لعل الجميع يعلم ويتذكر أن جهاز الرقابة فى أقسى عصوره ومراحله سمح بمرور وتداول أيقونات الفن المصرى سواء فى السينما أو المسرح أو الأغنية، كان من بينها سينما المبدع الراحل عاطف الطيب وأحمد زكى، ومسرح نعمان عاشور وبعض عروض الراحل سعيد صالح، وأغنيات بل صرخات عمنا الراحل سيد حجاب وعلى الحجار وعمار الشريعى والأبنودى.
كل هذا مر وليس تفضلا من أحد بل إن الزعيم جمال عبد الناصر قد أمر بعرض الفيلم الرائع للسيدة شادية والنجم محمود مرسي "شيء من الخوف" عندما رفع إليه الأمر قائلا قولته الشهيرة: "لو احنا فعلا عصابة نبقى لا نستحق أن نكون في مواقعنا"، وعرض الفيلم كاملا دون حذف مشهد واحد، ما يعنى أن الزعامات الوطنية لا تقل إحساسا بالمسئولية ولا تقديرا لدور الفن من شعوبها.
نقول ما سبق ونحن نرى التراشق من حين لآخر بين أسر بعض المسلسلات الدرامية، وبين نقابة مهنية ما، عندما ترى أن هناك تشويها لصورة أبناء مهنتها بناء على وضع يدهم على بعض المشاهد التي تكرس للإساءة لأبنائها على حد اتهامهم، وهي مشكلة تُثار كل فترة وتضع جهاز الرقابة فى حرج لكونها لم تتحرك من تلقاء نفسها، أو أنها لا ترى ما تراه بعض النقابات وهو ناتج عن حساسية مفرطة وعدم تقدير لدور الفن فى تناول الظواهر الاجتماعية بوصفها شاهد عيان على عصرها بل ومرآة لهذا العصر بإيجابياته وسلبياته، وعلى الرقيب أن يأخذ موقف القاضى الذى يزن الأمور بميزان من ذهب بوصفه حامى الأسرة المصرية من تسلل عمل يتسم بالخبث أو الانحلال من أن يصل إلى مسامعهم أو أبصارهم.
إلا أنه فى كل الحالات لو كان هناك من يقوم بدوره ويراجع المشاهد قبل تصويرها لتفادينا الوقوع فى معظم الأخطاء.
ساحة النقاش