كتبت : سمر عيد

 في كل عام يطل علينا الربيع بأحلام جديدة ،وكل منا يتمنى لو كان ربيع مصر ربيعا حقيقيا نتنسم فيه عبق الحرية ونمتع أنظارنا بوحدة الصف وبإصلاح ما أفسد على مدار 30عاما من الحكم الدكتاتوري،ولكن مع الأسف أتى ربيع مصر تصحبه رياح وعواصف انقسام الصف والوحدة الوطنية وتعصف به أجواء رعدية من إسالة الدماء في الشوارع والاحتجاجات في كل مكان،فبماذا كان يحلم المصريون؟!!

هذا ما حاولنا الإجابة عليه في التحقيق التالي 

التقينا بمنى محمود طالبة بكلية الآداب قسم فلسفة والتي حدثتنا قائلة: كنت أحلم أن يكون ربيع مصر والربيع العربي بشكل عام جيد وأن يذوق المصريون حلاوة الحرية وأن يرتفع دخل الفرد المصري للحد الذي يضمن له حياة كريمة ، وألا يستأثر فصيل بعينه بالسلطة وتضيف مها مسعد طالبة بمعهد سياحة وفنادق:كنت أحلم أن تقوي الدولة السياحة وأن تدعم مواردها لأن السياحة تشكل دخلا كبيرا لمصر ، وفي ظل المظاهرات والاعتصامات من غير الممكن تحقيق مكاسب حقيقية من السياحة لأن السياح بطبيعتهم يبتعدون عن المناطق التي يوجد بها قلق وتوتر واعتصامات

التسامح

ويرى مايكل جورج طالب بمعهد الحاسب الآلي أن المسلمين و المسيحيين قد وقفوا يدا بيد لصنع الثورة المصرية ولكن تم تجاهل المسيحيين بعد الثورة ويقول:لا أدري لماذا تم تهميش أقباط مصر بعد الثورة وكأنهم ليسوا جزءا من الشعب المصري،كنت أحلم بربيع مصري تسود فيه روح الأخوة والتسامح بين المسلمين والأقباط

وتؤكد الكاتبة الكبيرة فوزية مهران على أن مصر تختطف حضارتها وليس حكمها فحسب وتقول:كنت أحلم بربيع مصري يحقق لنا الحرية المنشودة ولكن مع الأسف تم اختطاف كل ما فعلناه في الثورة وكل ما حققناه من مكاسب سابقة وخصوصا فيما يتعلق بنضال المرأة ، لقد عاش جيلنا زمنا طويلا يكافح ويناضل من كتاب وفنانين ومثقفين من أجل الحصول على حقوق المرأة وفجأة نجد أن كل ما حققناه يتبخر ونعود إلى نقطة الصفر، ولقد كنا نزود أنفسنا بالعلم ونسلحها بالصبر من أجل التقدم والنهضة .. الآن حتى التعليم مهدد بأن يعود إلى العصور الأولى ، نحن نعود إلى أيام الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل ويتم القضاء على جذور الإسلام السمح الرحب فلقد كان الأزهر منارة لتعليم الدين الإسلامي في أرجاء العالم أما الآن نعود إلى الوراء

الربيع لا يأتي بالصندوق وحده وترى الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع - أن الربيع المصري لا يأتي بالانتخابات الحرة والصندوق فقط وتقول:أنا لا أحب تعبير الربيع العربي لأن سوريا تدمر بسبب الطائفية بين العلويين والسنة ، ومصر وتونس قفزت فيهما القوى الرجعية في البلدين ، فدعونا نتفق أنه ليس ربيع عربيا على وجه الإطلاق ، ولعلنا ندرك أن هذه الفرق هي من تدعونا إلى العودة إلى الخلف لا إلى الأمام وهم لا يعرفون كلمة السر ومفتاح الشعوب ،ولكن أكثر ما يجعلني متفائلة أن الشعوب قد وعت واستيقظت من سباتها وأدركت أنه لا يمكن جرها كالقطيع ، والذين يعتقدون أن الحرية تتحقق فقط من خلال الصندوق والانتخابات النزيهة هذا خطأ كبير لأنه من غير الممكن أن يلعب الفأر والأسد مع بعضهما البعض ، ويقول كارل ماركس: (يذهب المظاليم كل عدة سنوات ليختاروا من بين من يظلمونهم من يظلمهم أكثر)،ومن غير الممكن أن تتحقق الديمقراطية بالصندوق فقط إما من ناخبين ليس لديهم نضج سياسي كافٍ وتغرهم المصالح الاقتصادية عن مصلحة البلاد حتى المعارضة لديهما برامج لهدم السلطة الحالية ولكن مع الأسف ليس لديهما برامج للبناء أعني بناء هذا الوطن ، دعونا ننشد ربيعا حقيقيا ونشتري بلادنا ونحميها من كل الطامعين فيها ، فمصر أقوى من أية حركة وأقوى من أي غزو، والتاريخ يؤكد لنا ذلك فكم مرة احتلت مصر ولكن المحتل كان يعود إلى دياره وهو يجر أذيال الهزيمة أمام إرادة شعبها ، وكما يقولون الثورات موجات ونحن في الموجة الثانية ولننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة.

خراب عربي

وتقول الناشطة السياسية ومرشحة رئاسة الجمهورية السابقة أشجان البخاري:هذا خراب عربي وليس ربيعا عربيا فلقد شاركت في ثورة 25 يناير وكانت دموعي تسيل لأنني لم أكن أصدق أن سقف مطالب المتظاهرين سوف يعلو إلى الحد الذي يطالبون فيه بإقصاء رئيس الجمهورية فلقد كانت الاحتجاجات في البداية ضد جهاز الشرطة والداخلية وضد حبيب العادلي ثم ارتفع سقف المطالب إلى إقالة حسني مبارك ، لقد كنا جميعا نبكي لأن صوتنا قد خرج وأصبح عاليا بعد كبت دام 30 عاما وكنا نحلم بربيع مصري ديمقراطي ولكن للأسف !!!

ربيع إعلامي

وتؤكد النائبة السابقة في مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة سهام الجمل:أن الناس لن يشهدوا هذا الربيع المنشود إلا لو تم استقرار سياسي في البلد عن طريق تحاور كل القوى الوطنية وعن طريق قيام كل مؤسسات الدولة بدورها وأن تتخذ المعارضة شكلا حضاريا أكثر في التعبير عن رأيها ، وتقول : أطلب من كل الشعب أن يقفوا أمام البلطجية وفلول النظام السابق الذين يريدون خراب البلد عن طريق إظهار مصر بصورة سيئة في الإعلام ، وأنا أحلم بربيع إعلامي مختلف في مصر تشهد فيه الساحة الإعلامية الحيادية والموضوعية وعدم تحقيق مكاسب على حساب تدمير البلد ونشر الأكاذيب والفوضى في أرجاء البلاد ، أتمنى أن أرى إعلاما نزيها حياديا لا يتجه للهدم بقدر ما يتجه للبناء ، وبالتأكيد إذا تحسنت أوضاع البلد ككل سوف تتحسن أحوال المرأة المصرية التي تشكو الآن من الإهانة والاغتصاب والتحرش ، فكلما ساد الاستقرار استطاع الناس الحصول على حقوقهم أفضل ولكن كلما زادت الفوضى كلما خسر الناس كل شيء أمنهم وسلامتهم واقتصادهم،ونحن سوف نبني البلاد بسواعد الشباب فهم من سيبنون مصر ويحققون الحلم ، حلمهم بربيع دائم ومستقبل زاهر. 

المصدر: مجلة حواء-سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,755,601

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز