كتبت : منار السيد

 لم يقتصر دور المرأة المصرية على محاولة الدفاع عن الحقوق والحريات على المستوى المحلي والاقليمي فقط .. بل استطاعت المرأة أن تصل إلى الساحات الدولية للمناداة بالحرية لها ولبلدها ولم يكن هذا الأمر وليد اللحظة ولكنه حدث منذ " ثورة تحرير المرأة " فأخذت على عاتقها وأفنت حياتها من أجل الدفاع عن الحريات بين تلك الساحات الدولية .. موضوعنا يلقي الضوء على دورسفيرات مصر في هذا المجال في العصر الماضي وفي الحاضر وحتي جيل المستقبل ... 

لو بدأنا بالحديث عن نضال المرأة الدولي يجب أن نبدأ بالمناضلة "هدى شعراوي" وهي إحدى مناضلات جيلها التي أثرت بنضالها تاريخ المرأة المصرية وجعلت من مشوارها خطى تتبع من بعدها، فكانت تسعى دائما لإثارة قضية حرية وطنها ومناهضته ضد الاحتلال البريطاني على الساحات الدولية، حيث أعلنت هدى شعراوى عن إشهار أول اتحاد نسائي فى مصر حمل اسم "الاتحاد النسائى المصري" وذلك عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947، كما كانت عضوا مؤسسا فى " الاتحاد النسائى العربي" وصارت رئيسته عام 1935، وفى نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمى مما أتاح لها فرصة المشاركة فى عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما عام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926ومؤتمر برلين العام 1927 ومؤتمر استنبول عام 1935 .

ضد المستعمر

لم يقتصر الأمر على حضورها للمؤتمرات الدولية فقط حتى أنها في مصر كانت تعمل على إرسال برقيات احتجاج ضد المستعمر، وسعت - من جانب ثانٍ - إلى تحقيق عددٍ من الأهداف لخصتها هدى شعراوي ورائدات النهضة النسائية العربية في لبنان وسوريا وفلسطين في : إطلاق حرية التعليم للمرأة خصوصًا التعليم العالي و تشجيع النساء على دراسة الطب "النسائي" وفنون الإدارة والحساب وتقييد حق الرجل في الطلاق وإعطاء المرأة حق مقاضاة زوجها، إذا ما توافرت لديها أدلة سوء المعاملة من قبله، ورفع سن الزواج وحضانة الأطفال وإعطاء المرأة حق التصويت، والمشاركة في النشاط السياسي.

هذه المطالب التي عدت جزئية في ذلك الحين، حظيت بالقبول والتنفيذ في معظم الأقطار العربية، إلا في ما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية كالزواج والإرث، التي لا تزال حتى اليوم موضوع أخذٍ ورد.

أطفال تسونامي

لننتقل إلى حقبة زمنية آخرى مثلتها د. عصمت ميرغني - محامية بالنقض و الدستورية العليا.

وتسرد لنا أهم المحطات التي توقفت عندها في نشاطها الدولي والمحلي حيث تقول: من خلال اشغالي لبعض المناصب على الصعيد الدولي كنائبة رئيس مركز التحكيم العالمى و رئيسة مركز التحكيم الدولى افرو أسيوى AAIC منذ عام 2007، لاتحاد المحامين الدولي الأفروأسيوى منذ عام 1999، وكعضوة بجامعة الدول العربية ( بصفة مراقب ) اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان منذعام 2004، هذه المناصب كانت بمثابة نوافذ لي لطرح العديد من القضايا الخاصة بأحوال المرأة المصرية والقضايا العامة بكل ما يمس هموم الوطن والمواطن المصري،

حقوق المرأة

وسعيت كثيرا لمحاولات تعديل أوضاع المرأة المصرية والعربية من خلال عدة مؤتمرات لتقديم أوراق عمل ناجحة مثل ورقة العمل التي تقدمت بها في مؤتمر حقوق الانسان في نيبال 2000 حول ربط حقوق المرأة بحقوق الإنسان، المؤتمر العالمى الرابع للمرأة والذى أكد على أن حقوق المرأة هى جزء من حقوق الإنسان، ونسعى دائما من خلال المؤتمرات الخاصة بالمرأة لتحسين أوضاع النساء فى بلادنا ومحاولة تطبيق سياسات بديلة عادلة اجتماعياً تتيح للفقراء والمهمشين نصيباً فى الثروة والمشاركة، بل أن واجب الدولة أن تحفز وتساعد هذه الفئات الاجتماعية على التقدم وأن تراعي وتكفل حقوقهم وتدعم مؤسساتهم، وفى نفس الوقت فإن واجبنا كمنظمات غير حكومية ومجموعات نشطة أن نقوم بتوعية هذه الفئات كي يتمكنوا من الدفاع عن مصالحهم عبر تشكيل جمعيات وروابط تدافع عن حقوقهم وتمكنهم من المشاركة فى اتخاذ القرارات وادارة شئون حياتهم، أننا جميعاً مطالبون بالعمل مع هؤلاء من أجل وطن ننعم فيه بالعدل والحرية.

ولم أنس العامل المصري وهمومه وعزمت على تقديم ورقة عمل في مجلس الشعب الفرنسي بباريس في2011حول العلاقة الثلاثية بين العامل ورب العمل، بالإضافة إلى الدولة المتمثلة في الحكومة القائمة " للمطالبة بوضع التشريعات الحافطة لحقوق العامل المهدورة سواء من قبل رب العمل أو الحكومة وعدم التقليل من شأنه أو تجريحه.

هموم العرب

قمت أيضا بعمل مؤتمر من المؤتمرات الناجحة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية وبحضور شخصيات عربية حول انتهاكات حقوق الإنسان العربي فى بلاد المهجر بعد 11 سبتمير.

والظلم الواقع على شعبي فلسطين والعراق، بالإضافة إلى الظلم الواقع على بعض الدول العربية تحت الحصار الأمريكي الظالم مثل العراق وليبيا والسودان واليمن.

نوبل للسلام

وعقدت مؤتمراً ينادي بعدم شرعية الجدار العازل لانتهاكه حقوق الإنسان الفلسطيني وقامت بتظاهرة شعبية لا نتهاك حق العمل وحق التنقل والحق في التعليم واجتياح الأراضي المزروعة وأشجار الزيتون.

بطلة الحقوق

ومن جيل الشباب تنطلق داليا زيادة هي ناشطة مصرية في مجال حقوق الإنسان وكاتبة سياسية، وشاعرة، حصدت العديد من الجوائز والألقاب الدولية تقديراً على مجهوداتها في نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط من خلال أعمالها في السنوات العشر الأخيرة، فقد لقبتها مجلة التايم الشهيرة ببطلة الحقوق في العالم الإسلامي، وبعد سقوط النظام السابق كرمتها مؤسسة الدايلي نيوز كأحد أشجع الناشطين والمدونين على مستوى العالم، كما حصلت على جائزة أنا ليند كأفضل كاتبة في مجال الإعلام الجديد على مستوى دول أوروبا والبحر المتوسط، واختارتها سي ان ان كواحدة من ثمانية نساء فقط كنّ السبب الحقيقي وراء ثورات الربيع العربي، وحصلت على الجائزة الفخرية لرئيس جامعة تافتس الأمريكية تقديراً لها على مجهوداتها في نشر قيم المواطنة وخدمة المجتمع.

صورة المسلمين

وحدثتنا قائلة : من خلال عملي كناشطة حقوقية أتيحت لي الفرصة للدراسة بالخارج وحصلت على درجة الماجستير في السياسة والعلاقات الدولية من فليتشر سكوول للدبلوماسية والقانون بالولايات المتحدة الأمريكية، وأعمل حاليا للحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة السياسية للعامة، واستطعت من خلال عملي كمدير إقليمي لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي وهي منظمة دولية تهتم بتحسين صورة المسلمين في العالم، وحاولت أن أبذل جهدي لتطوير المجتمعات الإسلامية وتوعية شعوب الشرق الأوسط بالحقوق المدنية والحريات العامة وحقوق الإنسان، ومن ثم تمت دعوتي لحضور المؤتمرات الدولية التي ساعدتني للوصول للكونجرس والبيت الأبيض وكان عمري وقتها لايتعدي ال25 عاما

الكونجرس

كما أنني قدمت العديد من المحاضرات حول قضايا المرأة ووضع الحقوق المدنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط في العديد من الفاعليات التي ترعاها أكبر المؤسسات الحكومية وغير الحكومية حول العالم، ومؤخرا تم اختياري لالقاء "كلمة عن مصر" بالبرلمان الايطالي بحضور أعضائه وقد شرفت بلقاء زعماء عالميين ممن أثنوا على عملي منهم على سبيل المثال لا الحصر: فاليري جاريت كبيرة مستشارين البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس أوباما، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، وبيل كلينتون الرئيس السابق لأمريكا، والسيدة باشليت الرئيس السابق لتشيلي.، والأمير البرت الثاني أمير موناكو.  كما قامت الصحفية الأمريكية الشهيرة روبين رايت بإصدار كتاب سياسي عن الشرق الأوسط هذا العام، وتم اختياري  لاكون  الشخصية الرئيسية في الكتاب.

 

 

 

 


 

المصدر: مجلة حواء- منار السيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,456,815

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز