أعترف أنني كنت وما زلت من أشد المعجبين بالنشاط والعطاء الوطني لسعادة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث كنت ألمس منها دائما حرصا كبيرا على مساندة ودعم كل مصري يعيش خارج أرض الوطن، هذا بجانب تبنيها للعديد من المبادرات التي تعنى بإتاحة الفرصة أمام أبنائنا في الخارج لمشاركة ودعم الوطن على كافة المحافل، وهو ما كانوا يبحثون عنه لفترة زمنية طويلة حتى وجدوا من ينير أمامهم الطريق، ولكن إعجابي هذا قد تضاعف أضعافا مضاعفة بعد استضافة سيادتها في الصالون الشهري لمجلة حواء، حيث تعرفت عن قرب على المزيد من المشروعات والمبادرات التي تتبناها من خلال وزارة الهجرة، والتي تعنى ليس فقط بأبنائنا من المهاجرين في كافة البلدان، ولكنه بالنشء والأطفال من أبنائهم حيث تسعى إلى غرس روح الانتماء والولاء في نفوسهم من خلال أنشطة فعلية تقام على أرض الوطن، بل وتجعل من كل منهم سفيرا يدعم الوطن ويقدم صورة صحيحة عنه بالخارج، هذا بجانب ما يتم تنظيمه من أنشطة ومؤتمرات أكثر تميزا فيما يتعلق بتوظيف عشق المصريون المقيمون بالخارج لوطنهم في الدعاية السياحية والثقافية لها بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وهو أمر نحتاجه بالفعل بعد أن استطاعت مصر أن تقهر الوجود الإخواني الغاشم وتقف على قدميها ثم تتحرك وبقوة في طريق البناء والتنمية.
في كل هذه المشروعات وغيرها من المبادرات التي تتبناها السفيرة نبيلة مكرم من خلال وزارة الهجرة، والتي تعنى بكافة أفراد الأسرة أطفالا وشبابا ونساء من أبناء مصر، كان الوطن ودعمه هو الهدف، وهو هدف لا يختلف حوله اثنان، بل يدعونا جميعا إلى التفكير فما يمكن أن نقوم به إكمالا لهذا الدور وبالأخص كأمهات، فلا شك أننا بحاجة إلى احتضان أبنائنا بشكل أكبر وتنمية روح انتمائهم لهذا الوطن حتى لا نجد من بيننا المتفوق والنابغ الذي يحلم بالهجرة دون النظر إلى ما يبنى له من مشروعات قومية عملاقة قادرة على استيعاب طاقته وقدراته بل وإتاحة فرصة عمل له قد لا يجدها بالخارج، وبالتأكيد نحن لا نعني هنا مهاجمة الهجرة في حد ذاتها، ولكننا نعني الحفاظ على أبنائنا من مغادرة الوطن دون عقد عمل ثابت ومحترم يتناسب معهم ومع إمكانياتهم العلمية والعملية، كما أننا نهدف وهو أمل خاص لي أن يشعر كل منهم أن وطنه يحتضنه وأن ما يؤسس من مشروعات في الوقت الراهن ليس لي أو لأبناء جيلنا ولكنه له وحماية لمستقبله، فلماذا لا يظل بيننا يعمل ويرسم له مكانا على أرض وطنه خاصة وهو يجد كل الدعم من القيادة السياسية في هذا الإطار، بدلا من اللهث وراء حلم زائف ووهم لا أساس له من الصحة، أعتقد أن علينا كأمهات في هذا الإطار الكثير والكثير، فعلمي ابنك يعشق تراب وطنه، علميه كيف يجد لنفسه مكانا على أرضه، علميه أنه مهما سافر أو ابتعد فلابد وأن يظل مرتبطا بالجذور مرتبطا بالأرض يرويها بحبه ومشاركته ودعمه دون أن تطلب.. علميه يعنى إيه مصر.
ساحة النقاش