ما الذى ينتظره وزير الكهرباء من الناس عندما يعلن لهم أن أزمة انقطاعها سوف تنتهى خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات؟! هل يدرك وقع هذا الكلام عليهم؟ إنهم يحاولون تقبل الأمر وابتلاعه بالنكتة مرة، والغضب مرة أخرى، والصراخ مرة ثالثة، وتحاول بعض السيدات تعديل أعمالهن المنزلية حسب خريطة انقطاع الكهرباء، لكنها بالطبع خريطة عشوائية متضاربة.. وبعدما كان حديثهن فى أمور الموضة يدور حول الأزياء والتجميل أصبح الحديث كله الآن عن أحدث أنواع المولدات المستوردة، أو أجهزة حماية الأجهزة من الانقطاع والمجىء المفاجئ للتيار.. هناك قصص عن شواحن، وحكايات عن أدوات تخزين التيار، وروايات عن كيفية الحفاظ على الأطعمة من التلف داخل وخارج الثلاجة والديب فريزر، وبعيدا عن هذا وذاك فمن العجيب أن يعانى المواطنون من انقطاع الكهرباء، وفى نفس الوقت يواجهون مشكلة أخرى هى زيادة أرقام الاستهلاك فى فواتير الكهرباء! كل هذا والحكومة تبدو صامتة.. عاجزة.. وأحيانا "مكسوفة" من قول الحقيقة.
المؤسف أن الوزير قال ما قال بابتسامة عريضة توحى برضا عن النفس لا يتسق إطلاقا مع ثقل الظرف ولا صعوبتها ولا خطورتها ولا ما يعتبره الرأى العام فشلا غير مسبوق! والمؤسف أيضا أن بعض التصريحات من بعض القائمين على أمر الوزارة الحالية توحى بأنهم يعيشون خارج الواقع، حتى أن كلامهم يعبر عن قصور معيب فى فهم طبيعة المشكلة على الأرض وتفاصيلها وآثارها، بتكرارهم ما يعنى أن المشكلة- كما يفهمونها- هى بسبب الإسراف المنزلى فى استخدام أجهزة التكييف والإفراط فى الإضاءة!
على هؤلاء المسئولين أن يكونوا على أعلى درجة من الجدية فى التعامل مع الناس، بشرح تفصيلى للأزمة التى فرضت نفسها فرضا، فى حين أنها لم تكن موجودة لا فى عصر مبارك ولا تحت حكم المجلس العسكرى.. كما أن التفسيرات التى قيلت عن بدء المشكلة فى عهد الإخوان لم تتطرق إلى أن هناك أسبابا موضوعية حادة ستؤدى بنا إلى ما نحن عليه الآن، وأيا كانت الأسباب فلابد أن يخرجوا للناس ويعلنوا الأبعاد الحقيقية للمشكلة، بدلا من أن يتركوا الأزمة نهبا للشائعات والتفسيرات العشوائية، أو تعليق الأمر فى شماعة المؤامرات، لأنه لا يجوز إطلاقا أن يبدو الأمر وكأن هناك من يلاعب الشعب بالمفاجآت غير السارة، وبالاستهتار بحقه فى معرفة الأخبار والمعلومات المهمة فى وقتها، وبالخطاب غير المناسب الخالى من إبداء الاكتراث بالرأى العام صاحب الحق الأصيل الذى لا ينازع فى معرفة كل ما يخص مثل هذه القضايا.
نشرت فى 7 سبتمبر 2014
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,813,754
الصور المختارة
مقالات مختارة
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش