<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 

 

لماذا غدى أطفالنا على هذا النحو من العنف بل العنف غير المبرر فى كثير من الأحيان، عنف لمجرد إثبات الذات ومحاولة لفت الأنظار كما كان يفسره علماء النفس فى أغلب الأحيان، لكن أطفال هذا الجيل أصبحوا فى غاية العنف لدرجة تصيب الأسر بالاندهاش  فما السر وراء هذا؟

 

 

لماذا الطفل أصبح يتسلل يوميا إلى"السايبرات"، أماكن اللعب الالكترونى،  وأصبحت ألعاب الحروب هى الاختيار الأول له    مثل ألعاب القنص، ولعبة شهيرة الآن اسمها"توم  برايدر"،  وصراع  الدبابات،  والأطفال هناك يمارسون هذه الألعاب بعشق مجنون،  فتجد ابن العاشرة يحدثك عن الحروب وسقوط الطائرات وتحطيم الدبابات، وانتفت داخله البراءة، براءة لهو الأطفال التى كانت تتمتع  بها الأجيال السابقة التى  كانت أقصى أمانيها أن ترى "فرافيرو" الشخصية الكرتونية التى كانت  شهيرة جدا زمان  ولها تأثيرها الطاغى.

 

حتى أننا نتذكر طفلا أراد أن يقلد"فرافيرو" وأراد أن يطير مثله، وكانت كارثة اهتز لها المجتمع"آنذاك"، هذا المجتمع الذى كانت  زهوره اليانعة تعيش فى أمان  وهدوء، ولا يناغش عقلها الصغير وخيالها الأخضر أي مما يهز الإحساس الجميل، لماذا تغير الطفل إلى هذا الحد الذى أقلق البعض واحتار فى تفسير الظاهرة  التى تفشت فى الجيل الجديد وهددت  قلعة السلوكيات التى يحاول أبويه بناءها داخله؟ هذه الظاهره منذ بداية الألفية الجديدة،  حتى من هو فى الرابعة عشر الآن لا يشبه من كان فى سنه فى أجيال سابقة، العنف هو سلاحه الأوحد فى كل تعاملاته وتحركاته، لا يأبه بالملحوظات التى تلقى على أذنيه ويعتبرها تدخلا فى أموره الشخصية، وهو لا يقبل، أصبح عبئاً على الأسرة بهذه السلوكيات التى يراها أغلب الآباء غير سوية وتنبئهم بمستقبل لا يشى بنجاح، فشخصية الولد بها الكثير من العيوب والمثالب  حفرها داخله كمبيوتر مملوء بألعاب عنف يعشقها، وأصبحت الألة الالكترونية التى غيرت وجه العالم هى  صاحبة اليد العليا فى البناء السلوكى للطفل، وما ساعد أن هناك اختفاءً تاماً لبرامج الأطفال على الشاشة لم يعد هناك من ينتبه إلى هذا الأمر.

 

 فماذا سيفعلون بهذه البرامج، خاصة وأن ليس هناك متخصصون فى برامج الأطفال الآن، غابت هذه الوجوه للأسف، ومن يفكر - كما قال أحدهم مسئول فى إحدى القنوات-  يجد أمامه جملة سابقة التجهيز، لا ينفع ما كان ينصاع له  ويحبه طفل الأمس، لا يمكن أن يقتنع به طفل اليوم، فتموت الفكرة فى مهدها، بالمقابل انتشرت القنوات الفضائية المخصصة للأطفال سواء عربية أو أجنبية،  وحقيقة الأمر أن بها ما يستهوى طفل اليوم، فحتى طريقة تقديم البرامج الشهيرة بها متعة رائعة مثل"توم وجيرى" وغيرها، ولو نظرت بدقة  ستجد أن ما يستهويهم هى المطاردة الدائمة فى هذا البرنامج الشهير.

بكار

 

  والحقيقة نحن منهم نجد أن لا ضرر أن نقترب من طفل اليوم ببرنامج تليفزيونى يشرف عليه أحد المتخصصين  فى هذا المجال،  نجذبه بعيدا عن الـ"اسبيدر مان"، والألعاب المدمرة، فحتى وقت قريب كان الطفل يعشق  بكار مثلا، وعاش معه سنوات مع مخرجته الراحلة التى كانت قديرة بالفعل فى هذا المجال، دكتورة منى أبو النصر.. إننا نتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها عند الطفل ويعود يتمتع ببراءة خلقها الله له فى تكوينه، فى سنواته الأولى، كما عاشت الأجيال السابقة أروع اللحظات مع ماما نجوى وبقلظ، والبرنامج الجميل"عصافير الجنة"، أو"بابا ماجد" مع الإعلامى الراحل  ماجد عبد الرازق، ولا ننسى سينما الأطفال  فى العاشرة صباح كل يوم جمعة، كان مبعث سعادة لا حد لها، وفى الإذاعة أجيال وراء أجيال  تعلمت وتهذبت سلوكياتها، واختزنت الخيالات العديد من القيم الرائعة مع"بابا شارو" وصاحبه الصوت الذى لا يغادر الوجدان أبلة فضيلة، وأيضا فى الشرق الأوسط كان الإذاعى الراحل حسن شمس، أيضا فوازير عمو فؤاد وجدو عبده، أطفال العنف اليوم لابد أن نأخذ بأيدهم، نخرجهم من شرنقة العبث الدموى الذى يعيش داخلهم، نأخذهم إلى دنيا وردية لا تعرف الأسلحة ولا التعاملات الإجرامية، نقدم لهم البرامج والأعمال التى تتناسب ومفاهيم هذا الجيل التى اختلفت لا جدال عن مفاهيم الأجيال السابقة، فهل من  مناضل فى هذا المجال المهم يتقدم الصف ويفعلها؟! ياريت.

 

 

 

المصدر: منال عثمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 432 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,313

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز