كثيرا ما نلهث وراء أحدث صيحات الموضة، والأكثر من هذا حين نحرص على متابعة وشراء كل ما هو جديد عن طريق شبكة الانترنت سواء من داخل مصر أو خارجها، ولكن هل نحن حقا ندرك ما هو سر الأناقة؟

هل هو المظهر أو الهيئة الخارجية ككل، أم أنه شيء آخر؟

 في رأيي أن سر الأناقة في طريقة تعاملنا.. في أخلاقياتنا.. في شعور كل منا بالآخر، في الطريقة التي ندرك بها طبيعة  وظروف كل فرد حولنا.. في تقديرنا لمشكلاته.. في احترامنا لآدميته، كل هذا وببساطة هو الأناقة، فهي ليست بزي أو ملبس أو نوعية ما نقتنيه من علامات تجارية في كل سبل حياتنا، ولكنها سلوكيات، سلوكيات تجعلنا ونحن نتعامل كلا منا مع الآخر داخل عمله نحترم بعضنا البعض ونقدر مجهود كل فرد أيا كان بسيطا، فالعامل والموظف حين يسمع منك كلمات شكر بسيطة ثق أنه سيقدم أفضل ما لديه، وحين يجدك تقدر ظروفه ومشكلاته وقدراته ستجده يحاول أن يعطي ويمنح أكثر وقدر استطاعته، وزميلك حين تضع نفسك مكانه ستلتمس له الكثير من الأعذار فتجد نفسك تتقبل بعضا من هفواته أو سلوكياته بل وتقدم له النصيحة المخلصة، وعائلتك التي في العادة ما يصيبك الضجر والتعب من مسئولياتها، حين تبدأ يومك بشكر الله على أن لديك أناس يحبونك وحولك وبالتالي لا تتردد في الثناء على ما تقوم به زوجتك أو زوجك من مجهود، أو ما يبذله ابنك أو ابنتك من مساعدة لدعم أي من أفراد العائلة، ثق أنك عندما تتعامل معهم بهذه الطريقة ستجدهم يبذلون أقصى ما في وسعهم لإسعادك وللحفاظ على هذا الكيان والعبور به من العديد من المشكلات والمصاعب.

الأناقة في رأيي سلوك وأداء، سلوك يجعلنا نحترم الصغير والبسيط قبل الكبير، بل ونقدره ونحاول مكافأته ودفعه أكثر للأمام بدلا من إعاقته وتحجيمه، الأناقة هي ما تجعلني أتعامل مع الآخرين بنفس الطريقة التي أتمنى أن يعاملوني بها، فحين أنفصل عن زوج أو خطيب لا ألجأ لتجريحه أو إهانته أو افتعال المشكلات له بقدر ما أحاول أن أتلمس له الأعذار وأضع نفسي مكانه وأتذكر ما جمعنا من ذكريات وأوقات جميلة فأعفو وأسامح بل وأعامله بالطريقة التي أتمنى أن يعاملني بها لو كنت مكانه، الأناقة هي التي تجعلني أترفع عن الصغائر والمكائد ولا أسعى لردها ولكن أكمل طريقي دون أن أتوقف أمامها، فهي ليست بأناقة ملبس ولا مظهر ولا ماركة عالمية، فكن جميلا في سلوكياتك، وتعاملاتك وإدراكك لظروف من حولك، تكن أنيقا حتى وإن لم تقتنِ أشهر العلامات التجارية العالمية.