فلوس زوجتى ! «1»
كتبت: سكينه السادات
من فضائل الإسلام على المرأة المسلمة أن جعل لها ذمة مالية منفصلة عن زوجها ، بمعنى أنه لا يحق لزوجها أن يتصرف فى مالها دون إرادتها ولا يجب بالضرورة أن تضم مالها إلى ماله وبناء عليه فليس له أن يحاسبها أو يرغمها على أن تتصرف فى مالها حسب إرادته هو !
وهذا موضوع مشكلتنا اليوم !!
قارئى أحمد عبدالسلام .. شاب نابه من أسرة محترمة يعمل فى مجال الالكترونيات فى شركة انترنت كبيرة ويتقاضى راتباً كبيراً فهو نابه فى التعامل مع الانترنت وتوابعه ! وهو فى السادسة والثلاثين من عمره متزوج وله ثلاثة أبناء وزوجته جامعية محترمة وهى محور حكايتنا اليوم !!
قال أحمد .. أنا آسف فأنا رجل والمجلة لحواء لكن الأمر يخص حواء أيضا وهى زوجتى وسوف أحكى لك كل شىء منذ البداية !
فقد تخرجت فى كلية الهندسة قسم الالكترونيات بتفوق شديد وعملت بشركة انترنت كبيرة فى مصر ووصلت فيها إلى مناصب محترمة بفضل كفاحى وجهدى وصار مرتبى يفوق مرتب وكيل وزارة قديم فى الحكومة وقد كان والدى رحمة الله عليه قد وصل إلى رتبة وكيل وزارة قبل المعاش بقليل وكان راتبه يصل إلى نصف مرتبى الآن بعد إضافة الحوافز والأرباح !! وهكذا بدأت فى التفكير فى أمر الزواج على أن أكون نفسى قبل ذلك فلم يكن لدى شقة وكيف يتسنى لموظف مثل والدى أن يشترى شقة لابن من أبنائه الستة لكنه مشكور قام بتجهيز شقيقاتى اللائى يكبرننى فقد جاءت أمى بالثلاثة الكبار إناثا ثم بالثلاثة الصغار ذكوراً !
أختاى تزوجتا من شابين محترمين من أقربائنا وفى نفس المستوى الاجتماعى لنا وفعلا كان لهما كل ما أردنه فى حدود إمكانيات أبى المستور بفضل تدبير أمى دائما .
واستطرد أحمد .. بدأت بحجز شقة لطيفة قرأت عنها عدة إعلانات فى الصحف فى مدينة 6 أكتوبر وكانت شروط الدفع - بالنسبة لراتبى الكبير - ميسرة واخترت منظرا جميلاً (وتشطيب) على أعلى مستوى وبدأت أنظر حولى لأجد العروس المناسبة بعد أن كدت انتهى من دفع باقى الأقساط التى فوجئت خلال العام الأول بأنهم رفعوا قيمة المدفوعات بدعوى غلاء مواد البناء والخامات .
باختصار شديد طلبت من أمى أن تساعدنى فى البحث عن العروس لكن القدر كان أسرع إذ زارت شركتنا مجموعة من السائحين كانت تقودهم فتاة جميلة تجيد الإنجليزية إجادة تامة وكان ذلك قبل أربعة أعوام .
ولفتت نظرى المرشدة السياحية بسمرتها الجميلة ورشاقتها وشخصيتها القوية وهيمنتها على الضيوف الأجانب وكان من بين أهداف الزيارة تعريف الأجانب بأننا قطعنا شوطا كبيرا فى ميدان الالكترونيات وخلال تناول المشروبات فى الشركة تحدثت مع المرشدة السياحية فعلمت منها أنها تعمل فى الشركة منذ عام وأن سنها يصغرنى بخمسة أعوام وأنها ابنة لطبيب كبير وهى كبرى البنات الثلاثة لوالدها ووالدتها وهى تتقاضى راتبا محترما هو ليست مخطوبة ولكن لها تجربة خطوبة سابقة فشلت وفسخت منذ عام !
واستطرد أحمد ..
بصراحة .. أعجبتنى من الألف للياء وتبادلنا أرقام الهواتف وتحدثنا لمدة شهر كامل وسألت عنها فى محيط عملها ومسكنها فكان الرد أكثر من مشجع وطلبت موعدا مع والدها وذهبت أنا وأمى فقد كان والدى قد رحل عن دنيانا وكان الفرح باديا على أمى من حسن المستوى الاجتماعى للفتاة وأسرتها وطيبة والدها المسن ووالدتها المسنة أيضا وعلمت أنهما رزقا بالأولاد على كبر وكان التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى .
تزوجنا فى شقتنتا بمدينة أكتوبر وفرشتها زوجتى أجمل فرش وكان حفل زفافنا النهارى من الواحدة ظهرا حتى السادسة مساء مثار إعجاب كل الناس وكنت اعتبر نفسى أسعد إنسان فى الدنيا حتى كانت الثورة وهرب كل السياح وانقطعوا عن زيارة مصر فلم تجد شركات السياحة بدا من قطع رواتب العاملين بها خصوصا المرشدين السياحيين الذين أصبحوا بلا عمل ولا دخل .. فماذا حدث بعد ذلك، وكيف تعرضت لها فى الأمر..
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية !
ساحة النقاش