هذه الحكاية رسالة لكل مظلوم تعرض للظلم أن يصبر ويرفع يده إلى رب السماء لكي ينصره ويعوض عليه وخصوصاً أننا على أبواب شهر كريم تستجاب فيه الدعوات، يحكى في قديم الزمان أن سيدة جملية تعرضت إلى ظلم كثير نتيجة لطيبتها وقلبها الطيب، أعطاها الله نعمة الجمال وما أجملها نعمة نشكر عليها رب العالمين ، متزوجة من تاجر يسافر كثيراً وفي إحدى المرات تركها عند أخوه في أمانته لكي يحافظ عليها، ولكن للأسف طمع الأخ في جمال زوجة أخيه ولكنها صدته ورفضت محاولاته الدنيئة، وعندما عاد زوجها خاف الأخ أن تبلغ الزوجة زوجها بما حدث في غيابه فسبقها وقال لأخيه إن زوجته كانت تراوده عن نفسها ولكنه رفض، وللأسف لم يستمع الزوج لزوجته وصدق أخوه الكاذب وطلقها وطردها من البيت، ومشيت المسكينة في الشارع فوجدت شيخا عابدا طيبا رفق بحالها وطلب منها أن تعيش معه في المنزل لتخدم ابنه الصغير مقابل دينارين، فرحت على الفور، وفي إحدى المرات ذهب الشيخ للجامع وتركها هي وابنه في البيت فقفز لص على البيت وقاومته ولكنه قتل الصغير وسرق المال، وعندما عاد الشيخ حكت له ما حدث ولكنه لم يصدقها وطردها وأعطاها الدينارين ولم يبلغ عنها الشرطة، وفي الطريق وجدت مجموع من الناس يضربون رجلا، فقالت لماذا تضربونه فقالوا إنه مديون لهم وعليه دينارين، ففكت دينه بالدينارين اللذين لا تملك غيرهما، وبعدها قال لها الرجل تعالي نسافر بالسفينة ونعمل في بلد أخرى، فذهبت معه ولكنه في السفينة تركها ومشى وفوجئت بالرجل على السفينة يقول لها إنت ملكي عبدة ومن حقي أن أفعل أي شيء لأن الرجل باعك لنا، فأخذت تصرخ وتبكي وتقول أنا حرة ولست عبدة، ونظرت إلى رب السماء لكي ينقذها من هذا الرجل ومن معه من الرجال على السفينة وهي في وسط البحر، ولكن رحمة ربنا كبيرة فهو الرحيم، فجاءت موجة كبيرة قلبت السفينة ومات كل من فيها ما عدا هذه السيدة الجميلة الطيبة رمتها الموجة على الشاطئ، ومن حظها كان يمشي أمير البلاد مع حراسه فأخذوها وأنقذوها، وحكت للأمير حكايتها كلها والظلم الذي تعرضت له، فصدقها الأمير وتزوجها وأنجبت له صبيانا وبناتا، ولكن مات الأمير وتركها ومعها أطفالها الصغار، فأهل البلد حبوها ولذلك أخذوها أميرة لهم، وطلبت منهم أن يأتوا بكل من ظلمها، فعندما حضر زوجها وأخوه قالت لزوجها إنك لم تصدقنِ ولك الحق فاذهب أما أخوه فقالت له أنت اتهمتني زورا ولابد من جلدك مائة جلدة، وأتت إلى الشيخ العابد وقالت له.. لم تصدقنِ ومعك حق فاذهب أما اللص فأنت قتلت وسرقت ولابد من إعدامك، أما الرجل الذي تنكر للجميل وباعها للرجال على السفينة فقالت له.. سوف تسجن مدى الحياة، عاشت بعد ذلك سعيدة في حياتها بعد أن نصرها الله وانتقمت مِن مَن ظلموها، وشكرت رب العالمين على فضله في إظهار براءتها لكل من ظلمها، والانتقام من الظالمين، فما أسعدها فقد صبرت على الظلم والابتلاء حتى أكرمها الله لأنه هو الرحيم، فلا تيأس أيها المظلوم أو المبتلي ولكن اصبر فإن نصر الله قريب.
ساحة النقاش