للأديب السودانى الكبير الطيب صالح رواية بعنوان «موسم الهجرة إلى الشمال » اختيرت كواحدة من أفضل مائة رواية فى القرن العشرين على مستوى الوطن العربي، ونالت استحسانا وقبولاً عالميا وحولت إلى فيلم سينمائي، وسوف نتجاوز موضوع الرواية ونتوقف فقط عند عنوانها، ونتساءل هل توجد بالفعل مواسم لهجرة شبابنا إلى الشمال، أى نحو دول أوروبا والغرب بصفة عامة، الإجابة هي: لا، لا توجد مواسم، بل إنه من الثابت أنه بشكل إن لم يكن يوميا فهو قريب من ذلك، ينجح سلاح الحدود مع الأجهزة المختصة فى ضبط قوارب لمتسللين ضمن ما يعرف بالهجرة غير الشرعية، لنحمى شبابا فى مقتبل العمر، من إلقاء أنفسهم إلى التهلكة عن طريق مغامرات فاشلة كثيرا ما تؤدى إلى الموت غرقا بعد صراع مرعب مرير مع الأمواج الشرسة التى تصرع الأقوياء والضعفاء على حد سواء، بحسب الإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية العاملة فى مجال الهجرة فهناك بشكل عام ارتفاع كبير فى أعداد الغرقى والمفقودين من الشباب فى قاع البحر، فى المقابل فإن هناك حالات من الاغتراب يستفيد منها الوطن، عندما يتم ذلك بطرق مشروعة كتبادل الخبرات بين الجامعات ومراكز البحوث من أجل تطوير الأداء وإنجاز المهام العلمية المشتركة، ولمصر آلاف من النابهين المهاجرين الذين رفعوا
اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية، أمثال العالم الراحل د.أحمد زويل، د. مصطفى السيد، ود. مجدى يعقوب، هؤلاء لا تنساهم مصر وتتابعهم مع غيرهم من النماذج المضيئة من خلال وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بل وتذلل أمامهم العقبات من أجل تحقيق التواصل بينهم وبين الوطن، فكيف توجهين ابنك نحو المسار السليم فى هذا الإطار... هذا هو ما نتعرف عليه من خلال تفاصيل هذا العدد.
ساحة النقاش