تلقيت دعوة كريمة من الفنان المبدع خالد جلال لمشاهدة أحدث عرض مسرحي أطلقه فى سماء المسرح المصرى الملبد بالغيوم،والذى نجح بهالموهوب القدير أن يحرك المياه الراكدة تماما كما فعل فى أول عروضه "قهوة سادة" التى قدمها لأول مرة عام 2009، والتى احتفى به النقاد كما لم يفعلوا مع مبدع آخر، ربما منذ العرض المسرحي الاستثنائي "أهلا يا بكوات" للمخرج المبدع عصام السيد، عرض خالد جلال الأحدث "سلم نفسك"، كنت شاهدا على الإقبال الجماهيرى الكثيف عليه وهو ما نفتقده حاليا فى العروض المسرحية بما فيها التجارية وما تحتويه من بهارات جنسية فاسدة، أما فى عروض خالد جلال فمن المستحيل أن تجد إيماءة أو عبارة أو حركة خليعة واحدة وهو أحد أسباب عودة الأسرة المصرية بكاملها إلى قاعة المسرح، ومن المثير للانتباه أن تجد أكثر من نصف مقاعد المسرح يشغلها الشباب؛ بما ينفى عنهم الادعاء بأنهم يتحركون خلف غرائزهم، العرض مدته ساعتين بالتمام والكمال دون فواصل وقد شرفه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية ودعا إليه ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، ويعد العرض قفزة جديدة فى تاريخ المسرح الحكومى ومسيرة خالد جلال الفنية، حيث يتوافد عليه يوميا نجوم الفن والسياسة والمجتمع، وتختلط فيه حالات الشجن والسعادة والخوف على دنيانا التى أفسدناها بالغش والابتزال والخداع والتحرش بالنساء ورفض سكان الكواكب الأخرى من استضافتنا أو حتى لمسنا بسبب فسادنا!
كل هذا فى إطار من الاسكتشات الغنائية الرائعة ـ رغم قتامة الفكرة ـ والتى تضج بالكوميديا التي ستجعلك تضحك ضحكا هستيريا لم تضحكه من قبل، جميع عناصر العمل من تمثيل وغناء وأزياء وحركة مسرحية وصلت إلى مرحلة شبه الكمال، وكم تمنيت أن تتسع المساحة لتحليلهوذكر جميع أبطاله من الشباب الموهوب بحق، وتحليل عناصره ولكن يغفر لنا أن "جلال" عودنا على ذلك وما لم نقله قاله كبار الكتاب والنقاد، مبروك للمسرح المصري، وأدعو د. إيناس عبد الدايم أن تشمل العرض برعايتها وأن تجوب به محافظات مصر.
ساحة النقاش