جاء تعين د. إيناس عبد الدايم، وزيرة للثقافة بقرار جمهورى استكمالا لمكتسبات المرأة التى بدأت بإعلان 2017 عام لها، وتكليلا لجهودها المبذولة خلال توليها رئاسة دار الأوبرا المصرية، لتكون بذلك أول مصرية تتولى وزارة الثقافة منذ نشأتها عام 1961 .

تعد د. إيناس أول عازفة فلوت على مستوى العالم العربى تم تكريمها فى المحافل الفنية والدولية لدورها البارز والمؤثر فى المجتمع المصرى، ومن أهم الشخصيات النسائية الفنية البارزة فى مصر التى عرفت بكفاءتها الإدارية ومهارتها الفنية ومثابرتها فى نيل حقوقها والدفاع عنها، فقد تم محاربتها وإقصاؤها عن دار الأوبرا خلال فترة حكم الإخوان إلا أنها حاربت واستطاعت العودة مع ثورة 30 يونيو لتستكمل النجاح وتدعم الشباب، ورغم عظم التحديات التى تنتظرها إلى أن جهودها بدأت تظهر فى جميع أنشطة الوزارة فى المحافل الفنية المحلية والدولية، ما يؤكد على أن المرأة قادرة على العطاء والمثابرة والتحدى والإصرار والعزم على تنفيذ ما تريده.

ورثت مصر تراكما ثقافيا عبر حقبها التاريخية، ما جعل منها أول الأقطار العربية التى تعنى بوجود وزارة الثقافة لتعريف المصرين بتاريخهم وصيانة مقدرات هذا الوطن من تراثه ورعاية مكتسباته الإبداعية الناتجة عن عطاء أفراده الأمر الذى استوجب وضع سياسة ثقافية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية هي: الرؤية الشاملة لماهية الثقافة ودورها فى المجتمع، السياسات النابعة من هذه الرؤية والتى تحول الإطار الفلسفى إلى خطط تفصيلية، الخطط التنفيذية وهى الترجمة العملية للسياسة النظرية.

لذا نأمل من د. إيناس ووزارتها بكل ما تشمله من قطاعات العمل فى جميع محافظات وقرى مصر لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والحد من البطالة ونشر الفنون الموسيقية والفن التشكيلى والسينما والمسرح والكتب المترجمة، وتكثيف تنظيم الحفلات الموسيقية ومعارض الفن التشكيلي، كما أدعو إلى توحيد جهود كل المؤسسات الوطنية لتطوير المراكز الثقافية لتضيء مصر بإبداع فنانيها، ودعم المسابقات الفنية بمختلف المحافظات لإتاحة الفرصة أمام المبدعن الشباب للظهور، بالإضافة إلى دمج كل مراكز الحرف التقليدية بكل صناعتها اليدوية فى قطاع واحد وتوحيد كل الجهود للنهوض بها وتوفير فرصة الاشتراك فى المعارض الدولية ما يسهم فى تسويق منتجات تلك الحرف ويعمل على رفع الدخل القومي.

وفى النهاية أتطلع من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى إعان 2019 عام الصناعة المصرية لاستعادة ريادتها ثقافيا وحضاريا ما يسهم فى تعريف الشعوب الأخرى على الحرف التراثية المصرية.