل إلى عدوى الحالة المزاجية تنتقل بنحو أسهل بين الجنس الواحد أى بين رجل ورجل أو امرأة وأخرى، وقد أكدت نتائج الدراسة أن عدوى الأنباء السعيدة تطال دوائر اوسع.. فاسعد وتفاءل دائماً

المصدر: مجلة حواء -اميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1682 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,750,352

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز