أربع سنوات عاشت المرأة المصرية خلالها عصرها الذهبى بشهادة القاصى والدانى بعد الاهتمام الكبير الذى أولته القيادة السياسية لها سواء على المستوى السياسي أو فيما يتعلق بالمناصب القيادية التى تقلدتها على كافة المحافل، هذا بجانب ما تم إصداره من القوانين لدعمها بعد مشاركتها الفعالة فى كافة الاستحقاقات الدستورية خلال السنوات الماضية حتى عبرت بمصر إلى بر الأمان، وهو ما تستمكله فى المرحلة الحالية من خلال المشاركة وبقوة فى العديد من الأنشطة والحملات السياسية استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة، فماذا عن واقع وطموحات هؤلاء النساء ممن يعشن معترك الانتخابات؟

فى البداية تشير شيرين أبوسمرة,أخصائى الإعلام بمجمع إعلام الشرقية التابع للهيئة العامة للاستعلامات، إلى أهمية توعية المرأة المصرية بضرورة مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أن صوتها يرسم مستقبلها، وتقول: رغم اتساع مساحة محافظة الشرقية إلا أننا نحاول جاهدين الوصول إلى سيداتجميع القرى التابعة للمحافظة بمساعدة العديد من السيدات اللائى لديهنالفكر الووعى بدورهن فى تثقيف وتوعية غيرهم من المواطنين, لذا أتوقع أن تسجل المرأة النسبة الأكبر فى التصويت فى الانتخابات المقبلة.

وعن صعوبات العمل السياسي بالنسبة للمرأة تقول، للأسف ما زالت المرأة خاصة فى الريف تعانى من انتقاد الآخرين لعملها ونشاطها خاصة فى مجال السياسة، لكننى أنصح أى امرأة أو فتاة أن تفعل وتقدم لبلدها كل الجهد والعمل وألا تلتفت للآراء السلبية التى قد تهدم أو تقلل من طموحها بل تكون دائما فخرا لأسرتها ووطنها، فالعمل السياسى فن قد يصعب إتقانه لكنه ليس بالمستحيل وهو ما أثبتته المصرية طوال السنوات الماضية.

وتقول ليلى زيدان، مدرس مساعد بمركز البحوث وعضو بالبرنامج الرئاسى للشباب: عملت فى المجال السياسى منذ 2011 لحث السيدات على المشاركة فى الحياة السياسية والانتخابات وتوعيتهم بالأزمات التى تمر بها البلد وكيفية الدفاع عن الوطن واستكمال مسيرة التنمية، لافتة إلى أن حث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات واجب وطنى على كل من لديه وعى بأهميتها، مشيرة إلى أنها تحاولمن خلال عملها التواصل مع الفئات المهمشة البسيطة، وكذلك المرأة فى الصعيد والأماكن البعيدة وتوفير لجان انتخابية قريبة منها لتشجيعها على النزول للانتخابات وإقناعهابضرورة التصويت، مؤكدة أننساء مصر وشعبها لن يسمحوابنجاح محاولات إسقاطها والنيل منها.

بدأت ملاك على، أستاذ الإعلام ومسئول برنامج"جامعة الطفل أو الطفل المبتكر" التابع لوزارة البحث العلمى ممارسة العمل السياسى بجانب دراستها الأكاديمية لما يقرب من 17 عاما، تفاعلت خلالها مع مختلف فئات المجتمع بمحافظة الشرقية, كما ترشحت مرتين للبرلمان ما أكسبها خبرة فى التعامل والتواصل مع أبناء محافظتها، وعن أهمية العمل السياسى للمرأة تؤكد ملاك أن المرأة هى الأيقونة والمحرك الأساسى فى المجتمع باعتبارها نصفه وتسهم فى توعية نصفه الآخر وخط الدفاع الأولضد محاولات إسقاط الوطن، وتقول: يجب أن نهتم بتوعية المرأة وحثها على المشاركة فى الانتخابات وكافة الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد وذلك بمخاطبة انتمائهن لبلدهن وعاطفتهنتجاه الوطن،لذا أناشد المرأة بالإدلاء بصوتها حتى نستطيع أن نستكمل مرحلة البناء على أساس قوى متين وليس على أنقاض قد تؤدى إلى انهيار كل ما بنيناه، وأقول لها صوتنا الانتخابى هو أول خطوة فى هذا البناء وأتوقع منك استكمال ما بدأتيه فى ثورة 30 يونيو والانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة .

