هل علينا هلال شهر رمضان المبارك، وكلنا فرحة بقدومه ونحن في شوق إليه منذأن ولى رمضان الماضي، ودائما دعاؤنا: "اللهم أعد علينا رمضان أعواماعديدة ونحن لا فاقدين ولا مفقودين"، ونحن إذا كنا قد فقدنا عددا من شهدائنا من الأبطال البواسل من جيش مصر العظيم وشرطتها، فعزاؤنا أنهم في جنات ونعيم، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، لكن في دنيانا نأسف لوجود قطيعة بين الأهل، الجيران، الأصدقاء والزملاء بسبب خلاف دنيوي للأسف قد يمتد سنوات من دون أن ننسى أو نتناسى أو نصفح؛ خاصة بين الأسرة الواحدة، وعلى هؤلاء المتخاصمين من قاطعي صلة الرحم، أن يغتنموا شهر رمضان المبارك ويجعلوا منه فرصة لعودة الود القديم بين أهليهم، ولاسيما الأشقاء، في زمن يتم فيه تغليب المصلحة وتسوده الماديات، علينا أن نمد يد الحب والصفح حتى تصل أعمالنا الخيرة إلى عنان السماء، خاصة وأن أعمال المتخاصمين المتشاحنين لا تصعد إلا بعد صفاء النفوس وتبادل السلام، وعلينا أن نتذكر الحديث الشريف الذي يحثنا فيما معناه "خيركم الذي يبدأ بالسلام"، وديننا الحنيف يحثنا على ذلك, كما يدعونا إلى البر والإحسان مع الأهل، فلا تفقدوا الحكمة من زيارات رمضان ولقاء الأهل والأحبة وفتح صفحات جديدة من التسامح حتى لو كانوا هم من بادروكمبالخصام معهم، إن وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة جعلت العالم بين أيدينا،فلماذا لا نرفع سماعة الهاتف الآن أو عن طريق رسالة بأية وسيلة من الوسائل المتعددة نقول لمن نحب "كل عام وأنتم بخير" أو "وحشتونا"، أو أن نبادربطرق الأبواب الموصدة، في وقفة نفس ونقول لهم لقد أتينا لأننا نحبكم؟

كم من الوقت مر منذ رحيل شهر رمضان الماضي؟ سيقول البعض : لقد مر يوم أو بعض يوم، هكذا الأيام تمضي مسرعة، فاغتنمي الفرصة واستبقي العمر واجلي القلب ليعود ناصع البياض كما كان، إنه شهر كريم والأعمال نحتسبها عند الله، ولتكن أعمالنا خالصة من أي شائبة صافية كصفاء ونقاء أيام وليالي شهر رمضان .. بادري الآن بالاتصال بشقيقتك أو شقيقك أو أي من أفراد أسرتك واحجزي لنفسك موعدا على الإفطار.