قصة مكان
التحرير ميدان الثوار
كتبت اسماء صقر
هتافات الحرية انطلقت من بين ربوعه ... هزت عروش الظلم ، وأعلنت ميلاد عصرا جديدا إنه ميدان التحرير الذي يقع في قلب العاصمة، و بعد ثورة 25 يناير أصبح هو قلب مصر النابض تروى ثراه عن أعظم قصص الحب المعاصرة ... قصة حب الملايين للحبيبة الكبرى مصر ... فما هي قصة هذا المكان؟ >>
ميدان التحرير هو أكبر ميادين مدينة القاهرة يبلغ من العمر حالياً حوالي 150 عاماً .... في البداية كان اسمه ميدان "الإسماعيلية" نسبة إلى "الخديو إسماعيل" الذي حكم مصر في الفترة من 1863-1879 ، ثم تحول اسمه إلى ميدان التحرير نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسمياً بعد ثورة 23يوليو 1952....
أما تاريخ الإنشاء فيرجع إلى عصر الخديو إسماعيل الذي كان مغرماً بالعاصمة الفرنسية باريس ، وأراد تخطيط القاهرة على غرار باريس ، وإنشاء ميدان يشبه ميدان الشانزلزيه معالمه
يوجد بالميدان العديد من الأماكن الشهيرة مثل المتحف المصري ، ومجمع المصالح المعروف بمجمع التحرير ، والذي قام بتصميمه د.م "محمد كمال إسماعيل" ... وهناك أيضاً مقر جامعة الدول العربية ، والقصر القديم لوزارة الخارجية المصرية ... ومسجد عمر مكرم ...وكنيسة قصر الدوبارة ..
ويوجد بالميدان إحدى أكبر محطات مترو الأنفاق ، وهي محطة السادات ، والتي تضم الخط الأول ،والثاني للمترو ...
أحداث تاريخية
شهد الميدان العديد من الأحداث التاريخية التي ارتبطت بالاستعمار.. والظلم ..ورغبة الشعب في التحرير.. والقضاء على كل أشكال القهر..والعدوان كانت البداية مع الاحتلال البريطاني ..فقد شهد الميدان دخول الإنجليز إلى القاهرة في سبتمبر 1882 م..ووصل الجيش الإنجليزي للقاهرة ، وسار موكب الخديو توفيق الذي جاء من الإسكندرية إلى القاهرة ليشق الموكب طريقه في حراسة الجنود الإنجليز حتى وصل إلى ميدان الإسماعيلية ، ويستقر في سراي الإسماعيلية ، ويتخذ الإنجليز من ثكنات الجيش المصري المطلة على الميدان مقراً لجنود الاحتلال
وكما شهد الميدان بداية الاحتلال فقد شهد أيضاً المواجهات العنيفة بين المتظاهرين المطالبين بالحرية ، والاستقلال في ثورة 1919 ....
وشهد الميدان مظاهرات 1935 الشهيرة ضد الاحتلال البريطاني ...
وأكبر حشد شهده الميدان قبل ثورة 1952 كانت تلك المظاهرات التي خرجت يوم 14 نوفمبر 1951 في أعقاب إلغاء معاهدة 1936 بين مصر ، وبريطانيا .. .
وبعد ثورة 52 شهد الميدان - مهرجان التحرير- احتفالاً بالثورة في يناير 1953 حيث أقام اللواء "محمد نجيب" هيئة تسمى هيئة التحرير لينضم إليها المصريون بدلاً من الأحزاب السياسية ، وأقيم مهرجان التحرير بمناسبة مرور 6 أشهر على قيام الثورة ، وقبل انطلاق المهرجان في يناير 1953 قامت وزارة الإرشاد بتغير اسم الميدان من ميدان الإسماعيلية إلى ميدان التحرير، وهو الاسم الذي ظل محتفظاً به حتى الآن ...
وفي عام 1977 شهد الميدان أحداث 18، 19 يناير حيث خرجت الحشود في مظاهرات ضد الغلاء ...
وأخيراً وليس آخراً كان الميدان هو مكان انطلاق ثورة 25 يناير 2011 م التي نادت بإسقاط نظام فاسد قائم على القهر ... كان المكان الذي أراد منه الشعب الحياة ، فاستجاب له القدر ، وانقلبت الموازين في لحظة .... واستمر الميدان هو الرمز الدائم للصوت الحر الذي لا يقهر والذي ينادي بحرية الشعوب ، وصمودها .
موقع تصوير
وكما كان ميدان التحرير هو مكان انطلاق العديد من الثورات التي نادت بالحرية ، فقد ألهم العديد من المبدعين فاتخذوه موقعاً لتصوير أعمال مهمة خصوصا بعد ثورة 25 يناير حيث ظهرت العديد من الأعمال التي رصدت الثورة ، لكن قبل الثورة أيضاً كان التحرير هو البطل في فيلم " الإرهاب والكباب " الذي لعب بطولته "عادل أمام" ، ودارت أحداثه بمجمع التحرير حيث يتوجه "أحمد" لنقل طفليه من مدرسة إلى مدرسة أخرى ، ويصطدم هناك بعقبات الروتين وتتطور الأحداث ليجد نفسه حاملاً سلاحاً ويشهره في وجه المواطنين الذي يتحولون إلى رهائن لديه ، لكن سرعان ما يتحد الجميع ضد الشرطة ، ويخرج البطل وسط الجماهير دون أن تتمكن الشرطة من القبض عليه وكأن الفن قد بشر بالصدام بين الشرطة والجماهير في الميدان ...لكن هذا الصدام قد تم رصده واضحاً في الأعمال التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير ورصدتها ...
ومنها فيلم " ميدان التحرير " لمحمد كريم ، ويحكي قصة شاب استشهد برصاص القناصة ، وهو فيلم روائي قصير ، وأحداثه مستوحاة من قصة حقيقية لمقتل شاب من ثوار يناير في الميدان على يد القناصة ...وهناك فيلم" 18 يوما" والذي شارك في إخراجه 10 مخرجين مصريين ، وهو عبارة عن 10 أفلام روائية قصيرة تدور أحداث كل واحد منها حول جانب من جوانب الثورة ، فمنهم من يتناول البلطجية ، وآخر يعكس ما حدث في الميدان
فيلم " بعد الطوفان " تدور أحداثه بعد إعلان تنحي مبارك مباشرة ، وهو من تأليف وإخراج حازم الحديدي ... أما فيلم يسري نصر الله " بعد الموقعة " فتدور أحداثه حول موقعة الجمل ، وهي من أهم الأحداث التي شهدها ميدان التحرير ...
وهكذا سيظل لميدان التحرير مكانه الخاص جداً في قلب ووجدان كل المصريين لما شهده من أحداث ، وما يمثله من قوة الشعب ، وصموده ..{
ساحة النقاش