أمانى ربيع
الشعب المصرى محب للخير وتلك أحد سماته المتأصلة فيه، لكن فى رمضان تزداد رغبته فى التطوع وتقديم يد العون للمحتاجين ويسارع المتطوعون من الشباب والسيدات مع جهات الدولة لتوزيع الطعام على المستحقين في القرى والأحياء الفقيرة، وتتحول الشوارع لساحات تمتلئ بموائد الرحمن، والمنازل لمطابخ لإعداد الوجبات، وينظم الشباب المجموعات لتوزيع الكراتين والشنط على المستحقين..
في البداية تقول يارا النرش، مدير الشئون والعلاقات العامة في بنك الطعام: هناك ثلاث برامج في شهر رمضان، الأول هو إفطار صائم، والذي يتضمن إمداد موائد الرحمن بوجبات ساخنة وجاهزة يتم إعدادها في المطبخ المركزي التابع لبنك الطعام بواسطة طهاة متخصصين حتى نراعي معايير السلامة ويقوم بمساعدة الشيف المتخصص أمهات من المستحقين فيتحول مطبخ بنك الطعام لمصدر من مصادر الإطعام، مع توفير فرص عمل للسيدات، وتذهب الوجبات لموائد رحمن ينظمها بنك الطعام بالتعاون مع أهل الخير من رجال الأعمال الذين يرغبون في مساعدة المحتاجين ويقوم بالتوزيع مجموعة من الشباب المتطوعين في الجمعيات الخيرية التي تتعاون مع بنك الطعام حتى نتمكن من تغطية جميع المحافظات على مستوى الجمهورية.
وتتابع: البرنامج الثاني يتم تنفيذه من خلال منصة التمكين، فبنك الطعام يقدم الدعم للفلاحين فى القرى حتى يقوموا بزراعة المحاصيل، ثم نقوم بشراء المحصول من الفلاح بسعر السوق، ويتم إدخال المحاصيل في الكراتين التي نقوم بتوزيعها على الأسر، فعلى سبيل المثال البلح الذي يتم توزيعه في كراتين بنك الطعام تم زراعته في أسوان بواسطة مزارعين يحصلون على دعم من خلال بنك الطعام، وكذلك الأرز الذي يتم توزيعه، تم زراعته بواسطة مزارعين في الغربية بالتعاون مع بنك الطعام، وينفذ البرنامج الثالث بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات وهو برنامج إفطار في المحطة، ويتضمن توزيع ماء وعصائر وتمر على ركاب القطارات الذين يتواجدون في محطات النقل اثناء اذان المغرب، ويقوم بتوزيع الوجبات جزء من العاملين في بنك الطعام بالتعاون مع المتطوعين.
كراتين الخير
من الفيوم يقول مصطفى السيناوي، أحد الشباب المتطوعين: نبدأ في جمع التبرعات قبل رمضان حتى نتمكن من توصيل الكراتين للأسر في الفيوم والمنيا وبني سويف وبعض أحياء مصر القديمة، وتحتوي الكراتين على مكرونة وزيت وسكر وأرز، ونقوم بشراء الوجبات من المطاعم أو بالاتفاق مع الشيفات لتوزيعها على الأسر التي لا يتمكن أفرادها من الطبخ مثل المسنين والمرضى، ومع نهاية الشهر نوزع الملابس الجديدة والعيديات على الأطفال في دور الرعاية، فالعمل الخيري في رمضان لا يقتصر فقط على توزيع الطعام بل نحرص على رسم البهجة على وجوه الأطفال، فالطفل ينتظر الملابس الجديدة والعيدية حتى يشعر بفرحة العيد.
وتقول الشيف حنان محمود: أعمل منذ سنوات في إعداد وجبات لعمال المصانع، وقبل رمضان يطلب مني أهل الخير إعداد وجبات لتوزيعها على مرافقين المرضى في المستشفيات، وأحرص أن تحتوي الوجبة الرمضانية على جميع العناصر الغذائية حتى يشعر الصائم بالشبع، وأستعين خلال الشهر الكريم ببعض السيدات من الجيران نظراً لكثرة الوجبات وصعوبة القيام بالطبخ وحدي، فرمضان هو شهر العمل بالنسبة للعاملين في مجال صناعة الطعام لأن هناك وجبات تخرج للمستشفيات ووجبات تخرج للأسر في الأحياء الفقيرة وموائد الرحمن في المناطق الشعبية والتي يتم تجهيزها بواسطة سيدات الحي نفسه حتى تصل الوجبات للمائدة دون أن يتغير طعمها بسبب بعد المسافة.
ولأن الفوانيس مصدر لإدخال البهجة على الأطفال لذا تقوم مها عبدالعزيز، طالبة في كلية فنون جميلة بتصميم وصنع فوانيس من الخرز والتى يتم توزيعها على اليتامى، وتقول: يطلب أهل الخير منى كميات كبيرة من الفوانيس حتى يتم توزيعها على دور الأيتام، والفوانيس التي تذهب لدور الأيتام اقوم ببيعها بسعر التكلفة وتكون عبارة عن فوانيس من الخرز الملون حتى يسعد الأطفال في شهر رمضان.
تكريم المتطوعين
عن استمرار روح التعاون بين المصريين حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل تقول د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع: التقدير السبب الأساسي لاستمرار العطاء، كل شخص تطوع في رمضان لمساعدة المحتاجين يجب أن يتم تكريمه على عطائه، فالشباب الذين يشاركون في نقل المواد الغذائية قدموا من وقتهم وجهدهم لعمل الخير وربما يكون البعض منهم ما زال في مرحلة الدراسة، وغير مطالب بزكاة مال لكن قدموا الزكاة في صورة مختلفة لذلك يجب أن يتم تسليط الضوء عليهم وتكريمهم من قبل الحي الذي يعيشون فيه، ولا مانع من وضع أسمائهم في لوحات شرف في الجامعات ومراكز الشباب ويتم فعل نفس الشيء مع السيدات اللاتي قاموا بالطهي للمحتاجين طوال الشهر ويجب على الجمعيات الأهلية تغيير نوعية العمل الخيري بعد الشهر الفضيل من خلال التنمية، فالأسر التي تلقت الطعام والملابس الجديدة أثناء رمضان يجب أن نساعد أفرادها على وجود فرصة عمل ومصدر دخل ثابت.
ساحة النقاش