كتبت : ماجدة محمود

يبدو أن أزمات المرأة المصرية لا تنتهى ، ففى الوقت الذى مازالت المصرية تناضل من أجل الاعتراض على تجاهلها فى دستور مصر الجديد" دستور2012 م" وتحاول جاهدة تصحيح وضعها فى هذا القانون الذى تعامل معها كمواطن من الدرجة الثانية ، بل ذهب لأكثر من ذلك عندما أغفل عمل المرأة وقام بالتمييز بينها وبين الرجل ،وخصوصا فيما يتعلق بالأجر فى العمل المتساوى فى المادة العاشرة والتى تنص على " الأسرة أساس المجتمع ، قوامها الدين والأخلاق والوطنية ، وتحرص الدولة والمجتمع على الالتزام بالطابع الأصيل للأسرة المصرية ، وعلى تماسكها واستقرارها، وترسيخ قيمها الأخلاقية وحمايتها ، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون . وتكفل الدولة خدمات الأمومة والطفولة بالمجان، والتوفيق بين واجبات المرأة نحو أسرتها وعملها العام ، وتولى الدولة عناية وحماية خاصة للمرأة المعيلة والمطلقة والأرملة .." المادة كما أشرت تحدثت عن الأسرة واستقرارها وهو ما تسعى إليه كل مصرية عاملة وغير عاملة ، لا اختلاف فى هذا بين كافة النساء ، فكل امرأة تضع فى المقام الأول أسرتها وزوجها ، فهذا هو حال المصرية الأصيلة ، ثم أن المرأة تكافح وتساهم بقدر كبير فى المسئولية مع الرجل وكثير من السيدات لا يخرجن للعمل من باب الرفاهية أو شغل وقت الفراغ وإنما من أجل تحقيق مطالب حياتية أساسية لا يقدر عليها الرجل بمفرده ، فلماذا التمييز إذن ، من هنا أعود لأتحدث عن المعركة الثانية والتى بدأت بعد إقرار الدستور وبدء الإعداد لقانون الانتخابات البرلمانية لـعام 2013 م والتى ستشهد معارك حربية لم نرها من قبل ! والأسباب معروفة والأيام سوف تؤكد ما نطرحه الآن من وجهة نظر متواضعة ، المهم أن ما أقر حتى كتابة هذه السطور - رغم اعتراض المعارضين ومنهم النساء- أن يتم الانتخاب بالقائمة والفردى ، وهذا الأسلوب من الانتخاب يظلم المرأة لأن الأحزاب وكما سبق فى انتخابات 2011 م رفضت وضع المرأة فى موقع متقدم فى القائمة ، حتى الأحزاب الليبرالية ، فما بالك بأحزاب تيارات الإسلام السياسى ؟! والتى وضعت صورة "وردة" ، أو صورة "الزوج"،وفى أحيان أخرى تركت البرواز خالي من أية صورة لأنهم يرونها عورة ، حدث هذا مع المرأة وهم غير متمكنين من المشهد ، فما بالك الآن وقد تملكوا وتمكنوا ؟! من هنا يتضح أن المرأة أمامها نضال وكفاح لايقل بحال من الأحوال عن جداتها "صفية زغلول،وهدى شعراوي، وسيزا نبراوي" ..المرأة عليها بدء النضال من جديد وكأن شيئا لم يكن ، لم تحصل على حقوق أو مكتسبات سابقة ، فهم غير مؤمنين بها ، يرونها فقط فى المنزل تربى الأولاد وتنتظر عودة سى السيد الآمر ، الناهى ، وتعمل فى العمل العام فقط ، كما حدد لها دستور مصر الجديد ، وأعيب عليها لأنها ارتضت التنازل عن حقها فى الكوتة التى أقرت فى برلمان 2010م ، وألغيت فى عام 2011م ، وقتها اندهشت لموقفها السلبي من الكوتة وكأن على" رأسها بطحة" ! الكوتة لم تكن تهمة يا نساء مصر بل درع يحمى كفاح قرن من الزمن ويحفظ مكتسبات طالما حلمت بها كل فتاة وسيدة فى بر مصر ، والآن ما الحل فى ظل هذا القانون الانتخابى الذى يصعب على الرجال خوض المعركة الانتخابية فيه ؟ فكيف للمرأة بخوضها ؟؟ لماذا لاتخرج أصوات مطالبة بكوتة للمرأة ولو بقدر بسيط وليكن " عشرين مقعدا " تمييز مؤقت لحين إثبات وجودها كما طرح سابقا وحتى لايكون المجلس النيابي القادم غير ممثل للنساء أو ممثل بنسبة تستحى منها أمام شقيقتها العربية التى خرجت للحياة السياسية بعدها بسنوات طويلة وفاقتها الآن! 

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,366,464

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز