محمد عادل جمعة
حدث ذات مرة أن رجلا فرنسيا كان يملك بيتا، وشعر أنه لا يرغب فيه, فقرر أن يذهب إلى خبير من خبراء التسويق لكي يكتب له إعلانا ليعرض البيت للبيع.
ذهب الخبير معه ليرى البيت على أرض الواقع ويتعرف على مميزاته حتى يتسنى له بيعه, وأخذ الخبير يدون ملاحظات تفصيلية عما يراه, فكتب أن موقع البيت جميل ومساحته كبيرة ومصمم بشكل رائع يسمح بدخول الشمس والهواء بصورة جيدة، وأساسات البيت بحالة جيدة جدا، ويمتاز بكذا وكذا.
عندما سمع صاحب البيت الإعلان قال في نفسه: هل هذا بيتي فعلا؟! ثم قال لرجل الإعلانات: ممكن تقرأ لي الإعلان من جديد، وعندما قرأه مرة أخرىقال صاحب البيت: يا الله هذا البيت رائع، أنا طول عمري أبحث عن منزل بهذه المواصفات.
وقال: أنا لو قرأت هذا الإعلان في الجورنال لاشتريت البيت وأنا أعيش فيه أصلا, ثم سكت الرجل وابتسم وقال لرجل الإعلانات: لا تنشر الإعلان، فبيتي غير معروض للبيع.
بالنسبة لك أنت قد يكون هذا البيت هو بيتك أو زوجك أو أحد أبنائك أو أنت نفسك، من يعلم.
إلى يومنا هذا لا أزال أذكر ما قالته لي إحداهن: عندما أريد أن أتأكد من منزلة شخص ما في حياتي، وما يشعر به قلبي تجاهه، أتخيل لو أنه مات، فماذا أشعر؟ هل سأستقبل نبأ موته كغيري من الناس أم أنني سأموت حزنا عليه؟
لكن هل يتطلب الأمر ذلك دائما لنعرف قيمة الأشياء التي معنا والأشخاص الموجودين في حياتنا، أن نفقدهم حتى نشعر بقيمتهم وعظم خسارتنا؟
لذلك إن أردتي أن تعرفي قيمة الأشياء التي بين يديك أو الأشخاص الذين من حولك فاجري إحدى التجربتين.
ساحة النقاش