<!--
<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
عشقت فى حياتى شيئين (الكتاب والسينما)، وقد ارتبطا فى ذهنى ببعضهما لا يستغنى الواحد عن الآخر كأنهما توأم متصل، فمنذ طفولتى وأنا مولعة بالسينما وقد ولد ذلك الولع بعد أن اصطحبنى والدى لسينما مترو فى وسط البلد لنشاهد فيلم الأميرة والأقزام السبعة (سنو وايت).. عدت إلى البيت ومشاهد الفيلم لا تبرح خيالى وتمنيت أن أرى الفيلم مرات عديدة كى اصطحب الأميرة وأصادق الأقزام وأنقذها من الملكة الشريرة وأحذرها من أكل التفاحة المسحورة.. بعدها هرعت إلى المكتبة العامة التى تجاور مدرستى فى حي السكاكينى ورحت أبحث عن كتاب "سنو وايت" حتى عثرت عليه مصورا وصارت هذه المكتبة النبع الأول الذى أرتوى منه وألتهم كل ماتقع عليه عيناي من كتب فى قسم " كتب الأطفال ".. كانت السينما والمسرح هما وسيلتى الترفيه الوحيدتين فى الخمسينيات فلم يكن التليفزيون والكومبيوتر والنت قد اختُرعوا بعد، وكانت دور السينما تنتشر فى كل أحياء القاهرة والمحافظات حتى زادت عن 350 دار عرض، وفى حى الظاهر الذى نشأت به كانت تجاورنا ثلاثة دور كبيرة هى سينما مصر وسينما ريالتو وسينما شريف، وكانت سينما ريالتو هى الأقرب لبيتنا فى شارع حمدى لذلك كان والدى يسمح لنا بالذهاب إلى الحفلات الصباحية بدون مرافق من الخدم، وفى هذه السينما شاهدت أروع أفلام الخمسينيات وتعلقت بكل فنانات ذلك العصر (ليلى مراد، فاتن حمامة، ماجدة، شادية، ومريم فخر الدين .. إلخ)، وكنت أنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر كى استمتع بعشقى للسينما، وفى الصباح ارتدى أفخر مالدى من ثياب واصطحب شلة من أقاربى أكبرنا فى الثالثة عشر وأصغرنا فى السادسة من عمرها إلى إحدى دور السينما فى الحى، ورغم بُعد المسافة بين حى الظاهر والفجالة وحداثة سننا كنا نذهب سيرا على الأقدام إلى الفجالة حيث سينما شريف التى نفضلها لأنها تعرض فيلمين أجنبيين بعضها كان معروضا فى أكبر دور السينما قبل أسبوع واحد، وكنت أعشق التجول فى حى الفجالة خاصة قبيل العودة للمدارس حيث أذهب مع إخوتى للمكتبات العديدة به لنشترى الكراريس والكشاكيل والأقلام ولفائف السوليفان الملون وكل ما نحتاجه فى المدرسة، وانتهز الفرصة لكى أتأمل فاترينات المكتبات التى تعرض الكتب الجديدة وأحلم باقتنائها وقراءتها وأن يكون لدى مكتبة ضخمة تضمهم جميعا.. وإلى الأسبوع القادم لأحكى لكم حكاية عشقى للسينما وللكتاب.
ساحة النقاش