<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
كل عام ونحن وكل العالم بخير نقولها مع بداية العام الهجري الجديد لتكن دعوة للعودة إلى السماحة والحب والمساواة والوسطية البعيدة عن التطرف والتشدد.. دعوة لصحيح ديننا الإسلامي الذي تحمل من أجله رسولنا المصطفى محمد - عليه أفضل الصلاة والسلام - الكثير من الشدائد والصبر هو ومن معه من المسلمين الأوائل لنشر شرائع الإسلام الصحيح التى تقوم على التوحيد لله الخالق وحسن التعامل بين البشر من أجل نشر الحب والسلام والمساواة وعدم التمييز بين كل خلق الله .. جاءت الهجرة بتكليف إلهي للجهر بالدعوة الإسلامية والهجرة من الكفر إلى الإيمان ومن الباطل والطغيان إلى الخير والنور .. فكانت هجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة المنورة وقد سبقه من آمن معه بالإسلام وتركوا كل ما يملكون وراءهم ابتغاء مرضاة الله لنشر دعوة التوحيد بالله فى كل بقاع الدنيا فى السنة الثالثة عشر بعد نزول القرآن على نبينا محمد تحمل فيهم الكثير من أذى كفار مكة .
لم يكن الرسول فى هذه السنوات إلا قدوة حسنة بالدعوة إلى حقوق البشر، فكانت أول وثيقة أقام عليها دولة الإسلام هى المساواة فى الحقوق الواجبات بين الناس لا فرق بين عربى وأعجمى بين غنى وفقير بين رجل وامرأة إلا بالتقوى والعمل الصالح، وهى حقوق المواطنة وحقوق الإنسان التى تدعو إليها المنظمات العالمية الآن وقد سبقهم إليها جميعاً .. بل أنه لم يفرق بين من دخل الإسلام ومن ظل على دينه من الأديان الأخرى من أهل المدينة المنورة وكان منهم مسيحيون ويهود.. فالإسلام يدعو إلى الإيمان بكل الأنبياء والرسل الذين أنزل عليهم الله رسالاته السماوية كان لا يرغم أحدا على الإسلام بل كانت سماحته وأخلاقه هى التى تحببهم فى الاستماع للدين " كل أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ، "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " .. كان هذا هو النبراث الذى أضاء به الله تعالى طريقه للدعوة.. وللأسف نرى حولنا الآن بعض الجماعات المتشددة المتطرفة التى أساءت إلى دين الله الذى يدعوا للرحمة بين البشر فنجد كل هذه القسوة والإرهاب لخلق الله لإرغامهم على ماذا؟! فالله تعالى كلف رسوله وأكد » ما عليك إلا البلاغ «.. وأما من يؤمن أو يكفر فهذا شأنه مع خالق الخلق والكون ولا يحق لأحد أن يتدخل فيما بين العبد وربه إلا إذا أشاع الشرور بين عباد الله أو تعدى عليهم هنا يجب مواجهته أما غير ذلك فكل البشر لهم الأمان فى الإسلام فالدين لله والوطن للجميع .. من أجل أن تعمر المجتمعات بالحب والتسامح بالعمل الصالح بالعدل والمساواة وعدم التمييز .. أما هذه الجماعات التى تسيء إلى الإسلام ليس فقط بيننا كمسلمين بل على مستوى العالم وتنشر الحرب والخراب بين بلداننا العربية وتجرنا لحروب مدمرة لكل العلاقات بين البشر بل تفتك بالأرواح بلا رحمة ونرى العودة لعصور ظلام وخاصة فى حقوق المرأة بل أبسط حقوقها من تعليم وعمل بل طريقة التعامل بكل قسوة وكأنها مواطن من الدرجة العاشرة بعيدة عن كل ما أعطاه لها الخالق وأوصى به رسولنا الكريم محمد - عليه أفضل الصلاة والسلام » - أوصيكم بالنساء خيراً فهن شقائق الرجال « و » رفقاً بالقوارير « ، وكيف أقر حقهن فى الذمة المالية الخالصة وفى الزواج بمن ترضى والميراث بل ضرب أول مثل فى حقها فى اختيار دينها بنفسها حين بايعت الرسول على الدخول فى الإسلام والإيمان دون أن يكون بينها وبينه وسيط من الرجال فالكل كان سواء رجال ونساء .
بل إن هجرة الرسول المصطفى كانت أيضاً أبلغ مثالا على دور المرأة فيها فكيف وقفت السيدة أسماء بنت أبى بكر - رضى الله عنها - وهى التى أوصلت بكل شجاعة الطعام والشراب فى نطاقيها بعيداً عن أعين الكفار المتوعدين للرسول ومعه صاحبه والدها أبى بكر الصديق ولم تخف من بطش الكفار الذى قام أحدهم بشج أذنها حتى تفصح أين ذهبا وأطلق عليها الرسول الكريم ذات النطاقين وقال هما لها فى الجنة .. الأمثلة كثيرة عن تكريم الإسلام للمرأة والإنسانية من أجل إعمار وحضارة الشعوب والمجتمعات فهذا هو إسلامنا الحق .
ساحة النقاش