اغفروا لهم
نعم اغفروا لهم.. للرئيس مبارك وأولاده ولوزير الداخلية حبيب العادلى وقادة الشرطة، كفاية.. ذهقنا من محاكمة القرن التى قرب القرن على الانتهاء وهى لم تنته، ونحن نرى خلف القضبان الرئيس مبارك وأبناءه وقادة الشرطة، فأعتقد أن حسانتهم أكثر من سيئاتهم، والحسنات تذهبن السيئات، خلال فترة حكم مبارك التى استمرت أكثر من ثلاثين عاما لم نر فيها ما شاهدناه فى فترة حكم مرسى التى لم تستمر عاماً، وكان كلها إرهاب واغتيالات وسحل ودم وإلى الآن نعانى من نحسه ويدفع ضباط الشرطة والجيش كل يوم من حياتهم ودمائهم على يد الإرهاب الأسود والتكفيرين.. الكل يعرف أن ثورة 25 يناير كانت مطالب شعبية تحولت إلى ثورة بسبب صعود الإخوان وركوبهم المظاهرات ودخولهم ميدان التحرير.. منذ أكثر من سنة كتبت مقالة تحت عنوان "دافع عن نفسك يا مبارك" وطلبت منه أن يخلع النظارة السوداء ويدافع عن تاريخه وخدمته للوطن خلال فترة عمله فى القوات الجوية عندما كان قائدا لها فى حرب 73، للأسف نقطة ضعف مبارك حبه لزوجته وأولاده، وتبنى مشروع التوريث الذى لم ير النور بسبب رفض الشعب المصرى له، حتى سوزان مبارك عملت أنشطة كثيرة وخدمات جليلة للمرأة والطفل كلنا نعرفها.. وليس هذا مجالاً للتحدث عنها، ولكن لابد أن نعترف أن مبارك تنحى وترك حكم 30 عاما دون دم أو حريق أو قتل أو انتقام.. اغفروا له لم يفعل ما فعله الإخوان من حقدهم الأسود على مصر واشتعال الحرائق وقتل الضباط وقطع خطوط الغاز والتفجيرات التى نسمع عنها كل يوم، ومجازر قتل الجنود فى رمضان, مبارك لم يرتد النقاب كالنساء، أو هرب مثل زين العابدين، ولم يطلب اللجوء السياسى، ولكنه وقف يواجه الاتهامات التى وجهت له فى شجاعة وشموخ وعزة نفس.. اغفروا له ثلاثين عاماً عشنا فى هدوء وأمن وأمان، نخرج فى الشوراع حتى الفجر ونرجع بيوتنا بسلام.. اغفروا له كان يتراجع فى قرارته أمام الأغلبية ولا يصلب رأيه كما فعل مرسى فى مشكلة النائب العام والدستور المعيب والذى كان السبب فى قتل المواطنين وسحلهم أمام قصر الاتحادية وغيرها..
لم يغلق مبارك"جورنال" أو يضع قائمة بالاغتيال للإعلاميين الذين يختلفون معه، ولم يكن مؤذياً كما قال عنه الدكتور مصطفى الفقى.
اغفروا له حفاظاً على كرامة مصر ومنع أى تدخل أجنبى فيها وفى حياتنا, مبارك سدد ديون هدايا الأهرام، وأعتقد أنها كانت هدايا بالإكراه فرضت عليه، فلم يكن مبارك يحتاج ساعة ذهبية أو طبق فضة ولكن أصحاب الهدايا كان يقدمونها طمعا فى الاستمرار فى مناصبهم والجلوس على كراسيهم.. اغفروا لمبارك فلم نر فى عهده جريمة شهداء الأمن المركزى الذين ناموا على الأرض فى انتظار حكم الإعدام على ذنب لم يفعلوه وبكت عليهم عيون المصريين.. مبارك لم ينتقم عندما ترك الحكم وفعل مثل الإخوان الأشرار الذين عملوا مذبحة كرداسة وراح ضحيتها ضباط الشرطة المساكين ومثلوا بهم بكل قوة وعنف وجبروت نتيجة حقد دفين على الداخلية ورجالها، والله لو التتار لو نفذوا هذه الجريمة لم ينفذوها بهذه البشاعة التى أدمت القلوب.. والحمد لله أنهم أخذوا العقاب فى حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى.
الجميل الآن أن محاكمة القرن تعطى الفرصة لكل هؤلاء للدفاع عن أنفسهم ومنهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلى الذى قال عنه اللواء نبوى إسماعيل وزير الداخلية السابق رحمه الله فى حديثه معى أنه من أفضل وزراء الداخلية الذين عرفتهم مصر.. وكان دفاعه عن نفسه خير دليل على ذلك فقد عمل فى الداخلية 50 عاما، حقق فيها الاستقرار وحارب الإرهاب هو وقادة الداخلية المحبوسين معه خلف القضبان وكانت أسماؤهم ترعب كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.
حسنى مبارك رجل تعدى الثمانين ولا حيدينى ولا يريقنى، ولم أحصل فى عهده على أى ميزة أو ترقية مثل الآخرين من الإعلاميين والصحفيين المتلونين الذين استفادوا فى عهده ولم يكلفوا أنفسهم قول كلمة واحدة فى حقه، حسنى مبارك لا يوجد مصلحة بينى وبينه ولكن كلمة حق أقولها ورزقى على الله.. اغفروا لهم جميعا.
المصدر: فاتن الهوارى
نشرت فى 19 أغسطس 2014
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,816,223
الصور المختارة
مقالات مختارة
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش