ظلت المرأة المصرية كلمة السر فى جميع الاستحقاقات الدستورية التى أعقبت ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو من استفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية ثم برلمانية ما أثبت للعالم مدى وعيها السياسى وواجبها الوطنى تجاه وطنها الحبيب.
ومع حلول شهر مارس الجارى يبدأ العد التنازلى للماراثون الرئاسى الذى ينتظره المصريون لتتوجه معه أنظار العالم إلى المرأة المصرية وما يمكن أن تقدمه خلال تلك الانتخابات، وحول الدور المنوط بالمرأة خلال الفترة المقبلة كان هذا الحوار مع الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى.
وعن تقيمها للمرحلة الراهنة التى يمر بها الوطن تقول: لا شك أن مصر عاشت مرحلة حرجة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير ويمكن تشبيهها بالتركة الخربة, وقد كانت مسئولية تولى قيادة البلاد خاصة مع ما خلفته جماعة الإخوان الإرهابية مسئولية جسيمة تحملها المشير عبد الفتاح السيسى آنذاك فجميعناعايش ما حدث -وما زال-فى الدول العربية ما أشعرنا بحجم المؤامرة التى كانت ولا تزال تحاك بالوطن، فالجماعة الإرهابية تسعى لزعزعة الاستقرار بالداخل بكل خسة وندالة، ورغم ذلك نجحت الدولة فى إطلاق عدد من المشروعات القومية فى شتى المجالات إلى جانب شبكة الطرق التى تعد صمام الأمان الأول للأمن القومى لربط شرايين التجارة الداخلية وجذب الاستثمار من خلالتسهيل وسائل المواصلات وكفاءة الطرق، فلأول مرة يتم ربط سيناء بالدلتا ما أسهم فى القضاء على عزلتها.
- ما الدور المنوط بالمواطن خلال تلك المرحلة؟
على المواطن المصرى أن يعى خطورة تلك المرحلة وما يمكن أن تحدثه الشائعات التى يروجها المغرضون عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لذا يجب أن يكون سندا للوطن وللقيادة السياسية وقواته المسلحة من خلال الرد على الشائعات وتحرى الدقة عند تداول المعلومة، وعلى المرأة المصرية خاصة المثقفة أن تمارس دورها التوعوي المعهود فى أسرتها الصغيرة وبين أصدقائها فى العمل وجيرانها، ولتكن حائط الصد الأول للمعلومات الخاطئة التى تروجها القنوات المغرضة، لتستكمل بذلك الدور العظيم الذى قامت به فى دحر مشروع الشرق الأوسط الجديد التى خطط له الغرب حين نزلت إلى الميادين لتتصدىلجماعة الإخوان الإرهابية، وعلى المصريين جميعا أن يقفوا خلف قيادتهم فى حربها على الإرهاب خاصة بعد نجاحهافى استرداد مكانة مصر العربية والعالمية, فنحن نلاحظ أن الإرادة المصرية لاتعلو عليها إرادة ولاتوجد دولة مهما كان حجمها يمكن أن تفرض على مصر سياستها.
كيف ترين الفترة المقبلة خاصة ونحن نستعد للانتخابات الرئاسية؟
لا شك أن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات المقبلة أبلغ رد على المتربصين بالدولة المصرية الذين يروجون للمقاطعة بحجة أن النتيجة محسومة لصالح الرئيس الحالى، بالإضافة إلى أن نزول المواطنين لاختيار رئيسهم بغض النظر عن شخصهرسالة للعالم مفادها أنمصر تعيش حياة ديمقراطية،لذلك علينا عدم التسليم لتلك الدعوات لاستكمال المشروعات التى تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة والقضاء على الإرهاب.
- ما الدور الذى ينبغى على المرأة القيام به خلال هذه الانتخابات؟
حصلت المرأة المصرية نتيجة لمشاركتها الإيجابية فى انتخابات 2014على مكتسبات لم تحصل عليها طوال تاريخ نضالها,فلأول مرة يصل عدد النائبات بالبرلمان المصرى إلى 90 نائبة، بالإضافة إلى تقلدها 6 حقائب وزارية ومنصب المحافظ ومستشارة الرئيس للأمن القومى، إلى جانب إطلاق إستراتيجية كاملة لتمكين المرأة على كافة المستويات سياسية واقتصادية واجتماعيةفى عامها الذى أعلنته القيادة السياسية إيمانا منها بأهمية دور المرأة فى بناء الوطن، لذا فعلينا كسيدات أن نستكمل ذلك الدور ليرى العالم حجم المشاركة وما تقدمه المرأة المصرية من نموذج واعى بحجم ما حققته القيادة السياسية من إنجازات، وأنها كانت ومازالت سندالوطنها، وكما حشدت أبناءها وجيرانها خلال ثورة 30يونيوعندما استشعرت حجم الخطر الذى يهدد الوطن من جماعة الإخوان الإرهابية فعليها أن تحشد الأصوات للانتخابات المقبلة فهى لاتقل أهمية عن ثورة الإطاحة بالإخوان.
- ماذا عن دور مؤسسات الدولة؟
على المؤسسات الحكوميةأن تقف على الحياد من المرشحين, وأن تطبق القانون بكل حزم, وتسخر كل إمكانياتها لتأمين تلك العملية لما لها من تأثير فى عدد المشاركين،فتيسير التصويت خطوة مهمة من خطوات الحشد خاصة فى الأماكن التى تجد فيها المرأة صعوبة فى الانتقال إلى لجان الاقتراع،أما الأحزابفعليهاأن تنشر الوعى بين المواطنين بأهمية التصويت وتأثير ذلك على نظرة العالم لمصر، إلى جانبالقيام بدورها السياسي في المشاركة والحشد وتوعية المواطنين بكيفية التصويت والأخطاء التى تبطل الصوت الانتخابى.
- وماذا عن المجلس القومى للمرأة والإعلام؟
يعد المجلس من أهم المنابر المعنية بتوعية المرأة خاصة فى الدلتا وقرى الصعيد، فهناك عدد كبير من السيدات لم يستخرجن بطاقة الرقم القومى بعد لذا لابد من سرعة الوصول إليهن والتعاون مع وزارة الداخلية لاستخراج بطاقات رقم قومى لهن وتعريفهن بأماكن لجانهن الانتخابية وتوعيتهن بأهمية مشاركتهن وتوضيح رسالتهن كأمهات فى الحشد للتصويت.
أما عن دور الإعلام فلابد من تسخير كافة إمكانياته لتوعية المصريين بأهمية المشاركة لإحباط كل المخططات التى تحاك بمصر، مع التعريف بحجم التضحيات المقدمة من قبل أبناء القوات المسلحة والقيادة السياسية فى تلك المرحلة،إلى جانب الوقوف على بعد واحد من المرشحين الرئاسيين فى عرض برنامجيهما الانتخابيين.
ساحة النقاش