بعد فتواه الشهيرة والعجيبة بوجوب التخلص قدر الإمكان من علامة "شيفورليه" باعتبارها تشبه الصليب، خرج علينا الشيخ الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بفتوى أعجب وأضل سبيلا عبر موقع "أنا السلفي" يجيز فيها-  نقلا عن فتوى للعز بن عبد السلام -  للزوج أن يترك زوجته للمغتصبين إذا علم أنه سيتم قتله إذا دافع عنها، باعتبار أن حفظ النفس مقدم على حفظ العرض!

فتوى الأخ برهامي هذه والتي تؤكد بوضوح أنه لا يعرف الفرق بين الفتوى و"الفتة "  أثارت غضب العلماء كونها فتوى شاذة ومخالفة للقرآن والسنة، وتساعد على نشر البلادة والاستهانة وانعدام النخوة، ودفعتهم إلى المطالبة بإغلاق موقع "أنا السلفي" وإصدار قانون يقصر الفتوى على الأزهر دون غيره

ولأنني لست متبحرا لا في علوم الشرعية ولا في فقه الفتوى فقد وجدت الفرصة مناسبة للعودة إلى أمهات الكتب الدينية التي تناولت هذا الموضوع باستفاضة وللحق لم أجد  لفتوى"الحاج برهامي" أصلا، بل على العكس تماما جاءت كل الآراء لتؤكد أنها مناقضة للقرآن والسنة النبوية المطهرة، فالقرآن الكريم جعل لأهل الإيمان عزة، فقال سبحانه وتعالى "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"، والرسول صلى الله عليه وسلم جعل  للمؤمن حمية وكرامة وغيرة فقال: "إن الله يغار وإن رسوله يغار وإن المؤمن يغار"، كما أن التشريع الإسلامي أوجب على الإنسان الحفاظ على العرض سواء عرض نفسه أو غيره، ولو أدت هذه المحافظة إلى استشهاده إعمالا لقول النبي صلوات الله وسلامه عليه "من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد".
الخوف كل الخوف أن يصدق البعض خزعبلات برهامي فيفعل مثلما فعل شخص  اسمه "عنتر"، قيل إنه ساب مراته للمغتصبين خوفا على حياته وراح نام بس لما صحي الصبح لقى نفسه بقى "قرني"! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

استوقفني كثيرا ما حدث لسما المصري على مدار الأيام الماضية، لا شماتة فيها بالطبع، ولا تعاطفا معها بالتأكيد، فقد سبق وأن هاجمت بضراوة وعبر هذه الزاوية كل ما تقدمه على قناتها الملاكي مما تسميه هي فنا ونقدا، وأراه أنا ابتذالا وقبحا و"أباحة"! لكن المثير للدهشة هذا التحرك الفوري والسريع من المصنفات الفنية لاقتحام مكتبها ومصادرة الأجهزة التي تستخدمها في بث هذا الهطل الذي تقدمه بعد ساعات فقط من هجومها على المستشار مرتضى منصور وسبه بأقذع الألفاظ، وتوعده إياها بتوصيلها إلى باب السجن بيده وشراء الجلابية البيضاء لها!

الغريب أن كل من في بر مصر كان يسمع بأذنيه ويشاهد بأم عينيه بذاءات سما المصري وتطاولها على شخصيات كثيرة منذ تولي الإخوان مقاليد الحكم في أيام سوداء الله لا يعيدها وحتى الآن ولم يتحرك أحد لوقف هذا الإسفاف! حتى عندما ظهرت في أحد البرامج التلفزيونية وقالت بوضوح: "مصر أنجبت نجيب محفوظ في الأدب وسما المصري في قلة الأدب" لم تهتز شعرة في رأس واحد من أعضاء نقابة المهن الموسيقية التي يترأسها الأخ مصطفى كامل بتاع "تسلم الأيادي" بينما سارعت النقابة نفسها بعد واقعة المستشار مرتضى إلى إصدار قرار وبإجماع الآراء بإلغاء تصريح الست سما ومنعها من ممارسة مهنة الغناء باعتبار أن ما تقدمه لا يعد غناء وإنما إضرار بالذوق العام وتحريض على الفجور وخدش الحياء!

"طب خدت التصريح في الأول على أساس إيه والنبي؟"

الآن تأكدت تماما أن سما المصري سوف تدفع ثمن بذاءاتها وتطاولها غاليا بعد أن "وقعت الملوخية تحت المخرطة"، وتأكدت أيضا أن كثيرين في مصر المحروسة يتحركون لإنجاز مهام عملهم الموكولة إليهم لا من أجل إرضاء ضمائرهم ولا من أجل الصالح العام وإنما لأن على راسهم ولامؤاخذة بطحة!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لا يكاد يمر يوم واحد منذ قرار منع عرض فيلم "حلاوة روح" من غير أن يطلق منتجه الأخ محمد السبكي تغريدة على موقعه بتويتر يتهكم فيها على كل من وجه نقدا للفيلم أو يهاجم من خلالها كل من طالب بمنع عرضه!

 

والعبد لله يتفهم جيدا مشاعر وأحاسيس السبكي بعد أن خسر"الجلد والسقط"، ويتفهم أيضا الغرض من وراء هذه التغريدات، لكن الذي أضحكني إلى درجة البكاء فتلك التغريدة  العجيبة والمدهشة في آن واحد والتي قال فيها السبكي رضي الله عنه وبالحرف الواحد "تسعى شركة السبكي إلى تقديم الفن الراقي شكلا ومضمونا وتسعى إلى حفظ توازن الشباب وإصلاح أحوالهم والترويج للقيم الأخلاقية والدينية "! 

والحقيقة أنني استرجعت في عجالة بعض ما قدمه السبكي من أفلام خلال سنوات قليلة مضت وأدركت بطبيعة الحال ما يقصده الرجل "بالترويج للقيم الأخلاقية والدينية"، ففيلم "عبده موتة" على سبيل المثال كان يؤصل لمعارك السيوف والسنج في الحارات المصرية باعتبارها الوسيلة المثلى لتشجيع الشباب الناهض على الحرب والنضال ضد الأعداء! وإضافة أغنية "حط إيده ياه" كانت بغرض الدعوة إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق والقضاء على المحسوبية والواسطة باعتبار أن "البوسة لا يمكن أن تؤخذ بالكوسة حتى ولو كان الواد مز يا امه"!

ربما أراد السبكي بتغريدته هذه أن يسوق نفسه كرائد من رواد الفكر والتنوير وأحد الإصلاحيين الاجتماعيين الكبار، ولهذا أتصور في القريب العاجل أن يربي دقنه ويقدم برنامج "خواطر الشيخ السبكي " أو برنامج "المسلمون يتساءلون"!

 

 

المصدر: عادل عزب _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 508 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,779,462

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز