مدرسو الجماعة الإرهابية

محمد الحمامصي

بدأ الترم الثاني من العام الدراسي بعد ما يقرب من شهرين قضاهما الأطفال والشباب ما بين التجول في الشوارع ومقاهي الانترنت ومقاعد أجهزة التليفزيون والكمبيوتر في البيوت، فيما الآباء والأمهات غير قادرين على السيطرة على الأبناء الذين اعتبروا أنفسهم في أجازة مفتوحة، متمنين أن يتم إلغاء الترم الثاني وإعلان نتيجة الترم الأول نتيجة آخر العام. لكن ما باليد حيلة لابد أن يستكمل الأبناء عامهم الدراسي.

الترم الثاني يأتي وسط قلاقل واضطرابات في الشارع المصري نتيجة تصعيد جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها من المتطرفين والإرهابيين لأعمالهم التخريبية والإجرامية، وتزايد انتشار الانفلونزا سواء خنازير أو طيور، واتساع دائرة اضرابات الأطباء وتراجع وتدهور الخدمات في المستشفيات، وتراخي الكثير من المسئولين عن مواجهة الفوضى التي يفرضها البلطجية والباعة الجائلين في الشارع، كل هذا يجعل الأسرة المصرية في حالة قلق وتوتر دائمين خشية أن يلحق بأبنائهم مكروها، لكن الأخطر من ذلك كله هو أن نسبة كوادر وعناصر الجماعة الإخوانية الارهابية في حقل التدريس في مراحله المختلفة كبير، وهم يتلاعبون بعقول الأطفال والطلاب حيث يقومون بعمليات منظمة وممنهجة لغسل العقول باسم الدين، وللأسف يخبر الأبناء آباءهم وأمهاتهم بما يقال فلا يستطيعون فعل شيء سوى محاولة كشف تطرف وتشدد وإرهاب هؤلاء، لا يستطيعون الإبلاغ عن هؤلاء المدرسين المنتمين للجماعات الإجرامية والمتطرفة خشية أن يلحق بأبنائهم أذى مادي أو معنوي، خاصة أن وزارة التربية والتعليم مهما فعل وزيرها لن يستطيع مراقبة جميع المدارس ويفرز إداراتها ومدرسيها ويعزل هؤلاء المدرسون المجرمون أو يحد من جرائمهم في حق التعليم وحق هؤلاء الأبناء.

إن أخطر ما يواجه التعليم في مصر هو هؤلاء المجرمون الذين لا يزالون بوقاحة وإصرار كبير يلعنون انتماءهم للجماعة الإرهابية ويواصلون تخريب عقول الأطفال والطلاب ومعاقبتهم ومعاقبة أولياء أمورهم في حال الاعتراض أو تقديم الشكاوي، وللأسف كثير من أولياء الأمور يرضخون تحت ضغط الظروف والأوضاع التي تتثاقل عليهم يوما بعد الآخر، ويضطرون في مواضع كثيرة أن يمرروا جرائم هؤلاء المجرمين المتطرفين ضد عقول أطفالهم، على أمل أن تنصلح الأمور أو يأتي من يخلصهم ويخلص أبناءهم.

إن على وزير التربية والتعليم أن يركز جهوده وجهود وزارته في تنظيف وتطهير وتحرير المدارس والطلاب وأولياء الأمور من هؤلاء المدرسين وأفكارهم الإجرامية والمتطرفة والمتواطئين معهم في الإدارات التعليمية، فكل ما يفعله من إصلاحات لن يحصد ثمارا من ورائها طالما بقي هؤلاء المتطرفون يلوثون عقول الأطفال والطلاب ويساومونهم على العلم والنجاح ويحرضونهم على كراهية الوطن ورموزه ويدفعونهم إلى اتخاذ العنف منهجا ووسيلة حياة.

 

 

المصدر: محمد الحمامصي _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 503 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,054,500

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز