هل أصبحت الإساءة للمرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لتحقيق الشهرة؟! سؤال يفرض نفسه بعد أن فوجئ رواد الفيسبوك بصفحة تناهض زواج الفتيات المصريات وتدعو للارتباط بأجنبيات تحت مسمى «لهذه الأسباب لا تتزوج مصرية »، الأمر الذى أثار حفيظة النساء.. فلماذا يقدم البعض على تشويه المجتمع وإهانة بنات بلده؟! ما الأسباب والدوافع؟! والأهم كيف نتصدى لهؤلاء ونواجه مثل هذه الحملات؟

رغم التبريرات التى سردها محمد فتحى مؤسس الحملة وصاحب الصفحة كارتفاع معدلات الطاق، وإهمال المصرية لنفسها ومظهرها عقب الزواج، فضلاً عن إفشائها لأسرار الحياة الزوجية وكثرة مقارنتها بالأخريات، إلا أن كل ذلك لا يعطيه الحق فى تشويه صورة نساء بلده خاصة أن من يتحدث عنهن يشكلن القلة وليس المجموع.. الأمر الذى يستلزم التصدى لمثل هذه الحملات والصفحات الإلكترونية، وهو ما تؤكد رباب عبده مسئولة ملف المرأة بإحدى الجمعيات الأهلية، مطالبة بتضافر جهود كافة المهتمن بقضايا النساء لاتخاذ موقف موحد تجاه كل من تسول له نفسه بتشويه صورة المجتمع، مع ضرورة إبلاغ إدارة جرائم الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لإيقاف مثل هذه الحملات والصفحات المسيئة لصورة المرأة والتى تظهر بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يتم المتاجرة بها دوليا دون سند واضح.

دور المرأة

وتؤكد دينا الجندى - عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة - أنها وباقى عضوات القومى للمرأة ضد هذه الحملة شكلاً  ومضموناً لما تشتمل من إساءة للنساء، مؤكدة أن المجلس يتصدى بشكل دائم لمثل هذه الحملات والصفحات المغرضة، حيث يطرح ظهورها علينا تساؤلا حول الأسباب التى دفعت بعض الشباب لهذا التفكير الخاطئ.

وهو ما يستدعى تنظيم العديد من الندوات التوعوية من قبل الجهات المعنية للتعريف بأهمية دور المرأة فى المجتمع بل وتعريفها هى أيضا بحقوقها وواجباتها.

استهداف الشباب

هذا عن موقف المهتمن بقضايا المرأة، لكن ماذا عن دور الإعلام فى التصدى لتلك الحملات؟ وإلى أى مدى تؤثر وسائل التواصل الاجتماعى على متابعيها خاصة بعد اتخاذ البعض الفيس بوك على وجه الخصوص كإعلام بديل؟! تقول د. ماجدة باجنيد أستاذة الإعلام:  لابد أن نأخذ هذه الحملات على محمل الجد، فوسائل الاتصال الحديثة كالفيس بوك وخلافه تؤثر بشكل كبير  على متابعيها خاصة الشباب والذين ينساقون وراء الأفكار التى تبث عبرها، لذا قد يستغل هذا بعض أصحاب الأفكار المتطرفة للترويج لمعتقداتهم بين الشباب لما لهذه الوسائل من سرعة انتشار خاصة وهم الشريحة الأكثر استهدافاً فى المجتمع.

وتابعت: وفى العادة ما يكون أصحاب هذه الصفحات من الباحثين عن الشهرة بشكل سريع، لذا على وسائل الإعام توخى الحذر حال طرح ما يبثون حتى لا نساعدهم فى نشر أفكارهم، فضاً عن ضرورة مناقشة الأسباب والدوافع الاجتماعية التى أدت لإنشاء مثل هذه الصفحات والحملات.

تراكمات مجتمعية

وترجع د. سوسن فايد أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث ظهور هذه الحملات إلى العديد من التراكمات المجتمعية التى أثرت سلباً على الشباب كارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة فى متطلباته.. فضلاً عن دور التنشئة الاجتماعية وما يترتب عليها من انعكاسات على كل من الذكور والإناث، حيث نجد بعض الأمهات يكثرن من الشكوى والتذمر جراء الأعباء التى يتحملونها وإظهار أنفسهن وكأن لا أحد يضحى مثلهن ما يؤدى لجنوح البنت إلى الحياة المرفهة فترتفع سقف تطلعاتها عند الزواج، بينما يكره الابن ما تحملته أمه من متاعب ويبحث عن صورة مغايرة للحياة الزوجية ويجنح للأجنبيات معتقداً أن تكاليف زواجه منهن أقل ومن ثم يرى أن ارتباطه بهن هو الحل.

وتضيف د. سوسن أن التصدى لهذه الصفحات يحتاج لتغير الثقافة المجتمعية حتى ننشئ جيلا متفهما لماهية الزواج الناجح وذلك يتطلب تضافر العديد من الجهات، فعلى وزارتى الثقافة والشباب علي وجه الخصوص تنظيم ندوات توعوية حول هذا الصدد، فضاً عن أهمية إدخال مفاهيم السعادة الزوجية فى المناهج الدراسية منذ الصغر، ولا ننسى دور الدراما فى بث نماذج إيجابية لتصحيح صورة الحياة الزوجية ما يؤثر على نفسية الشباب ويساعدهم فى تحقيق حياة أفضل.

 

أما د. نورا رشدى أستاذة بمعهد الخدمة الاجتماعية فترى أن هذه الحملة ومثيلتها ليست إلا مرضا اجتماعيا أصاب عدد قليل من شبابنا.. فالرجل المصرى لا يزال يتسم بالنخوة ويحترم المرأة ويقدرها بل هو خط الدفاع الأول عنها.. فهى أمه وأخته وزوجته.. وإذا كان البعض يشكو من تحفظها فى إظهار مشاعرها فهذا راجع لتربيتها المنغلقة إضافة إلى إهمال زوجها فى بعض الأحيان.. فنحن بحاجة لمراجعة حساباتنا حتى يعرف كل من الرجل والمرأة واجباته قبل حقوقه.. وقتها فقط نصل لبر أمان فى العلاقات الزوجية وهذا  أفضل تصدى لمروجى مثل هذه الأفكار غير الصحيحة عبر وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها.

المصدر: كتبت : هايدى زكي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 623 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,604

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز