كتبت : منال عثمان

حين تتضافر الهموم وتصنع جديلة كبيرة بطول وعمق هذا البلد الذي أرهقنا عشقا جيلا وراء جيل..نشعر أحيانا أننا نريد أن نطرق أبواب الزمن الجميل نأتنس في هذه الوحشة بنجوم ونجمات الزمن الجميل، بهذه الألفة والصداقة والحب الذي كان يجمعهم ، لم تكن المنافسة تفسد كل هذا الود الجميل، لم يسمحوا لها أبدا.. 

بل لغوها من قواميسهم فتجد مثلا ماجدة لا تتقاضى أجرا من يحيى شاهين بطل ومنتج فيلم (الغريب) رغم بطولتها للفيلم لأنها ترد التحية له ووقفته بجوارها عندما قدم بطولة أول إنتاج لها (أين عمري) دون أن يأتي لها بسيرة أجره على الإطلاق .. هذه كانت حياتهم وعلاقاتهم خاصة حين تكون هناك مناسبة الكل يهرع لتلبية دعوة الزميل أو الزميلة صاحب الدعوة دون تأخير، وأشهر هذه المناسبات كانت ليلة رأس السنة التي كانت دائما من أحلى ليالي العمر... ولعنا هنا نلقى نظرة على هذه الليلة في حياة نجوم ونجمات زمان

صباح والديك الرومي

وقد كانت عادة الفنانة الكبيرة صباح في هذه الآونة من خمسينات القرن الماضي ، فقد كانت تقيم حفلا كبيرا في هذه الليلة وتدعو الكل وكانت زوجة لعازف الكمان الراحل أنور منسي والد هويدا ، وقد اعتادت أن تطهو بيديها الديك الرومي على الطريقة الشامية وكانت ترسل خصيصا لأهلها في لبنان ليرسلوا لها لوازم الديك اللبناني من بهار مصنوع بطريقة خاصة وخلافه،وكان النجوم زملاؤها يعشقون طريقتها في طهي الديك وينتظرونه كل سنة ، وكانت تأبى أن تطهيه في أي وقت من السنة لأنه من عناصر الاحتفال بهذه الليلة عند أسرتها ، وفى عام قررت الرائعة القديرة شادية أن تدخل حلبة المنافسة وقد كانت مشهورة بمهارتها في الطهي وأتت إلى الحفل ومعها ديكا طهته على الطريقة المصرية وطبعا لم يسلم هو أيضا من افتراس النجوم لكن كانت ليلة رأس سنة جميلة بمنافسة الديوك

ليلى فوزي .. عازفة كمان

وليلى فوزي كانت دائما قريبة من الكل وجميعهم يحملون لها مودة خاصة لأنها سيدة راقية جدا وأخلاقها عالية للغاية وبعد انفصالها عن زوجها الأول عزيز عثمان ارتبطت بالفتى الأول الراحل المتعدد المواهب أنور وجدي ، وتصادف حلول يوم رأس السنة بعد زواجهما بفترة بسيطة فأقامت حفلا كبيرا دعت إليه كل النجوم ، وبعد الاحتفال غنت شادية وصباح وهدى سلطان وأصرت ليلى من باب التجديد أن يغنى الكل حتى من لا يعرف يغنى ، فجاء الدور على النجم الراحل شكري سرحان وقال:" معرفش يا ليلى" لكنها أصرت وأخذت الكمان وقالت له: "وأنا هعزف لك "وسألها

"بتعرفي ؟" قالت له: "يعنى انت اللي بتعرف تغنى" .. فاقترح أن يعزف هو الآخر على آلة موسيقية وقامت الراحلة سامية جمال لترقص وكان شرطها الوحيد أن يتوقف شكري وليلى عن هذه (الزيطة) وضحك الجميع ورقصت على أغنية فريد يا حليوة يا حليوة

هدى سلطان .. ممنوع الغضب

وهذه النجمة القديرة كانت الشطر الثاني من ثنائي رائع كان في فترة الخمسينات مع زوجها حينذاك النجم فريد شوقي وكان بيتهما قبلة كل النجوم لأن الزوجين كانا قلبيهما كبيران ولديهما قبول رائع عند الكل وكانا لديهما طريقتهما الخاصة في الاحتفال بليلة رأس السنة فقد كانا يقيمان شىء أقرب للمسابقات ودائما الجائزة الملفوفة بطريقة فاخرة تكون لعبة أطفال أو زمارة أو لعبة أراجوز وتتعالى الضحكات في أرجاء المنزل الجميل ، وفى احتفال عام 54 أدت ظروف قهرية لتأخر فريد عن الحفل وغضبت هدى والتفت حوله النجمات فاتن حمامة وشادية ومديحة يسرى ونعيمة عاكف وكوكا كي يصالح هدى فقبلها قائلا: في هذه الليلة الجميلة.. ممنوع الغضب

إنها ليالي رأس سنة شديدة البهجة والروعة والجمال تشبه هذا الزمن الرائع ونجومه ونجماته الذين لا يرتحلون عن الذاكرة أبدا.... فتحية لهم ولكم وكل عاموأنتم بخير 

منــال عثمان الفن لحطة

حقيقة الأمر لم تعجبني الكتابات الصحفية والتعليقات التي تناولت مؤخرا هذا الحكم على الشيخ عبد الله بدر في قضية سبه للفنانة الهام شاهين ، فنحن طبعا معها قلبا وقالبا في خط السير هذا الذي مشته مع محاميها للحصول على حقها ممن أهانها بأقذع الشتائم و التهم لكن الموضوع قضية لها طرفان الهام والشيخ ، أحدهما سب والآخر لجأ للمحاكم للحصول على حقه ، والأمر ليس له صلة بطرف إسلامي وطرف ليبرالي ولا بهذا التنازع بين طرفي الأمة المصرية الدائر على أشده الآن.. فلماذا خلط الأوراق؟ العجيب هذا الذي نعيش فيه الآن بكل ما تحمله الكلمة من معان مؤذية جدا؟ ولماذا هذه الشماتة الغريبة والتهديد بسنوات سجن أخرى في قضايا فنانين تناولهم الشيخ بمطرقة شتائمه ؟ يصعب جدا العيش بهذه الطريقة ، هذا الشيخ لاذع اللسان سيتحمل نتيجة أخطائه في حق كل هؤلاء ، لكن هذا ليس له صلة بالدستور ونعم ولا وبنود الدستور التي لن تحترم الفن ولن تعطى حق الإبداع الفني لأحد ولا بالحوار الوطني ولا ببقاء مجلس الشورى واتساع تخصصاته أصابتني الدهشة حقيقة من هذا الخلط العجيب بل كاتبه مازلت أحترمها اجتهدت شديد الاجتهاد في صنع حلقة أوصلت كل هذه العناصر ببعضها بدرجة شديدة التركيز لو كانت استخدمتها في مقال آخر أكثر نفعا لكان أفضل .. لابد أن ننفض عنا غبارات هذه اللخبطة ولا ندخل الأمور في بعضها فكل وضع وله ظروفه ولكل مقام مقال .. بعض الهدوء يا سادة أرجوكم.. فهكذا لن نحل ولن نربط