وجهة نظر..
قليل من الصبر تحل مشاكلنا..!
كلما لاح بالأفق أمل في أن تغير الظروف من خصال وطباع المصريين نجد هذا الأمل يتوارى سريعا ويتلاشي وكأن شيئا لم يكن، ودائما ما تراودنا الأحلام في أن يصبح الشعب المصري صاحب الحضارة العظيمة علي قدر المسئولية ويتحمل تبعات الظروف المحيطة به ليثبت للعالم كله أنه صانع الحضارات ومعلم الشعوب علي مدار التاريخ، ولكن يصبح كل هذا أضغاث أحلام وأجد نفسي أغرق في الواقع المؤلم الذي يفرض نفسه علينا للأسف الشديد.
أقول قولي هذا من منطلق الضجة الكبيرة التي نعيشها الآن حول أزمة الكهرباء والصراخ والعويل الذي يحيط بنا من جانب أفراد الشعب المصري الذي بات علي شفا حفرة من النار وكأن نهاية العالم أصبحت وشيكة لأن الوطن يواجه أزمة بالطاقة والشعب المقدام لا يقوي علي تحملها"يا ولداه"، الكل يشتكي ولا نجد العقلاء الذين، يحكمون العقل والمنطق ويلتمسون العذر للإمكانيات المحدودة للطاقة المصرية، الإمكانيات الباقية كما هي بقدراتها وحجمها وفي ذات الوقت يزداد الطلب عليها والإهدار لها، ونسي الكثير منا الآيات القرآنية التي تحضنا علي التوفير وعدم الإسراف والتبذير، فقال المولي عز وجل: "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" ـ الإسراء ـ وقال في محكم آياته: "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" ـ الأنعام ـ هذه الآيات وغيرها تحضنا علي عدم الإسراف في كل شيء بالحياة، فنعم الله علينا كثيرة ومن الواجب علينا أن نصونها ونحافظ عليها، لكي يمن الله علينا باليمن والبركات والسعة في الحياة الدنيا والجنة ونعيمها في دار القرار.
ومن الغريب حقا ـ ووسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن ــ أن نجد الغالبية العظمي منا لا يقدرون تلك الظروف ولا يستطيعون تحملها والصبر عليها حتى نجتازها بسلامة وأمان، وكل هذا لن يكلفنا الكثير فكل ما نحتاجه الآن هو ترشيد الاستهلاك والحفاظ علي الإمكانيات المتاحة في كل شيء يملكه الوطن.
ولعل مشكلة الطاقة الكهربائية هي في مقدمة المشكلات الخطيرة التي نواجهها الآن ، والحل بإمكاننا وأبسط ما يكون لو أننا حكمنا ضمائرنا ووفرنا من الطاقة المهدرة داخل البيوت وفي الأماكن العامة وفي المصالح الحكومية وفي المتاجر والمحلات المختلفة، الحل يحتاج أولا إلي ضمائر حية تخاف الله وتجاهد من أجل إرضائه عز وجل باتباع تعاليم إسلامنا الحنيف، ثم يأتي دور الدولة في إصدار حزمة إجراءات من شأنها الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية، وفي مقدمة هذه الإجراءات استخدام الطاقة الشمسية بديل الطاقة الكهربائية في المصالح العامة والوزارات وفي إضاءة الشوارع، كذلك إرغام المصانع والشركات في استخدام هذه الطاقة، أما بالنسبة للمحلات التجارية التي تبالغ في استخدام الكهرباء لابد من إصدار تشريع يجرم ذلك ويحد من الاستخدام السيئ للكهرباء، ويجب أن يواكب ذلك تشديد عقوبة سارقي التيار الكهربائي للحد من هذه الظاهرة والتي باتت منتشرة في شوارع مصر.
ويبقي الحل الأمثل والذي يسير بالتوازي مع كل هذه الإجراءات وهو قطع التيار الكهربائي في ساعات محددة لا تسبب ضررا للمواطنين، مع إعلامهم بهذه الأوقات ولتكن من منتصف الليل وحتي الساعات الأولي من الفجر، فهذا التوقيت لن يؤثر بالسلب علي المواطن وسوف يحقق الهدف المطلوب..!
ساحة النقاش