قد لا تكون كل الأيام التي تمر بنا جيدة، لكن هل يعنى هذا أن نستسلم لليأس؟ الاستسلام هو الموت البطيء للأحلام  والحاجز المنيع أمام أبواب المستقبل، واعتراض المشاكل والمنغصات لحياتنا شر لابد منه.. دونه لا تتضح الصورة ولا يكتمل معنى الحياة، ولا يمكن لأي إنسان أن يختبر قدراته الحقيقية دون المرور به، وفى هذه الأثناء قد يسأل البعض منا نفسه: ما دوري في الحياة؟ وكثيرا ما يجلدها ويلومها لدرجة تصل به للإحباط، ويدمن الأفكار السلبية ويصبح أسيرا لها.

من السهل أن نستسلم أمام أي مشكلة أو قضية حياتية ونمل ونحبط ونرجع على أنفسنا باللوم وتأنيب الضمير ونخلق لأنفسنا دائرة من الأفكار والمعتقدات والتفسيرات السلبية ونظل ندور في داخلها حتى ندوخ وكأن العالم يقف عند هذه اللحظة، والواقع أن الحياة فوق كل اعتبار أو شخص وسوف تستمر بنا أو بدوننا، والأشخاص الذين فقدوا مهارات الحياة الإيجابية هم فعلا تعساء يحتاجون للمساعدة لأنهم وصلوا من البؤس لدرجة الاضطراب ولأنهم كانوا ضحايا بيئات اجتماعية اعتادت على تناول القضايا والأحداث والمواقف من جوانبها السلبية وعالجتها بنفس المنطق والمفهوم فوصلوا إلى ما وصلوا إليه.

إن من معاني السعادة ألا تعيش لحظة من لحظات حياتك بلا إنجاز وإن كان بسيطا، والإنجاز هو الإيجابية، فلا تقيد إنجازاتك بتخصص ما لأنها أوسع من ذلك، ومهما كانت أخطاؤك كبيرة أو متعددة فبالإرادة والإصرار تستطيع تحقيق ما تريد، وعندما تخطئ في شيء ما وتعرف بعد ذلك بأنك أخطأت، فقم بمراجعة ومحاسبة نفسك فورا للرجوع عن الخطأ وتصحيح ما أخطأت به، ومن يتعلمون من أخطائهم وينهضون بعدها مستثمرين إمكاناتهم وطاقاتهم ورأس مالهم المكون من الوقت والعقل والجهد ينجحون ولو بعد حين .

إن التخطيط الجيد، وتطوير الذات بالشكل الأمثل، ومحاولة معالجة نقاط الضعف الموجودة سواء في الشخصية نفسها أم في المهارات المكتسبة.. هو أعلى مظاهر الإيجابية، كما أن مساعدة الآخرين متعة عظيمة تجلي الحزن وتغفر أخطاء الماضي مهما كانت.

وأخيرا.. يجب أن تتذكر أن كل شيء يحدث في حياتك يعود إليك، وأنك تستطيع أن تجعل من الحلم حقيقة، وأن بعد الصبر يأتي الفرج، وأن خيالك قد يكون جزءا من مستقبلك، وأن آلاف العظماء بدأوا بمحاولات فاشلة ولم يستسلموا.

المصدر: بقلم : أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 659 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,859,128

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز