هل خفت صوت الأغنية الوطنية التي انتعشت أعقاب ثورة يوليو المجيدة 1952، والتي كانت سببا مباشرا في صعود معظم نجوم الغناء في حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ثم أخذت منحنى جديدا مع انتكاسة يونيو1967، لتعاود الصعود مع حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973 الخالدة ومبعث فخرنا واعتزازنا بقواتنا المسلحة الباسلة، الملاحظة عندي تعود إلى السنوات الأربع الماضية، عندما تذكرت هذه الانتعاشة التى لاحظها الجميع على مستوى الغناء الوطنى، أثناء وأعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وهي الحالة التى شارك فيها من نجوم الغناء الكبار: محمد منير، محمد الحلو، على الحجار، نادية مصطفى.. وشيرين عبدالوهاب، كما شارك في الحالة بعض نجوم الجيل الجديد.. جيل الثورة الفتية التي حررت المصريين من خوف وقهر فترة حكم الجماعة الإرهابية المسلحة.
هذا هو دور الأغنية المصرية الوطنية، التى لا يتذكرها ماسبيرو، إلا أثناء المحن والشدائد..! إذا كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الأغنية هي ديوان الوطن نفسه ..
في أكتوبر من عام 1973 المجيد، انتعشت الأغنية الوطنية، وأذاقتنا طعم الفرحة وإيقاع النصر، وصيحة العزة، بعد أن عاشت فترة زمنية تحت راية منكسة عقب نكسة 1967، وعلى نغمات ناي حزين أصابه الوهن والذبول ليواكب الأحداث الكبرى.
احتاج الأمر إلى عقدين من الزمان بعد عصر العندليب عندما جاء الشاعر الوطني الرقيق مدحت العدل، عندما قدم أوبريت "الحلم العربي" ثم"القدس هترجعلنا" وكان استقبال الشعوب العربية لهذين العملين عظيماً بحجم الإخلاص الذي لمسناه جميعاً.
فيما عدا ذلك كانت المحاولات فردية، والجهود مشتتة، فكان كل مبدع عربي يحاول جاهداً أن يصفق بيد واحدة..
بالطبع كان ذلك مستحيلاً، حتى جاء نجوم الغناء الحالي الكبار ليستعيدوا المصداقية، ويقدموا لنا باقة من الأعمال التي لاقت استحسانا، ثم ما لبث أن خف الصوت..
نجومنا الأعزاء ننتظر إبداعاتكم الوطنية.
ساحة النقاش