الرضا واليقين
كتبت نجلاء ابو زيد
امرأة عجوز تقف لتبيع الجبن بجوار محطة المترو لا تفارقها الابتسامة.. أمر عليها دوما أنظر إلى وجهها وابتسامتها فأتعجب وأقول يا بختها ، ومؤخرا ومع كثرة الإحباطات التي أصابتنا جميعا بدأت أشعر وأنا أسير وسط الناس أننا نسير في جنازة لا أحد يبتسم فالكل إما صامتا أو متشاجرا مع الآخرين بسبب مواقفهم السياسية ، ووسط كل هذا مررت بها صدفة فوجدتها تبتسم لزبائنها وتدعو بالسلامة لمن يشترى ، هنا قررت ما ترددت في فعله لسنوات وسألتها ألا تخافين مما يحدث ؟ كيف تحافظين على ابتسامتك أنت عارفة بيحصل إيه في البلد ؟ فأجابتني بملامح كلها رضا وإيمان " ربنا موجود ولن يضيعنا " وبعد حديث انقطع لعدة مرات بسبب الزبائن عرفت أنها تعيش بقلب كله يقين بأن الله معها ، لذا لا تخشى البشر وأنها تعانى في رحلتها حتى تصل لكنها تفعل كل هذا برضا لأنها تؤمن أن عليها دورا وعندما تقوم به سيرزقها الله ، لقد حقق لها إيمانها ويقينها بالله هذه الحالة من الرضا التي ما أحوجنا لها ، فعلى كل منا أن يؤدى دوره ولا يتكاسل بدعوى الإحباط ، وليثق بأن الله لن يضيعنا ، أخرجتني هذه المرأة البسيطة من حالة الإحباط فقررت الحديث عنها ربما وصلت للجميع طاقتها الإيجابية ، فمصر ستظل بخير طالما فيها ملايين من هذه النوعية وسيكون الغد أفضل بإذن الله ويقيننا بأنه لن يضيعنا
ساحة النقاش