عندما كشف الفن لثورة ينايربلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى
كتبت منال عثمان
مرت الأيام واكتمل القمر مرتين .. وكرت الشهور كحبات المسبحة واكتمل أربعة وعشرون شهرا كاملا على صيحة المصريين الهائلة التى أذهلت العالم ووقف يتابعها ولسان حاله يقول "المصريين وما أدراك ما هى (هبة) المصريين حين يثورون فلا شىء يقف أمامها..لا تقول لى إعصار تسونامى أو ساندى أو أى إعصار آخر .. صحيح لإكتماله يلزم أرواحا ودماء تسيل لكن تضع نقطة ويبدأ سطر جديد مرحلة أخرى تستحق تصفيقا عالي الصوت من العالم كله
ولعلنا نتذكر كلمة "أوباما" حين نصح شباب أمريكا أن يتعلم من المصريين .. أما عن الفن فقد رصد ثورة يناير بالعديد من الأعمال سواء سينمائية أو تليفزيونية أو غنائية رصد اختلفت عليه الآراء..فالبعض يرى أنه لابد من الانتظار حتى تكتمل الصورة والبعض الآخر يرى مراقبة الحدث الوطنى المدوى ورصده بأشكال عدة بشكل سريع أمرا مهما لأن الفن هو الصوت المسموع للأحداث ..و أى كانت الآراء فالحصيلة أعمال منها ما هو مهم فعلا ومنها من استغل الموقف ووجد أن ينهى العمل بقيام ثورة يناير!! واعتبر نفسه قدم فيلما عن الثورة.. على أية حال هذا رصد لأعمال ثورة 25 يناير..
18 يوم
وهو الفيلم الأهم فى رأى البعض الذى قدم عن الثورة ..وتنبع أهميته من هذه الفكرة التى ضمت عشرة قصص واقعية من الميدان قدمت من خلال أفلام قصيرة اشترك فيها كبار النجوم مثل "يسرا،وأحمد حلمى،ومنى زكى،وهند صبرى،وعمر واكد" وأخرجها مجموعة من أميز مخرجى الفترة الراهنة مثل "يسرى نصر الله،مروان حامد، ..."وغيرهما، وفيلم (18 يوم) عرض على هامش "مهرجان كان" وهناك أيضا فيلم (صرخة نملة) الذى تناول أحداث الثورة وعرض فى "كان"أيضا وإن كان لم ينل حظه من النجاح فى العرض الجماهيرى ،وثالث هذه الأفلام كان للكوميدى "محمد سعد" (بوم بوم تك) الذى فشل صناعه بكل المعايير أن يوظفوا موهبة "سعد" أو الأحداث الهائلة فى يناير بشكل جيد وخرج للنور عملا مشوها لم يطل بلح الشام أو عنب اليمن..وعلى الصعيد التليفزيونى كانت هناك أكثر من تجربة لعل أهمها كان مسلسل (المواطن إكس) لكن فى رأى البعض أن الدراما التليفزيونية مازالت بعيدة عن خضم الأحداث ومازالت تدور فى فلك أعمال النجوم الكبار المفصلة على مقاساتهم ..ولم يحن بعد أوان عملا ضخما يرصده قلم موهوب عن ثورة يناير..ونذكر بكل الخير الراحل "أسامة أنور عكاشة"
أنا بحبك يا بلادى
هذا الشطر الغنائى من أغنية "عزيز الشافعى" الذى غناها مع المطرب "رامى جمال" خرج من القلب ليصل كل القلوب ويبقى فيها حتى اللحظة..فقد اكتشفنا أننا نحب هذه الجميلة جدا ولا نرضى عنها بديلا وغير ( يا بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى) قدمت العديد من الأصوات الغنائية المهمة أغانى لثورة يناير ..ويأتى فى مقدمتهم "محمد منير" الذى قدم أغنية (إزاى) وأكد على أنها أغنية سجلها منذ سنوات وارتعبوا أن يذيعوها أيام النظام السابق ليأتى وقتها وتكون إحدى أجمل أغانى ثورة يناير ،وأيضا المطرب الكبير "هانى شاكر" قدم أغنية (أيد واحدة) و"على الحجار" قدم ألبوما اسمه (اصحى يا ناير) ونجمة الغناء "أنغام" أيضا قدمت أغنية (يناير) و"إيهاب توفيق" لم يتخلف عن الركب وقدم أغنية ( ابن مصر) وكانت الثورة سببا لعودة المطربة "عايدة الأيوبى" بعد فترة اعتزال طويلة بأغنيتها (بحبك يا بلدى) ،ويحتفى الصوت القوى "أمال ماهر" بأغنية (يا مصر)وأيضا "عمرو دياب"ظهر بأغنية (إللى ضحى) و"تامر حسنى" غنى للثورة (قوم نحكى) ..و لابد أن نشيد بتجربة الفنان "أحمد مكى" الغنائية التى لاقت استحسان الكثيرين التى يقول مطلعها (كرامة المصرى تسوى عنده كتير ..نفسه يرجع كرامته والفساد يطير)..
وبعد..هذه أعمال فنية ضمت بين دفتيها دراما سواء مجسدة أو مغناة خطها الرئيسى ثورة يناير التى مضى عليها عامان ومازلنا على الدرب سائرين مهما كانت العراقيل {
منــال عثمان الفن لحطة
لاشك أن الفنان الكبير المخرج "جلال الشرقاوى" أحد أعمدة المسرح فى العصر الحديث، فأعماله دائما فى مكنونها وجهة نظره والفن كما نعرف ما هو إلا وجهة نظر.. لكن وجهات نظره والحق يقال دفع ثمنها غاليا خصوصا فى السنوات العشر الأخيرة فلا أحد ينسى مسرحيته الرائعة (انقلاب) التى قدمها مع "نيللى وإيمان البحر درويش" وكانت أول مسرحية تقريبا فى متنها مشاهد سينمائية من النوع الذى يطلق عليه المسرح الأسود ..وكانت عرضا مبهرا للغاية،ولأنها تحمل وجهة نظر وضعوا عليها علامة "x" وأغلقوها بالضبة والمفتاح وبعدها مسرحيات (عطية الإرهابية) (ع الرصيف) ..وكلها مسرحيات حملت وجهات نظر الشرقاوى وحملت له أيضا المتاعب وكاد يفقد مسرحه بسبب مواقفه هكذا يؤكد راصدى الحركة المسرحية خصوصا حركة مسرح الشرقاوى ،وقد شاهدته مع "حمدى رزق" فى برنامجه (نظرة) يتكلم من قلبه عن عمله المسرحى الجديد (الكوتش) والذى يتناول بشكل أو بآخر الفترة الراهنة وصعوبتها،وأكد على أنه لا يخاف من أية مساءلة أو استدعاء للنقاش حول العمل ولا يخشى أن يكون مصيره أيضا ضبة ومفتاح .. فهذه أيام لم يعد لملامحها وجود خصوصا وأنه فى مقابلة الرئيس مع الفنانين استشعر أن الأمر مختلف .. لقد كان الشرقاوى علامة بارزة دائما فى المسرح المصرى وسيذكره التاريخ بكل خير..فيكفى أن فى هذه الأيام العصيبة جدا نجد أن كل أنوار المسارح مطفأة إلا مسرحه وهذا حال الشرقاوى دائما فبعد نكسة 67 دخل الكل فى دوائر اكتئاب رهيبة فشعر أن هذا وقته فأضحك المصريين بمسرحياته "قصة الحى الغربى، ومدرسة المشاغبين...." وغيرهما.. فتحية للفنان الكبير جلال الشرقاوى
ساحة النقاش