وتشجع منى الوكيل، مدير مجمع دمنهور للمؤتمرات بالبحيرة، مشاركة المرأة فى الحقل السياسى خاصة وأنهيفيد ويثقل من شخصيتها فى عملها وحياتها بشكل عام وتقول: لقد شعرنا بالأمان بعد فترة عصيبة ولابد أن ندافع عما حققناه ونحارب من أجل استمراره وهذا هو دورنابأن تشارك كل سيدة وفتاة بل كل الشعب المصرى فى النزول للانتخاب للحفاظ على الأمن والاستقرار الذى نشعر به, وتضيف: أتاح لى عملى فرصة العمل والاحتكاك مع الآخرين والاستماع إلى كافة الأفكار وذلك لأكثر من ثلاث سنوات توليت خلالها إدارة هذا المكان بكل دقة والتزام لأثبت للجميع أن المرأة قادرة على العمل والتنظيم وعدم التقصير أبدا، وأنا أشجع أى امرأة أو فتاة أن تشارك فى بناء وطنها سواء من خلال الاهتمام بعملها أو المشاركة الانتخابية لأن صوتها أمانة، مؤكدة أن العمل السياسى للمرأة يعطيها حرية وإبداع وثقة أكثر ويزيد من شعورها بالانتماء والخوف على بلدها.

جهود وثمار

عن جهود المجلس القومى للمرأة فى توعية المرأة بأهمية المشاركة فى الانتخابات المقبلة تقول المهندسة زكية رشاد مقررة المجلس بالبحيرة: إن مشاركة المرأة المصرية فى العملية الانتخابية مهمة وضرورية لاستكمال دورها الذى بدأ مع اندلاع ثورة الـ25 يناير والذى كلل بتواجدها وبنسبة كبيرة فى البرلمان,وتوليها 6 حقائب وزارية.

وتراهن على زيادة مشاركة السيدات فى القرى أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتة إلى أن حملة «صوتك لمصر بكرة » التى أطلقها المجلس لاقت تأييد المرأة البحراوية لأنها لمست التغيير الذى حدث لحياتها وأسرتها البسيطة، وتقول: لا شك أن المحفز الأول لمشاركتهن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة هو كل الخدمات أو المشكلات التى تم حلها وعلى رأسها الشعور بالأمان والحصول على رغيف العيش ومستلزمات البيت الأساسية من خال منظومة التموين وغيرها الكثير، مشيرة إلى قيامها وعضوات فرع المجلس بالبحيرة بجولات على مستوى مراكز وقرى المحافظة لحث المرأة على المشاركة فى الانتخاب واختيار رئيسها.

أما دينا الجندى عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة، فتقول: لا شك إن مشاركة المرأة المصرية فى العملية الانتخابية مهمة وضرورية وتعد استكمالا لما بدأته منذ أن نزلت وشاركت وبقوة فى ثورتى 25 يناير و 30 يونيه وذلك لوعيها السياسى وإدراكها لحقيقة الأمور، فلم تتكاسل أو تتردد عند شعورها بخطر يهدد وطنها، وقد ظهر أيضا هذا الحراك السياسى فى تواجدها وبنسبة كبيرة فى الانتخابات البرلمانية، وكذلك اكتسابها للثقة الرئاسية وتوليها 6 حقائب وزارية مهمة لأنها أثبتت وبجدارة أنها محل ثقة، وتضيف الجندى: لقد عملت فى الحياة السياسية منذ سنوات قد تعود لأيام الجامعة، فتعلمت تثقيف نفسى والتعلم من الآخرين والاستماع الجيد لهم حتى تكونت لدى أفكار ورؤى واضحة وهو ما يجب أن تكتسبه المرأة من خال عملها فى الحياة السياسية، وحاليا أتولى مسئولية أمانة إحدي المحافظات بإحدى الحمات الانتخابية ويرتكز دورى على توعية السيدات والشباب فى كافة الأرجاء المتطرفة والنائية بهذه المحافظة وحثهم على النزول للانتخابات الرئاسية المقبلة والإدلاء بأصواتهم من أجل بلدهم، وهو دور لابد أن تقوم به كل امرأة مصرية حتى وإنت كانت لا تشارك فى أي حملة انتخابية فيمكنها أن تحقق هذا من خال حشد أسرتها وأصدقائها للنزول والمشاركة سواء بشكل مباشر أو من خال مواقع التواصل الاجتماعى.