على المستويين الشخصي والمهني أسعدني خبر موافقة الصديق النجم محمد هنيدي على تصوير جزء ثان من فيلمه الجميل "إسماعيلية رايح جاي"، وهو الفيلم الذي لاقى نجاحا مذهلا عند عرضه وتحقيقه أعلى الإيرادات غير المسبوقة في تاريخ السينما المصرية والذي يعد علامة فارقة في تاريخها، وهو بالمناسبة أيضا الفيلم الذي لاقى هجوما ضاريا عليه وعلى صناعه ونجومه، ونحن لا نجد حرجا في أن نقول إن الفيلم متواضع الإنتاج، بعد تعثره وقتها، ولكننا نكشف عن أن المهاجمين للفيلم من المتحذلقين، لم يعلموا أن "إسماعيلية رايح جاي" إنتاج عام 1997 يؤسس لسينما جديدة اصطلح على تسميتها "سينما الشباب" وظلت طوال عقدين من الزمان عنوانا لهجوم بعض عواجيز النقاد لسلسلة من الأفلام انتهجت نفس الصيغة أو ما شابهها، نقول إن الشباب قبل هذا الفيلم عاش مظلوما، لا يجد من يعبر عنه سينمائيا، حتى النجوم الذين احتلوا القمة وزعموا أنهم يناقشون قضايا الشباب كانوا فوق الخمسين من أعمارهم ومعظمهم استدرجتهم قضايا الفساد والعفاريت المسيطرة على أجواء السينما المصرية في حقبتي السبعينيات والثمانينيات عقب انفتاح السوق الاستهلاكي، حتى جاء هؤلاء النجوم وعبروا من خلال قصة بسيطة، لطالب جاد خجول (محمد فؤاد) مستقيم، لكنه شديد الفقر والذي أغلقت كل الطرق أمامه وأمام أسرته، ويحلم أن يصبح مغنيا، وأخيرا يقدم نفسه لعزت أبو عوف (يظهر بشخصيته الحقيقية)، فينضم لفريقه الغنائي ويواصل مشوار النجاح.
قصة الحب جسدتها حنان ترك كزميلته في الفصل، أما الكوميديا وهي من أشهى توابل الفيلم فيعبر عنها حضور قوي للنجم هنيدي والذي شارك أيضا بغناء كلمات غريبة هي أشبه بالابتسامة الصارخة، وحدثت طفرة في سوق الفيديو كاسيت الذى كان ظاهرة ذلك الزمان، حدث هذا في وقت تراجع فيه الإنتاج وتورط فيه معظم الفنانين الكبار فى الثمانينيات في أفلام المقاولات التي يتهمون الشباب بها، وكان ذلك فاتحة خير على السينما والأغنية بل والفيديو حيث حققت الأسماء الشابة أضعاف نجوميتهم في الدراما التليفزيونية رغم المنافسة الشرسة مع أجيال الرواد.. ألف أهلا بسينما التسعينيات!
ساحة النقاش