كنت قد شرفت بحضور احتفالية تكريم المجلس القومي للمرأة - برئاسة دينامو المرأة المصرية د. مايا مرسي ، للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، والتي يعد اللقاء بها مكسبا حقيقيا لأي امرأة بل ودرسا جديدا في الوطنية، فصحيح أن بطولة ونضال المرأة المصرية لا تقل بأي حال من الأحوال عن هذه الملهمة والمقاومة العظيمة، إلا أن بساطة هذه السيدة العظيمة وتعاملها مع معنى الفداء والتضحية بكل عزيز وغالٍ للوطن يستحق مئات القصائد بل وكتب التوثيق، فيكفي رؤيتها أن التضحية للوطن خير من الحياة، وأن النضال في سبيله لا يستحق تكريما، بل أن الشهادة والتضحية بالنفس ثقافة لابد وأن تعلمها الأم لأبنائها كما تعلمتها هي عن والدتها، دروس عديدة لخصتها هذه المناضلة عند لقائنا بها في كلمات بسيطة، ولكنها توجز وببساطة يعني إيه كلمة وطن؟
وكم يستحق هذا المعنى من البذل والعطاء والتضحية دون انتظار مقابل، وهو أمر نسجته بالفعل المرأة المصرية منذ فجر التاريخ وعلى مدى مشوار نضالها الطويل بل وحفرته العديد من الرائدات بأحرف من نور نذكر منهن على سبيل المثال وليس الحصر ملك حفني ناصف، ولطيفة النادي، ومفيدة عبد الرحمن، ودرية شفيق، ورائدة الصحافة وأول رئيسة تحرير لمجلة حواء الكاتبة الصحفية أمينة السعيد، وسهير القلماوي، وهدى شعراوي، ود. عاشة راتب، وغيرهن الكثيرات ممن لا تتسع مئات الكتب لسطر نضالهن وتخليد دورهن في سبيل هذا الوطن بل ونصرة قضايا المرأة المصرية، وهو أمر ليس بغريب على المرأة المصرية بل ونراه رؤى عين منذ ما يقرب من 7 سنوات عندما اضطلعت بحمل هموم هذا الوطن، ونزلت بكل قوة تواجه حكم الإخوان غير مكترثة بما وجه إليها من تهديدات، لتتبع هذا بتقدم الصفوف بدءا من الاستفتاء على الدستور فالانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، ومازالت تكمل هذا بكل قوة وحماس لا يعنيها سوى مصلحة هذا الوطن التي تعرف جيدا وبفطرتها - مهما كانت بسيطة - أنها تصب في مصلحة زوجها وأبنائها، لذا تحرص على أن تتواجد وتشارك بل وتحشد وتنصح من حولها بالتواجد، فالدفاع عن الأرض عندها هو دفاع وحماية لعائلتها، وهو دور أعرف جيدا وبعيدا عن أي حديث تتداوله وسائل الإعلام أو المعنيات بقضايا وهموم المرأة والوطن حاليا أنها ستكمله من خلال المشاركة وبقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال توعية من حولها بأهمية التواجد ونزولها هي نفسها تتقدمهم، حماية لما حققته لأسرتها من مكاسب على مدى السنوات الماضية، بل وما حصلت عليه هي نفسها سواء كان هذا حماية ودفاعا عن حقوقها ومكتسباتها، بل ودعمها من خلال العديد من القوانين والتشريعات، أو ما لمسته على أرض الواقع من شعور بالأمن وعدم الخوف على عائلتها، كل هذا سيجعلها تكمل المسيرة، فالنضال امرأة والمسئولية امرأة، والمرأة المصرية عنوان حقيقي لهما .. فاكملى المسيرة وكوني قدر المسئولية حفاظا على زوجك وأبنائك وعائلتك بل وبلدك.
ساحة النقاش