اللانشون يسبب حالات تسمم بين أغلب طلاب مدارس الجمهورية فعليك منع شرائه، سيتم إلغاء بطاقات التموين، أسعار البنزين والكهرباء والغاز والمياه سترتفع في بداية العام الجديد، تذاكر الدخول لحديقة الحيوان  سترتفع إلى 50 جنيها للفرد الواحد، الفنان عادل إمام يتبرع بمليار جنيه لسداد ديون مصر ويطالب بوضع صورته على الجنيه المصري!

شائعات عدة تحولت هي وغيرها مما يتم بثه من خلال التواصل المباشر بين الأفراد أو عبرمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لحرب شعواء تهدد استقرار حياتنا وتهدف لنشر مشاعر الإحباط واليأس بل وأحيانا الفتنة بين أفراد الأسرة الواحدة، هذا بجانب ما قد تسببه من ضعف العلاقة والثقة بين أجهزة الدولة المختلفة والمواطنين ، ما يؤدي في النهاية إلى انهيار كل ما تقوم الدولة ببنائه وإعداده من مشروعات للأجيال الجديدة من أبنائنا، فيكفي أن نعرف أن معدل هذه الشائعات قد وصل إلى 21 ألف قنبلة موقوتة وربما أكثر في فترة لا تتجاوز الثلاث أشهر، بما يجعل منها بمثابة الحرب التي تشن ضددنا ليس من الخارج ولكن من الداخل أولا، والأمر لا يتوقف فيما يتعلق بهذه الحرب عند حد ما يتعلق بمفردات حياتنا الاقتصادية أو السياسية فقط، فإذا عدنا قليلا للوراء سندرك أن قصتنا مع هذه الظاهرة المرضية تعود إلى ما كان يتم تداوله بيننا فيما يتعلق بحياتنا الاجتماعية حيث كانت الشائعة ترتكز وبصورة كبيرة خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات حول أمور الزواج والطلاق والخطبة والإنجاب فكانت تدمر العديد من الأسر والعلاقات الاجتماعية التي ينساق أصحابها حول مفردة لا أساس لها من الصحة فقط لأن البعض لأغراض وأهداف هادمة قد قام بترويجها، وزيجات كثيرة دمرت بهذه الصورة لأن أصحابها لم يتحروا الدقة ولم يبحثوا عن حقيقة المعلومة التي تنقل إليهم، بعدها تطور الأمر بشكل أكبر فأصبحنا نطالع يوميا عبر وسائل الإعلام المختلفة العديد من الشائعات الفنية المتعلقة بأبناء الوسط الفني، ثم ازداد الأمر سوءا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وغزوها لحياتنا كمفردة أساسية فيها، لتصبح كل فكرة هدامة من السهل ترويجها ونشرها بل وتدعيمها بالوثائق والصور غير الصحيحة والمفبركة، وكثيرا من الأسر الآمنة دمرت حياتها بهذه الصورة، فقد أصبح من السهل نشر شائعة تمس سمعة زوج أو خطيبة أو ابنة دون أدنى مراعاة لما قد يسببه هذا من مأسي عديدة، فلاشك أن بسبب مثل هذه الشائعات وغيرها انفصل الكثيرون وساءت أوضاع آلاف الأطفال، وياليت الأمر توقف عند هذا فقد ازدادت هذه الظاهرة ضراوة وأصبحت تمس حياتنا اليومية وكأنها تهدف لهدم كيان دولة كامل، فكم من اليأس والإحباط أصابنا ونحن نستمع لشائعة عن غياب سلعة أو ارتفاع سعرها أو انخفاض راتب إلى غيرها من الشائعات المغرضة، والتي بات علينا جميعا التصدي لها وبكل قوة وحزم إكمالا لما اتخذته الدولة مشكورة في هذا الإطار من خلال إصدارها لقانون تشديد الرقابة على الإنترنت، والذي سيكون له وبكل تأكيد أثر فعال في مواجهة ما يتم بثه من شائعات وأخبار كاذبة ومغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يبقى علينا هنا دور يمكننا أن نوجزه في ضرورة تحري الدقة قبل تداول أي خبر كاذب أو مجهول الهوية أو غير موثوق فيه، فخبر واحد كفيل بتدمير حياة أسرة بل وربما مجتمع، فعلينا أن نتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بصورة تنطوي على تحمل المسئولية وإدراك قيمة الكلمة التي نكتبها، فالأمر أحيان قد يخرج من حيز التسلية إلى حيز التدمير والهدم خاصة حينما تتعلق هذه الأخبار بمفردات حياتنا كالطعام والشراب والعمل والملبس ووسائل المواصلات والترفيه وغيرها، ولا يكفي فقط تحري الدقة فلماذا لا نوجه استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي نحو ما يحقق الخير لبلدنا من خلال نشر الإيجابيات قبل السلبيات بل وتداولها، فتعالوا نتداول الخير فيما بيينا قبل أن نسعى لنشر الشر ونساهم في هدم بلدنا دون قصد، فكونوا مروجين لأخبار ما أنجزنا قبل أن تكونوا مروجين لشائعات تهدمنا.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 399 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,828

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز